أخبار الان | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

 

تعد الصين وإيران من بين الدول التي كان فيها تفشي فيروس كورونا المستجد هو الأوسع والأخطر. وكونها منفصلة جغرافياً، ما يمكن أن يكون الرابط المشترك بينهما في هذه المسألة؟

وَفقاً لتحقيق خاص أجرته صحيفة “وول ستريت جورنال”، تتجه الأنظار إلى العلاقة الاستراتيجية التي أقامتها إيران مع الصين للحد من تأثير العقوبات الدولية. وفيما يلي النقاط البارزة:

انتشر المرض بسرعة من مدينة قم، حيث ساعدت المشاريع المدعومة من الصين في دعم الاقتصاد الإيراني الذي ضربته العقوبات.

لماذا يلوم بعض الإيرانيين العلاقة مع الصين على تفشي فيروس كورونا؟

QOM, IRAN (Photo by Stringer/Anadolu Agency via Getty Images)

تقوم شركة “هندسة السكك الحديد الصينية” ببناء خط سكة حديد عالي السرعة بقيمة 2.7 مليار دولار عبر مدينة قم. ويساعد الفنيون الصينيون في تجديد محطة للطاقة النووية في مكان قريب. هناك أيضاً طلاب دين صينيون يدرسون في معاهد قم.

وقال مسؤولو صحة إيرانيون إن مصدر تفشي المرض من المحتمل أن يكون إما من عمال صينيين في قم أو رجل أعمال إيراني من قم سافر إلى الصين.

ولأن العامل المسبب للممرض لم يحدد في مدينة قم التي يبلغ عدد سكانها ما يقرب من مليون شخص، انتشر الوباء بسرعة، وزاد العبء على نظام رعاية صحي يعاني من العقوبات، وأدى إلى تضخيم المشكلات الاقتصادية وإذكاء رد الفعل المعادي للصينيين.

صورة تعبر عن كيفية تعامل السلطات الإيرانية مع فيروس كورونا

لماذا يلوم بعض الإيرانيين العلاقة مع الصين على تفشي فيروس كورونا؟

 

التستر وسوء الإدارة

وقال الإيراني كاميار علائي، خبير الصحة العامة والرئيس المشارك لمعهد الصحة والتعليم الدولي في مدينة نيويورك إن “الأمر لا يتعلق بالضرورة بجودة نظام الرعاية الصحية. إنما يتعلق بسوء الإدارة والمعلومات الخاطئة”.

المواطنون الإيرانيون يلومون الصين

يوجه إيرانيون عدة غضبهم إلى الصين لنقل الفيروس إلى بلدهم في المقام الأول، رغم نضال بلادهم لاحتواء الفيروس. وقال علي، (43 سنة)، وهو بائع أدوات مطبخ في طهران: “عندما تضع كل بيضك في سلة واحدة، هذا ما تحصل عليه”.  وتابع: “الصينيون في كل مكان”.

وقالت ربة المنزل السيدة أشتاري: “لم نكن سعداء بكل هذه السلع الصينية الرهيبة في كل مكان”. وأضافت: “أحضروا لنا الآن هذا الفيروس الرهيب”.

وواصلت شركة “ماهان للطيران” التي يسيطر عليها “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، السفر إلى الصين على الرغم من الحظر الحكومي.

لماذا يلوم بعض الإيرانيين العلاقة مع الصين على تفشي فيروس كورونا؟

(Photo by Sinan Yiter/Anadolu Agency/Getty Images)

وقبل أسابيع، تحديداً في الأول من شباط (فبراير) الماضي، وتزامناً مع تفاقم تفشي فيروس كورونا المستجد في مدينة ووهان وسط الصين، منعت الحكومة الإيرانية شركاتها الجوية من السفر إلى هناك. ومع ذلك، أعطت استثناء لشركة “ماهان للطيران” التي برزت كمصدر شعبي للنقل الجوي لقوات الحرس الثوري الإيراني.

وتقول الحكومة الأمريكية إن شركة الطيران قامت بنقل أفراد وأموال وأسلحة للحرس، ووفرت وسائل النقل لـ “حزب الله” اللبناني، الذي تعتبره واشنطن منظمة إرهابية.

وقالت شركة “ماهان للطيران” في تصريح لصحيفة “وول ستريت جورنال” إنها نفذت ثماني رحلات بين طهران والصين بين الأول والتاسع من شباط (فبراير) لنقل الركاب الصينيين والإيرانيين إلى بلدانهم الأصلية.

وقامت شركة الطيران بـ 43 رحلة على الأقل منذ الأول من شباط (فبراير) الماضي، وفقاً لسجلات الطيران عبر الإنترنت من موقع ” FlightRadar24 “، بما في ذلك رحلة إلى ووهان الصينية في 5 شباط (فبراير)، والتي قامت بإجلاء 70 طالباً إيرانياً يعيشون هناك، وفقاً لوزارة الخارجية الإيرانية.

وهبطت أحدث رحلة لشركة “ماهان” من الصين في طهران قادمةً من شنغهاي في الصين صباح 9 آذار (مارس) الجاري، وفقاً لـ” FlightRadar24″ فيما لا يوجد عدد رسمي إجمالي للمسافرين.

قائد الحرس يرى حربا بيولوجية

في الخامس من آذار (مارس) الجاري، أي بعد أسبوعين من تسجيل الوفاة الأولى في إيران، افترض قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، أن يكون الانتشار العالمي لفيروس كورونا المستجد نتيجة حرب بيولوجية أمريكية ضد الصين وإيران. وقال سلامي في حفل أقيم في مدينة كرمان الإيرانية: “اليوم تخوض البلاد معركة بيولوجية”.

لماذا يلوم بعض الإيرانيين العلاقة مع الصين على تفشي فيروس كورونا؟

عدد القتلى في ازدياد

ووفقاً للإحصاءات الرسمية، توفي أكثر من 350 إيرانياً بسبب الفيروس الجديد. وتقول الحكومة أن 9 آلاف شخص أصيبوا. ويقول علماء الأوبئة أن العدد قد يكون في الواقع عشرات الآلاف. فيما تقول منظمة الصحة العالمية والحكومات في تلك البلدان إن المسافرين، ومعظمهم من حجاج المزارات، حملوا الفيروس إلى 15 دولة أخرى على الأقل.

للمزيد: إصابة نائب روحاني وعدد من الوزراء الإيرانيين بفيروس كورونا

لماذا يلوم بعض الإيرانيين العلاقة مع الصين على تفشي فيروس كورونا؟

(Photo by Stringer/Anadolu Agency via Getty Images)

وأدناه أسماء كبار المسؤولين الإيرانيين الذين أصيبوا بالفيروس:
– النائب الأول للرئيس إسحاق جهانجيري
– وزير الصناعة والمناجم والأعمال رضا رحماني
– وزير التراث الثقافي علي أصغر مونسان
– أكثر من 20 من أعضاء البرلمان
– نائب الرئيس معصومة ابتكار
– نائب وزير الصحة أريج حريشي
– عضو البرلمان الإيراني محمود صادقي
– رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان مجتبى الزونوري

 

مصدر الصورة: (Photo by Stringer/Anadolu Agency via Getty Images)

للمزيد

كل ما تريد معرفته عن تطورات فيروس كورونا

ما مدى استعداد دول الشرق الأوسط لمحاربة فيروس كورونا؟