أخبار الآن | (Bulletin of the Atomic Scientists)

حذر تقرير من المخاطر التي قد تكون نتجت عن الانفجار الذي ضرب مستودع للفيروسات في “سيبريا” بروسيا، وخاصة أن ذلك المستودع يضم أنواع معينة من الفيروسات، تصنف من قبل منظمة الصحة العالمية، على أنها “غاية في الخطورة”.

التقرير الذي نشرته المجلة العلمية “Bulletin of the Atomic Scientists” والتي تسلط الضوء على المخاطر النووية والتغيرات المناخية في العالم، أكد أن الانفجار الذي ضرب مستودع “فيكتور” في شهر سبتمبر العام الماضي، أثار قلقا عالميا وخاصة أنه يضم فيروس الجدري الذي يشكل خطرا هائلا في حال تفشيه، ولا يوجد سوى مختبرين في العالم يضمان ذلك الفيروس.

وتساؤل في وقتها خبراء الأمن الحيوي في العالم، عما إذا كان ذلك الانفجار متعمدا، خاصة أن انفجارا مشابها حدث قبل 40 عاماً في أحد منشآت الاتحاد السوفيتي وأدى إلى تفشي الجمرة الخبيثة.

تقارير وسائل الإعلام حول الانفجار، لم توضح حجم الأضرار التي خلفها الانفجار وماتلاها من حريق ضخم التهم عددا من المختبرات في مستودع فكتور.

وبعد موجة من التساؤلات ردت إدارة VECTOR على استفسارات من منظمة الصحة العالمية مع التأكيد على أن مستودع الجدري لم يتأثر، وهو الأمر الذي دفع المنظمة على عدم زيارة مكان الانفجار رغم أن تلك المنظمة تجري زيارات دورية لمستودع فيكتور كل عامين.

وتقول “Bulletin of the Atomic Scientists” في تقريرها، أن تلك التطمينات وإن اقنعت منظمة الصحة العالمية، فإنها لم تكن على درجة كافية من الاقناع بالنسبة لكثير من خبراء الأمن البيولوجي حول العالم.

وقبل الانفجار بنحو شهر، دفع انفجار آخر في موقع اختبار عسكري روسي، مسؤولي المخابرات الأمريكية إلى الاشتباه على أن روسيا كانت تجري تجربة لصاروخ من نوع كروز يعمل بالطاقة النووية. وعلى الرغم من نفي موسكو لحدوث تغيرات إشعاعية في مكان الانفجار، إلا أن رصد التغيرات الإشعاعية أتت معاكسة لما ادعته روسيا.

استناداً إلى المثال السابق، فإن تصريحات مسؤولي مستودع فيكتور، حول سلامة مختبر “الجدري” سيبقى مشكوكاً فيه، وخاصة أن الموقع الإلكتروني لذلك المستودع لم يتطرق نهائيا لحدوث الانفجار يوم وقوعه، وإنما حاول التكتم عليه، قبل أن يضطر إلى إعطاء معلومات عن الانفجار ومصير مختبر “الجدري” بعد عاصفة من تقارير لوسائل الإعلام حول ذلك الموضوع.

تقرير يحذر من تأثيرات تطوير روسيا لأسلحتها البيولوجية

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين – رويترز

فيروسات آخرى

يقول تقرير المجلة العلمية، إنه على فرض أن مختبر “الجدري” لم يتأثر بالانفجار، فما هو مصير المختبرات الأخرى التي تحتوي فيروسات لا تقل فتكاً عن الجدري، مثل إيبولا والإنفلونزا، والحصبة؟!

عادة تتم إدارة النظام العالمي لحوادث تسرب الفيروسات من خلال شبكة معقدة من نقاط الاتصال الوطنية والمكاتب الإقليمية ومركز الرصد التابعة لمنظمة الصحة العالمية في جنيف. ويُلزم الإطار القانوني الدولي البلدان بإخطار منظمة الصحة العالمية بالأحداث التي تشكل خطرًا على الصحة العامة.

في حادثة انفجار فيكتور، وقع الحادث في غرفة تطهير. النوافذ تحطمت جراء الانفجار، وتم نقل أحد المقاولين إلى المستشفى مصابًا بحروق شديدة وكان في العناية المركزة.

بعد الحادث بـ4 أيام، نشر   Global Biosecurity تقريرا أثار ناقوس الخطر بشأن ماحدث في  فيكتور. التقرير قدم معلومات خطيرة عن أن الانفجار أدى إلى انتشار فيروس غاية في الخطورة، وحاولت السلطات الروسية إخفاء ذلك عن العالم.

تقرير يحذر من تأثيرات تطوير روسيا لأسلحتها البيولوجية

روسيا – رويترز

تاريخ هجومي

مستودع VECTOR كان في السابق مركزًا لأعمال “علم الفيروسات” في جهود الحرب البيولوجية السوفيتية، وكان موطنًا للعديد من الخبراء الرائدين في مجال التسليح باستخدام الفيروسات.

لم يكن يعرف عن هذا المستودع سوى أنه يطور موادا وأدوية لتحسن الزراعة، إلا أنه اتضح لاحقا انه مختبر خطير لديه القدرة على إنتاج طنين من فيروس الجدري في السنة، والذي يمكن استخدامه كسلاح هجومي.

في تسعينيات القرن الماضي وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي، كانت هناك جهود كبيرة من قبل المجتمع الدولي، لتفكيك البنية التحتية لبرنامج الحرب البيولوجية السوفيتية. وأصبح VECTOR واحدًا من أوائل المستودعات التي تتلقى أموالا ضمن برنامج منح أجنبية.

تحدث جينس كون، وهو عالم فيروسات ألماني، وكان أول عالم غربي عبر باب VECTOR في يوليو 2001، عن تجربته في ذلك المستودع، وأكد أن هناك مستويات جيدة من الأمان إلا أن هناك نقصا في بعض الأمور الضرورة لتحسين مستوى الأمان في المختبر.

وعلى الرغم من أن تقارير منظمة الصحة العالمية الصادرة في 2009 و2012 و2016 عن مستودع فيكتور، كلها تشيد بمستويات جيدة من الآمان، إلا أن رفض مسؤولين روس للمساعدات المالية في برامج الحد من التهديدات البيولوجية عام 2012، وسحب موسكو كذلك المشاركة بشكل نهائي في تلك البرامج عام 2015، كل ذلك يثير موجة كبيرة من الشك حول نوايا الروس وما يخفيه مستودع فيكتور، وما ينتج كذلك عن تطوير موسكو لأسلحتها البيولوجية، وكارثة تشيرنوبل في أوكرانيا لم تغب عن الأذهان حتى الآن.

أقرأ أيضا:

الكرملين يزرع فيروس الأخبار الكاذبة في الدول الغربية بخصوص كورونا