أخبار الآن | كوريا الجنوبية – chicagotribune

تشهدُ كوريا الجنوبية إنخفاضاً ملحوظاً في عدد الإصابات بفيروس “كورونا” المستجد، مقارنة مع الدول الاخرى. وذكرت المراكز الكورية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الخميس، أنّ البلاد سجلت 104 حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا، ليصل إجمالي الحالات إلى 9241 حالة.

وبغض النظر عن كيفية النظر إلى الأرقام، فإن كوريا تتميّز عن غيرها من الدول. ففي أواخر فبراير/شباط وأوائل مارس/آذار، إزداد عدد الإصابات بشكل كبير. وفي تظهر 29 فبراير/شباط، حدّد العاملون في المجال الطبي 909 حالة جديدة في يوم واحد. إلا أنه في أقل من أسبوع، انخفض عدد الحالات الجديدة إلى النصف، وفي غضون 4 أيام، انخفض إلى النصف مرة أخرى.

ويوم الأحد، فقد أبلغت كوريا الجنوبية عن 64 حالة جديدة فقط، وهي الأقل في ما يقرب من شهر، مع استمرار الإصابات في البلدان الأخرى بالارتفاع بالآلاف يومياً.

وإزاء ذلك، فإن الخبراء ينظرون إلى كوريا لإستقاء الدروس. ولذلك، تواصلت كلّ من فرنسا والسويد مع كوريا الجنوبية لطلب تفاصيل عن إجراءات البلاد، في حين أشاد رئيس منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، بكوريا الجنوبية على أنها “تثبت أن احتواء الفيروس، رغم صعوبة ذلك، يمكن القيام به”.

ماذا فعلت كوريا الجنوبية؟

1- التدخل بسرعة قبل الأزمة

بعد أسبوع واحد فقط من تشخيص الحالة الأولى للبلاد في أواخر يناير/كانون الثاني، التقى مسؤولون حكوميون بممثلين من عدة شركات طبية، وحثوا الشركات على البدء فوراً في تطوير مجموعات اختبار فيروسات التاجية. وفي غضون أسبوعين، تم شحن آلاف مجموعات الاختبار يومياً. والآن، تنتج البلاد 100000 مجموعة في اليوم، ويقول المسؤولون أنهم في محادثات مع 17 حكومة أجنبية حول تصديرها.

كذلك، فرض المسؤولون بسرعة كبيرة إجراءات الطوارئ في دايغو، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها 2.5 مليون نسمة، وقد انتشرت العدوى فيها بسرعة.

2- الإختبار الباكر

اختبرت كوريا الجنوبية عدداً أكبر بكثير من الأشخاص المصابين بالفيروس التاجي من أي دولة أخرى، مما مكنها من عزل ومعالجة العديد من الأشخاص بعد وقت قصير من إصابتهم. ووفقاً للمعطيات، فقد أجرت الدولة أكثر من 300.000 اختبار.

ولتجنب الإرهاق في المستشفيات والعيادات، فتح المسؤولون 600 مركز اختبار مصمم لفحص أكبر عدد ممكن من الأشخاص بأسرع ما يمكن، والحفاظ على سلامة العاملين الصحيين من خلال تقليل الاتصال.

وفي 50 محطة للقيادة، يتم اختبار المرضى دون مغادرة سياراتهم، وتستغرق العملية حوالى 10 دقائق، وتصدر النتائج في غضون ساعات. وغالباً ما تستخدم المكاتب والفنادق والمباني الكبيرة الأخرى كاميرات الصور الحرارية لتحديد الأشخاص المصابين بالحمى. تتحقق العديد من المطاعم من درجات حرارة العملاء قبل قبولها.

3- التتبع والعزل والمراقبة

عندما تظهر نتيجة اختبار إيجابية لمريض، يتتبع العاملون الصحيون تنقلات المريض الأخيرة للعثور على أي شخص قد اختلط معه من أجل اختباره وعزله إذا لزم الأمر، وهي عملية تعرف باسم تتبع الاتصال. وهذا يسمح للعاملين الصحيين بتحديد شبكات انتقال العدوى المحتملة في وقت مبكر، وإخراج الفيروس من المجتمع مثل الجراح الذي يزيل السرطان.

كذلك، طورت كوريا الجنوبية أدوات وممارسات لتتبع الاتصال، وسيقوم مسؤولو الصحة بتتبع تحركات المرضى باستخدام لقطات الكاميرا الأمنية، وسجلات بطاقات الائتمان، وحتى بيانات GPS من سياراتهم وهواتفهم المحمولة. وفعلياً، لقد قبل الكوريون الجنوبيون على نطاق واسع فقدان الخصوصية باعتباره مقايضة ضرورية من أجل صحتهم.

ومع هذا، يتم دعوة الأشخاص الذين يعتقدون أنهم كانوا على اختلاط مع مريض، إبلاغ مراكز الاختبار. أما الأشخاص الذين التزموا في الحجر المنزلي، فعليهم تنزيل تطبيق على هواتف، ينبه المسؤولين إذا خرج المريض من العزلة، ويمكن أن تصل الغرامة بسبب ذلك إلى 2500 دولار.

4- تطوع الجمهور في المساعدة

لا يوجد عدد كافٍ من العاملين الصحيين أو الماسحات الضوئية لدرجة حرارة الجسم لتتبع الجميع، لذلك يجب على الناس العاديين المشاركة.

وتوفر عمليات البث التليفزيوني وإعلانات محطات مترو الأنفاق وتنبيهات الهواتف الذكية تذكيرات لا نهاية لها لارتداء أقنعة الوجه ومؤشرات عن المسافة الاجتماعية وغيرها.

وتغرس الرسائل إحساساً بالخطر في زمن الحرب تقريباً، وتظهر استطلاعات الرأي موافقة الأغلبية على جهود الحكومة، مع ارتفاع الثقة، وانخفاض الذعر.

 

إيقاع الحياة يتراجع في دمشق بعد إعلان حظر التجوال بسبب كورونا

إثر الكشف رسمياً عن أول إصابة بفيروس كورونا المستجد في العاصمة السورية دمشق، أعلن النظام السوري حظراً جزئيا للتجوال، اعتباراً من اليوم الأربعاء، وذلك كإجراء احترازي للتصدي لفيروس كورونا المستجد.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

ترامب يعلن حالة طوارىء كبرى في عدة ولايات بسبب كورونا