أخبار الآن | دبي ـ الإمارات العربية المتحدة (متابعات)

كيف يمكن لكوريا الشمالية أن تدعي عدم وجود حالة فيروس كورونا واحدة في حين أن الدول في جميع أنحاء العالم ترزح تحت الوباء القاتل؟ تساؤل ارتكز عليه تقرير نشرته الصحيفة الأمريكية “نيويورك تايمز”.

يأتي هذا التساؤل بعدما دمرت عقود من العزلة والعقوبات الدولية نظام الصحة العامة في كوريا الشمالية، ما أثار مخاوف بشأن قدرتها على مواجهة تفشي المرض.

ومع بداية انتشار الوباء، اتخذت كوريا الشمالية بعض الإجراءات الأكثر شدة ضد الفيروس، مثل اغلاق الحدود وتوقيف النشاطات التجارية مع الصين التي تمثل تسعة أعشار تجارتها الخارجية.

كما قامت أيضا بتضييق الخناق على المهربين على الشريط الحدودي وفرضت الحجر الصحي على جميع الدبلوماسيين في “بيونغ يانغ” لمدة شهر.

 مركز التقدم الأمريكي يتوقع أن تستئنف كوريا الشمالية اختبارات الصواريخ بعيدة المدى خلال العام الجاري

ورغم كل هذه الإجراءات المتخذة ما زالت المخاوف قائمة بسبب افتقار كوريا الشمالية إلى الإمدادات الطبية لمكافحة تفشي المرض والذي يخشى الكثيرون أنه تفشى بالفعل.

ويشك العديد من المراقبين في مزاعم كوريا الشمالية بعدم وجود أي حالات إصابة بفيروس كورونا، على غرار المحاضر في كلية الطب بجامعة هارفارد “كي بي بارك” .

وفي معرض حديثه مع “نيويورك تايمز” قال “بارك” إنه قد يكون لدى كوريا الشمالية حالات لكنهم لا يعرفون كيف يكتشفونها بسبب نقص معدات الاختبار .

أما الأمين العام لجمعية المنشقين الكوريين الشماليين ومقرها سول “سيو غاي بيونغ”، فقد كذب مزاعم النظام الكوري الشمالي وأكد للصحيفة أنه اتصل بعائلة في مدينة “تشونغ شين” علِم أنها فقدت ثلاثة من أفرادها بسبب الفيروس .

وقال إن استمر الوضع على ما هو عليه فإن فوضى اجتماعية قد تنفجر عندما يدرك الكوريون الشماليون أن الناس يموتون من وباء بلا علاج.

ورأت “نيويورك تايمز” أن التعتيم على المعلومات وعدم قدرة خبراء الصحة الخارجيين على دخول البلاد جعل بقية العالم في حيرة إلى حد كبير حول كيفية تعامل كوريا الشمالية مع الفيروس.

واستندت الصحيفة الأمريكية الى تقارير اعلامية صدرت الشهر الماضي، تفيد بمقتل 200 جندي ، إضافة إلى 23 آخرين ، يشتبه في إصابتهم بفيروس كورونا.

بفعل العقوبات الاقتصادية، تسجيل نقص في الغذاء وانقطاعات متكررة للكهرباء

ونقلت الصحيفة عن مركز أبحاث الصحة والرعاية في كوريا الجنوبية،يراقب النظام الصحي في كوريا الشمالية أن هناك خطر أن يخرج الفيروس عن السيطرة إذا بدأ في الانتشار بين الناس الذين يعانون من سوء التغذية.

ونبهت “نيويورك تايمز” إلى أن هناك مشاريع في كوريا الشمالية تعتمد على التعبئة الجماعية للجنود الذين ينامون ويأكلون معًا لشهور على فترات طويلة ، ما يزيد من خطر الإصابة بعدوى جماعية خلال الوباء.

وتجنبا لحدوث كارثة إنسانية في كوريا الشمالية، شرعت الأمم المتحدة بالتنازل عن العقوبات المفروضة على مجموعات الإغاثة مثل الصليب الأحمر لشحن مستلزمات الاختبار و التشخيص وكذلك أجهزة التنفس ومعدات الحماية.

 

إقرأ أيضا:

ماذا تخسر كوريا الشمالية إذا ما استمرت على سياساتها المتعنتة؟