أخبار الآن| كابول – أفغانستان – متابعات

نشرت القيادة العامة لتنظيم القاعدة (المركزية) في أفغانستان بياناً يرثي قاسم الريمي، زعيم تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب الذي قُتل في يناير ٢٠٢٠ بطائرة مسيرة في منطقة البيضاء جنوب شرق العاصمة اليمنية صنعاء.

البيان الذي صدر مساء الاثنين (٣٠ مارس ٢٠٢٠) أغدق في وصف الريمي حتّى عدّه “علماً من أعلام الجهاد الفتية.”

كما استرسل البيان في الإشادة بالزعيم الجديد للتنظيم، خالد باطرفي، وقال عنه إنه يتمتع بـ” خبرة كبيرة، وحكمة، وحسن تقدير وقيادة، كما دعا الجميع في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب إلى “السمع والطاعة لأميرهم، والإلتفاف حول قيادتهم ومواصلة الجهاد.”

بيان متأخر

لم يعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب ومركزه اليمن الفرع الأقوى بين فروع القاعدة بالنظر إلى قتل قياداته في غارات الطائرات المسيرة وتسلل الجواسيس إلى صفوفه الأولى، وخسارته الأرض في اليمن، حتى اختار قادة التنظيم أن يتواروا عن الأنظار وأخذوا على عاتقهم نبذ وسائل الاتصال التي فيها التشريح (التعقب من خلال الشريحة الإلكترونية)، وكل هذا أدى إلى تشرذم التنظيم.

في ظروف كهذه كان الأدعى أن تبادر القاعدة المركزية إلى بث الرسائل التي من شأنها أن تساهم في لملمة التنظيم، لكن الظواهري تأخر.

فكان ملاحظاً أن إعلان باطرفي خلفاً للريمي استغرق ثلاثة أسابيع بينما إعلان الريمي خلفاً للوحيشي الذي قُتل في غارة مماثلة في يونيو ٢٠١٥ لم يستغرق أكثر من ثلاثة أيام.

القاعدة بعد الريمي

وهذا يشي بوجود خلافات الصحفي اليمني مشير المشرعي يقول: “تعيين باطرفي جاء مفاجئاً لبعض مقاتلي التنظيم في اليمن على أساس أن ثمة من يرى أنه يستحق المنصب أكثر منه.”

المشرعي وهو رئيس تحرير عين اليمن الإخبارية يذكر تحديداً اسم عمّار الصنعاني الذي تولّى إمارة أبين بعد مقتل أميرها الجدلي جلال بلعيدي المرقشي في فبراير ٢٠١٦ وجلال بلعيدي الشهير باسم “أبو حمزة الزنجباري” كان اختلف مع الريمي واتخذ سلوكاً أقرب إلى داعش حتى قيل إنه انشق، لكن نعيه في مؤسسة الملاحم الذراع الإعلامية للتنظيم حسم الأمر.

ثمة أمران يختلف فيهما قادة الأطراف مع الزعيم الجديد باطرفي، الأول هو أن باطرفي رجل دين أكثر منه قائد عسكري، الثاني هو أن باطرفي وكان أميراً على المكلا التي احتلها التنظيم طوال عام ٢٠١٥، اختار الخروج من المدينة، التي كسب منها التنظيم ملايين الدولارات، أمام قوات التحالف من دون قتال.

واحد من أهم شرعيي التنظيم وهو أبو البراء الإبي، الذي قُتل مع الريمي، لم يكن راضياً عن هذا الأمر واعتبر أنه كان الأجدر بالتنظيم القتال حتى تحقيق إحدى الحسنيين: النصر أو الشهادة

قد يُقال إن البيان تأخر لصعوبة الاتصال سواء بين القيادات في اليمن أو بين القيادات في أفغانستان، لكن تنظيم القاعدة في أفغانستان أصدر منذ بداية العام ثلاثة بيانات جاءت كلّ في وقتها من دون تأخير: واحد موجه لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، وآخر للقاعدة في الصومال، وثالث يبارك لطالبان اتفاقها مع أمريكا.

المزيد:  باطرفي يرث تنظيماً مفككاً .. مستقبل القاعدة مهدد وبذور الصراع مزروعة داخله