أخبار الآن| دبي ـ الإمارات العربية المتحدة

تحت ستار التضامن، تبسط روسيا يدها اليمنى للدول الغربية وضمن استراتيجية الصراع من أجل النفود تنشغل اليد الأخرى في بث الذعر على الفضاء الافتراضي.

هكذا يبدو المشهد على الساحة الدولية منذ بداية جائحة فيروس كورونا، ففي وقت تتظاهر فيه روسيا بالتضامن مع بعض دول العالم , صدر تقرير أوروبي كسر تلك الصورة المراد تسويقها باتهام موسكو بالوقوف وراء الحملات التضليلية.

وأفادت وثيقة الاتحاد الأوروبي، نشرت تفاصيلها “رويترز” أن وسائل الإعلام الروسية لجأت إلى حملة تضليل كبرى ضد الدول الغربية، بقصد التهويل من أثر فيروس كورونا وخلق حالة من الذعر ونشر أجواء عدم الثقة.

تقرير لمركز بحث إفريقي يقول إن روسيا كانت تستهدف عددا من الدول الافريقية بحسابات مزيفة

ورغم أن موسكو نفت وقالت إنها لا أساس لها من الصحة , وتفتقر إلى الحس السليم، إلا أن وثيقة الاتحاد الأوروبي، كشفت أن الكرملين يهدف إلى تضخيم الأزمة الصحية العامة في الدول الغربية، بما يتماشى مع إستراتيجية تدمير المجتمعات الأوروبية.

ونقل موقع ( 01net ) الفرنسي عن دبلوماسيين أوروبيين أن الكرملين يسعى إلى الاستفادة من الأزمة لإثارة الفوضى والخلاف داخل أوروبا بشائعات ومعلومات كاذبة.

وقال المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي، “بيتر ستانو” لـ “دوتشيه فيله” الألمانية إنه لاحظ زيادة حجم المعلومات الخاطئة الناشئة من خارج الاتحاد الأوروبي، بعضها روسي نشرته مصادر قريبة من الكرملين.

روسيا لم تكن محل شكوى من الاتحاد الأوروبي وحسب، فحتى أمريكا رصدت جهات فاعلة روسية وصفتها بـ الخبيثة” كانت تحاول زرع معلومات مضللة عن أصل الفيروس، بحسب ما نقلته “بي بي سي” عن مسؤول الخارجية الأمريكية.

ومن الأخبار الزائفة التي زرعتها روسيا، بحسب وثيقة الاتحاد الاوروبي، أن الفيروس من صنع الإنسان وأنه أنتج كسلاح بيولوجي من قبل الدول الغربية.

ونقلت صحيفة “فاينانشال تايمز” معلومات عن أنباء ابتدعتها روسيا في إيطاليا، وزعمت أن الأنظمة الصحية لن تكون قادرة على التأقلم وأن الأطباء سيختارون من يعيش أو يموت بسبب نقص الأسرّة.

 منصة فيديو روسية تهاجم المنظمات الإعلامية والأفراد الذين ينتقدون التدخل الروسي في جميع أنحاء العالم 

تفسيرا لذلك، قال الخبير الروسي في المعهد الملكي، “مارك جاليوتي”، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن شن حملات التضليل في الدول الغربية نابع من الرغبة نفسها في السيطرة على الرواية المتداولة.

أضاف أنه بالنسبة للكرملين لا توجد رواية موضوعية. لذا ، نظرًا لأن قصة جهة ما ستنتصر بالطبع ، فالكرملين يريد أن تكون قصته هي المتداولة بدلاً من قصة جهة آخرى .

الغريب في السلوك الروسي أن مجلس النواب صادق مؤخرا على تعديلات على قانون جنائي يعاقب من ينشر معلومات كاذبة عن الظروف المعيشية التي تهدد الحياة والصحة العامة.

ونص القانون على غرامات تصل إلى 25 ألف دولار والسجن لمدة تصل إلى خمس سنوات لمن ينشر ما يعتبر معلومات خاطئة، فضلا عن غرامات تصل إلى 127 ألف دولار في حق وسائل الإعلام إذا ما نشرت معلومات مضللة حول تفشي المرض.

على ضوء ما سبق، يبرز سؤال إلى سطح النقاش : هل تريد روسيا إخماد الاتهامات التي تطالها بزرع الأخبار الكاذبة في الدول الغربية , بسن قوانين رادعة ضد ناشري معلومات مضللة حول تفشي المرض؟

 

إقرأ أيضا:

روسيا تخترق إفريقيا عن طريق “الفاغنر”.. وهذه المرة باستخدام”فيسبوك”