أخبار الآن | متابعات 

“وأخيراً تخلصنا من كريكار” هكذا عنون موقع نرويجي خبر ترحيل الملا كريكار إلى إيطاليا.

بالفعل، وأخيراً، حُسمت مسألة ترحيل الرجل الذي اعتبر خطراً على الأمن القومي النرويجي منذ ٢٠٠٢، ووضع على قائمة الإرهاب العالمية في ٢٠٠٦. ؛حتى إن الصحافة النرويجية كثيراً ما أشارت إليه طوال السنوات الماضية بـ “اللاجئ الأقل ترحيباً به،” و” اللاجئ المشكلة.”

كريكار: النسخة الأولى من داعش

الملا كريكار داعية متشدد، اسمه الحقيقي نجم الدين فرج أحمد وهو عراقي كردي من مواليد السليمانية. وهو مؤسس جماعة أنصار الإسلام في كردستان في ٢٠٠١. التي كانت نسخة مبكرة جداً عن داعش. كانوا يتشددون في فرض الدين والحدود على سكان المنطقة ومن ذلك أن هاجموا ثلاث قرى كاكائية وفرضوا على أهلها الإسلام أو دفع الجزية.

بالإضافة إلى ما نُقل عن لقاءاته المتكررة بـ عبدالله عزام أثناء سفره المتكرر إلى باكستان. أثبتت الجهات الأمنية علاقة جماعته  بالقاعدة. في ٢٠٠١ عُثر على وثائق في منزل تابع للقاعدة في أفغانستان يتحدث عن كتائب إسلامية في كردستان العراق. وبعد ذلك بأسابيع تأسست أنصار الإسلام.

عندما أسس الملا كريكار جماعته كان لاجئاً في النرويج. ذهب إلى هناك في العام ١٩٩١ لاجئاً سياسياً. وسرعان ما وافقت الدولة النرويجية على أن يستقدم عائلته وظل يعيش على حساب الحكومة النرويجية إلى أن كشفته مؤسسة صحفية نرويجية قالت إن الرجل يتردد كثيرا على العراق بهدف تأسيس جماعة سلفية متشددة. عندها خلعت الحكومة عنه صفة اللجوء واعتبرته خطراً على الأمن القومي في العام ٢٠٠٢ بالنظر إلى آرائه التي تدعو إلى العنف وتأسيس الخلافة.

ومنذ ذلك الوقت والنرويج يحاول إبعاد كريكار. ولكن، بحسب القوانين النرويجية، يُحظر ترحيل شخص إذا كانت الجهة المُرحل إليها ستعامله بقسوة. النرويجيون كانوا يخشون من أن العراق سيعدم كريكار إن رحّلوه إلى بغداد. وهذه كانت ثاني مرة يستغل فيها كريكار الديمقراطية والقانون في النرويج في الوقت الذي يروّج فيه لفكر يعتبر الديموقراطية كفراً.

داعش من جديد 

في ٢٠١٠، اعتُقل بعد أن أطلق سلسلة من التهديدات ضد سياسيين نرويجيين وأفراد أكراد. حُكم بالسجن خمس سنوات.

في نوفمبر ٢٠١٥، تمت اعتقالات متزامنة في أكثر من دولة أوروبية احتُجز على إثرها ١٧ شخصاً ثبت تورطهم في شبكة اسمها Rawti Shax  أو Didi Nwe وتعني “الطريق الجديد” أو “نحو الجبل” وهي شبكة على الإنترنت تابعة لأنصار الإسلام. مسؤولون أمنيون اعتبروا ذلك أهم حدث أمني في العشرين عاماً الماضية. وقالوا إن الشبكة تدعم داعش. في حساب تابع لأحد الناشرين في “مؤسسة التراث العلمي” المنشقة عن داعش، كُتب في منشور في العام ٢٠١٧ أن كريكار “داعشي  خارجي مقيم في دول الكفر يدعو الشباب الى الانضمام لداعش … والقيام بالعمليات الانتحارية وشتم وسب مشايخنا الكرام في هذا العصر.”

الصحافة النرويجية نقلت عن السلطات الإيطالية أنها اعترضت اتصالات بين أعضاء الشبكة وزعيمهم الملا كريكار. وقالت إن كريكار كان يجمع التبرعات لهم وأنهم كانوا يتدربون عسكرياً للقيام بهجمات لاحقة.

وتقول الشرطة الإيطالية إن ظاهر هذه الشبكة كان العمل الحزبي حتى يسهل لهم الحضور على الإنترنت وتداول المنشورات التي تمثل أديولوجيتهم.

لكن في الحقيقة الشبكة كانت تهدف لإقامة حكم يشبه الخلافة في كردستان العراق وذلك بتحييد كل الأطراف الذين يقفون عائقاً أمامهم من أجل تحقيق ذلك. وأضافت أن لديها تقارير أنه أعلن ولاءه لداعش في ٢٠١٤.

الشرطة الإيطالية نقلت أيضاً أن أعضاء الشبكة كانوا يخططون لاختطاف دبلوماسيين نرويجيين من أجل المطالبة بإطلاق سراح كريكار.

رفض كريكار الذهاب إلى إيطاليا لحضور جلسات المحاكمة والدفاع عن نفسه خاصة أنه ينفي كل تلك التهم. في يوليو ٢٠١٩ أصدر القضاء الإيطالي حكمه الأخير في القضية بالسجن ١٢ عاماً على كريكار. وفي فبراير ٢٠٢٠، أتمّ القضاء النرويجي البتُ في قرار ترحيله إلى إيطاليا.

الكورونا

أنصار الملا كريكار روّجو إلى أن النرويج تريد التخلص من كريكار بترحيله إلى بلد يعاني من وباء الكورونا. القضاء النرويجي قال إن لديه الثقة أن كريكار سيتلقى العون المطلوب متى وصل هناك.

حساب أبو قتادة الفلسطيني، من منظري القاعدة، نقل أنه “معرض لخطر الإصابة بفيروس كورونا الذي تتصدر إيطاليا قائمة الدول التي انتشر فيها الفيروس القاتل بشكل واسع.”

أمر آخر أثاره أنصار كريكار كان ما اعتبروه عشوائية في القضاء الإيطالي، وقالوا إنهم يتخوفون من أن تقوم إيطاليا بتسليم كريكار إلى العراق في نهاية المطاف.

وفي حساب حاكم المطيري السلفي المتطرف ورد في يوليو ٢٠١٩ وصف الحال في إيطاليا حيث سينتهي كريكار بأن “السجون فيها عفنة إجرامية، ولذلك اختاروها (له).”

 

للمزيد : 

النرويج: توقيف الملا كريكار بتهمة “الإرهاب”