أخبار الآن | ناورو – BBC

في 12 يناير/كانون الثاني الماضي، كان فيروس “كورونا” محصوراً في الصين. إلا أنه في 13 يناير/كانون الثاني، تحوّل الفيروس إلى أزمة عالمية، إذ جرى تسجيل إصابة في تايلاند لتتبعها حالات أخرى في اليابان وكوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وبعدها ظهرت الإصابات العديدة في مختلف دول العالم، وقد أصبح عددهم اليوم أكثر من مليون حالة.

هل من أماكن لم يصلها الفيروس بعد؟

الجواب على هذا السؤال قد تكون نعم، وهي مفاجأة. وواقعياً، فإنّ هناك 18 دولة لم تسجل ظهور حالات إصابة بفيروس “كورونا” لديها، وفقاً لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية. وبحسب الخبراء، فإن بعض هذه الدول هي: كوريا الشمالية التي لم يعلن فيها رسمياً عن وجود فيروس كورونا، وأيضاً اليمن.

ومع هذا، فإن هناك دول لم يصلها الفيروس بعد، وأغلبها جزر صغيرة مع العلم أن زوارها قليلون. وبحسب بيانات الأمم المتحدة، فإنّ “7 من بين الدول الـ10 الأقل زيارة في العالم تخلو من كورونا”.

وتعتبر هذه الدول معزولة ذاتياً من الأساس عند تطبيق قواعد التباعد الإجتماعي عليها. إلا أن ليونيل إينغميا، رئيس جزيرة ناورو في المحيط الهادئ، يرى أن “فيروس كورونا يمثل لبلده حالة طوارئ قومية”.

وتقع هذه الجزيرة على بعد نحو 200 ميل من أقرب أرض إليها، وهي أراضي جزيرة بانابا، وجزء من كيريباتي. وأقرب مدينة كبيرة تربطها بها رحلات طيران هي بريسبان التي تقع على بعد 2500 ميل إلى الجنوب الغربي منها. وتعتبر هذه الجزيرة أصغر دولة عضو في الأمم المتحدة من حيث المساحة بعد موناكو، والثانية أيضاً من حيث عدد السكان بعد توفالو، ويقارب عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة بقليل. ومع هذا، تعتبر هذه المنطقة من أقل البلدان زيارة في العالم، وقال أحد المنظمين للجولات السياحية أن “نحو 160 سائحاً يزورون ناورو سنوياً”.

إجراءات

أما المفارقة الأهم هي أن هذه الجزيرة تضمّ مستشفى واحداً وتعاني من نقص في الطواقم الطبيّة. ورغم أنها نائية، إلا أنها اتخذت إجراءات عديدة منها: حظر استقبال المسافرين من الصين وكوريا الشمالية وإيطاليا وإيران، تعليق رحلات خطوط ناورو الجوية إلى فيجي وكيريباتي وجزر مارشال وتقليص الرحلات إلى بريسبان من 3 رحلات في الأسبوع إلى رحلة واحدة كل أسبوعين، كما بات مفروضاً على القادمين من أستراليا الدخول في حجر ذاتي في الفنادق المحليّة لمدة 14 يوماً، في حين تقرّر فرض الحجر الصحي لمدة أسبوعين على الأقل في مركز لطالبي اللجوء تابع لأستراليا في الجزيرة.

ويخضع الموجودون في الحجر الصحي يومياً للفحص لرصد الأعراض، وإذا أصيب أحدهم بالحمى يُعزل بطريقة أكثر تشدداً، ويُجرى له اختبار تشخيص الفيروس، وترسل التحاليل إلى أستراليا، وقد جاءت نتائج جميع العينات التي أرسلت سلبية.

ومع هذا، فقد أكّد الرئيس إنه “على الرغم من الأزمة، فإن الناس العاديين في البلاد ما زالوا يعيشون في هدوء”، مقدمّا “الشكر تجاه الدول الأخرى لمساعدتها بلده وخاصة أستراليا وتايوان اللتين تقيم ناورو معهما علاقات كاملة”.

وليست جزيرة ناورو التي أعلنت حالة الطوارئ القومية في المحيط الهادي فقط، بل قامت بهذه الإجراءات كل من كيريباتي وتونغا وفانوتو وغيرها من الجزر.

ويقول الدكتور كولين توكويتونغا من نيو في جنوب المحيط الهادي إنه “واثق أن هذه هي السياسة السليمة”، مشيراً إلى أن “أفضل شيء هو إبقاء هذا الفيروس خارج هذه المنطقة التي تتسم بالهشاشة، وتفتقد إلى أنظمة الرعاية الصحية”. وتابع: “تلك الدول صغيرة وهشة ولا يوجد في أغلبها أجهزة مساعدة على التنفس ولو تفشى الوباء فيها فسيفني سكانها”.

ولفت إلى أن “العديد من سكان هذه الدول يعيشون في ظروف صحية صعبة، والعديد منهم يعاني من السكري وأمراض القلب والصدر، وهي الحالات الأكثر تأثرا بفيروس كورونا، وإذا تفشى الوباء في أي من هذه الدول فإنها قد ترسل مرضاها إلى الخارج، ولكن القول يبدو هنا أسهل من الفعل، في وقت تغلق فيه الدول حدودها”.

وأضاف: “من الأفضل لهذه الدول البقاء بعيداً عن فيروس كورونا أطول فترة ممكنة. إن هذه العزلة في وسط محيط كبير والتي مثلث دائما مشكلة بالنسبة لهم، باتت مصدر حماية لهم”.

 

يذكر أنّه جرى تسجيل حالات متفرقة من “كورونا” في عدد محدود جداً من الدول المغلقة ذات الحدود البرية فقط، مثل مالاوي الواقعة في شرق أفريقيا وهي دولة مغلقة عدد سكانها 18 مليون نسمة، والتي أعلنت يوم الخميس عن ظهور أول حالة مصابة بالفيروس. وأكدت السلطات هناك أنّ “البلاد دخلت في حالة طوارئ لمواجهة الكوارث”، وجرى إغلاق المدارس، كما ألغيت تأشيرات السفر التي صدرت قبل 20 مارس/آذار الجاري.

 

 

بالفيديو.. البرازيل توسع أكبر مقبرة في البلاد بسبب فيروس كورونا

كشفت تقارير صحيفة برازيلية عن مشروع توسعي جديد لزيادة عدد القبور بنسبة 30 %، استعدادا للأسوأ في ظل تصاعد مخيف لعدد وفيات وإصابات فيروس كورونا المستجد .

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

أول متعافٍ أردني من كورونا يروي تفاصيل رحلة مرضه من الإصابة إلى الشفاء