أخبار الآن | شينجيانغ – الصين (متابعات)

لم تتوقف سميرة آمين عن التفكير في والدها، وهو ناشر ومؤرخ بارز من أقلية الإيغور في الصين، المعتقل بتهمة “التطرف” بعد أشهر من احتجازه في معسكراعتقال مسلمي الإيغور، منذ آخر مرة تواصلت معه فيه، أبريل 2017، التاريخ الذي يصادف عيد ميلاده، حيث تبادل الاثنان الصور والرسائل على خدمة المراسلة الاجتماعية الصينية wechat.

بعد أسابيع، اختفى والدها، وأصبح واحداً من ملايين الإيغوريين المحتجزين في ما يسمى “معسكرات إعادة التعليم” في أقصى غرب الصين.

ولكن اليوم تستخدم آمين، البالغة من العمر 27 عاما، وسائل التواصل الاجتماعي لجذب الانتباه إلى قضية والدها ومعاناة الملايين مثله.

سميرة آمين.. كفاح إيغورية للإفراج عن أبيها المعتقل بالصين

صورة سابقة لسميرة آمين مع والدها المعتقل من قبل السلطات الصينية

دوري اليوم أصبح محامية لوالدي ومهمتي إعادته إلى منزلنا بسلام

في البداية، بررت عائلة آمين المتواجدة في شينجيانغ، المنطقة الشمالية الغربية من الصين حيث يقيم معظم الإيغور، غياب والدها بحجة تمديد برنامج العمل الريفي الذي فرضته الحكومة.

ولكن سرعان ما تكثفت المراقبة الحكومية عليها حتى لم تتمكن من التواصل مع أسرتها، حتى أخبرها صديق يقطن في العاصمة بكين أن والدها احتجز بالفعل من قبل المسؤولين الصينيين.

وأصبح سايدن واحداً من ملايين الإيغوريين المختفيين بظروف قسرية في شبكة معسكرات الاعتقال الضخمة التابعة للحزب الشيوعي الصيني، كجزء من حملة قمع وحشية ضد الأقلية المسلمة.

في الربيع الماضي، وفي محاكمة مغلقة حكم على سايدن، بالسجن لمدة 15 عاماً، إضافة إلى غرامة قدرها 500000 يوان وحرمانه من الحقوق السياسية لمدة خمس سنوات، بتهمة تشجيع التطرف والتحريض عليه.

حاز على جائزة “ساخروف” لحرية الفكر.. قصة أليمة للمناضل الإيغوري إلهام توهتي

وفي مقابلة خاصة مع أخبار الآن شرحت آمين قصتها ومعاناة الإيغور

أما عن السبب الذي وصل لابنته، فقد قيل لها أنه نشر كتاب عن الخطابة العربية، وهو كتاب ظل موجودًا في السوق لمدة عامين ووافقت على عرضه الحكومة، ما دفعها لتنشر رسالة عامة موجهة إلى الحكومة الصينية، في ديسمبر / كانون الأول، للكشف عن أي دليل لديهم ضد سايدن وشرح سبب عدم تعيينه محامياً مستقلاً، وعقد محاكمة علنية، أوالسماح حتى للمحامين من هيومن رايتس ووتش بالتحقيق في قضية ضده.

وفي هذا السياق، قالت آمين: “إذا لم تستطع الحكومة الصينية الموافقة على هذه المطالب الأساسية التي تستند إلى القانون، فهذا يعني أن والدي قد تم اعتقاله وسجنه بشكل غير قانوني.

ونشرت مقاطع فيديو تشهد على طريقة اعتقاله الوحشية، ووثقت قضيته في قاعدة بيانات للمحتجزين من الإيغور بقيادة باحث مستقل.

وتحدثت عن والدها إلى وسائل الإعلام الاجنبية الناطقة باللغة الإنجليزية واللغة الإيغورية.

ليس هذا فقط، فأثبتت آمين جديتها في التعامل مع هذه القضية بقولها “أنا أفعل ذلك لأريهم أنني جادة”، مضيفةً “لن أتوقف بعد مقطع فيديو واحد أو اثنين، سأستمر في فعل ما أفعله حتى يطلقوا سراح والدي “.

وقالت آمين، التي كانت تعمل مساعدة للأبحاث في مستشفى بريجهام للنساء، وهو مستشفى تعليمي في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن دورها أصبح محامية لوالدها ومهمتها هي إعادته إلى المنزل.

القصة الكاملة لمعاناة مسلمي الإيغور من اضطهاد السلطات الصينية

 

في الصين.. الفنانون والمثقفون الإيغور يشكلون تهديداً مباشراً للحكومة

ولطالما زعمت الحكومة الصينية أن الإجراءات القمعية في شينجيانغ كانت مبادرات ضرورية “لإزالة التطرف”.

وتتساءل آمين عن السبب الحقيقي وراء اعتقاله، فهو بحسب ما أفادت مواطناً ملتزماً بالقانون، ومثالاً للقيم الليبرالية ومفكراً “متقدماً” يجسد الانفتاح، ولم لم يتحدث أبداً ضد الحكومة، كما أن الكتب التي ترجمها إلى اللغة الإيغورية ونشرها، مرتبطة إلى حد كبير بالتنمية البشرية، بما في ذلك كتاب “عادات الأشخاص السبعة الفعالين للغاية” لكاتب ستيفن كوفي و كتاب “غريزة الإرادة القوية” لكيلي ماك غنيغال، وكان هدفه الوحيد هو الحفاظ على ثقافة الإيغور، ومحاولة توصيلهم ببقية العالم.

فأصبح من الواضح أن هذه الكتب تشكل تهديدًا للحكومة الصينية بطريقة أو بأخرى، وإن اعتقال والدها هو دليل مؤكد على أن الحكومة الصينية تهدف إلى “التطهير العرقي” الكامل في شينجيانغ، مشيرةً إلى أن استهداف المثقفين والفنانين الأيغوريين وتدمير المساجد التاريخية في جميع أنحاء شينجيانغ.

فيروس كورونا زاد الخناق على مسلمي الإيغور 

كيف يعيش الإيغور في المخيمات القسرية؟

أما عن أحوال مخيمات الاعتقال القسرية فالظروف هناك سيئة للغاية من ضمنها الطعام والنظافة وأنظمتها المناعية.

على الرغم من أن المسؤولين الصينيين يؤكدون أن المعسكرات عبارة عن مراكز تدريب مهني طوعية، إلا أن التقارير تشير إلى أن الإيغور المحتجزين يواجهون التعذيب والضرب والحرمان من الطعام والنوم والحقن القسري والتعقيم والعمل والتلقين العقائدي والعنف الجنسي وغير ذلك الكثير.

لقد جذبت الظروف اهتماماً دولياً، بما في ذلك الإدانات القاسية من الحزبين من المشرعين الأمريكيين، ووصفوها بأنها إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية.

في أواخر العام الماضي، وافق كل من مجلسي النواب والشيوخ على مشاريع قوانين لمعاقبة كبار المسؤولين الصينيين لتورطهم في حملة القمع الإيغور.

 

مصدر الصورة: APnews

إقرأ أيضا:

مناشدات سميرة آمين حول اختفاء والدها.. قضية جديدة تسلط الضوء على معاناة الإيغور