أخبار الآن | كازاخستان – buzzfeednews

كثيرة هي الإرتكابات والفظائع التي تمارسها السلطات الصينية بحقّ الأقليات المسلمة وتحديداً “الإيغور“. وإزاء ذلك، فإن الشهادات التي توثق الإضطهاد الكبير كثيرة، وهي تدلّ على واقع تعيس فرضته سلطة القمع الصينية.

وسلّط موقع “buzzfeednews” الإلكتروني الضوء على قصة سيدة تدعى تورسناي زياودون (41 عاماً)، والتي احتجزتها السلطات الصينية في إحدى مراكز الاعتقال لمدة 10 أشهر، ثم خرجت في ديسمبر/كانون الاول 2018.

ووفقاً للموقع، فإنّ تورسناي عاشت أبشع اللحظات في السجن، حيث تعرضت للكثير من الإهانات على أيدي مسؤولي المعسكر، كما جرى قص شعرها الطويل، وأجبرت على مشاهدة ساعات لا نهاية لها من الدعاية الحكومية على شاشات التلفزيون، كم خضعت لمراقبة شديدة، كما أنها كانت خائفة من تعرضها للإغتصاب.

وحالياً، فإنّ تورسناي غادرت إلى كازاخستان حيث يقطن زوجها، وقد ظنّت أن ذلك سيعطيها الأمان. إلا أنه خلال العام الماضي، فإن تورسناي تلقت بعض الأخبار السيئة، والتي تشير إلى أنه عليها العودة إلى الصين للتقدم بالطلب للحصول على نوع جديد من التأشيرة الكازاخستانية إذا أرادت البقاء هناك.

تقول الحكومة الكازاخستانية إنها مسألة إجرائية ، لكن تورسناي تدرك أن العودة إلى الصين ستعني على الأرجح أنها ستُعاد إلى الأسر. وفي حديثها، تعرب السيدة عن خوفها من العودة إلى الصين، مشيرة إلى أنها “في حال حصل ذلك، فإنها ستقتل نفسها”. 

تذكر تورسناي أنها “عبرت مع زوجها الحدود إلى الصين في نوفمبر/تشرين الثاني 2016، واعتقلت على الفور وجرى استجوابها لمدة نصف ساعة”. ولفتت إلى أن “الشرطة أوضحت أن توقيفها جاء بسبب أنها من الإيغور”.

وفي وقت لاحق، وعندما وصلت تورسناي إلى مسقط رأس شقيقها، استدعتها الشرطة المحلية إلى المحطة مرة أخرى، وهذه المرة لفحص قزحية العين الخاصة بها وتسجيل صوتها وأخذ لعابها وأخذ بصماتها. تشير تورسناي إلى أنها “شعرت بالرعب والخجل، إذ كان الناس يحيطون بها وينظرون إليها على أنها مجرمة”، موضحة أن “الشرطة صادرت جواز سفرها، وكذلك جواز سفر زوجها، وهو إجراء شائع لمنع الأقليات المسلمة في المنطقة من السفر”. 

وفي أبريل/نيسان 2017، تم اقتياد تورسناي إلى معسكر تسميه الحكومة بمركز التدريب المهني، وهناك بدأت عمليات التلقين. وبعد بضعة أسابيع، تم إطلاق سراحها، لكن زوجها كان يشعر بالذعر، إذ سمع من بعض الأقارب أن الوضع آخذ في التغير نحو الأسوأ، حيث ستكون هناك حملة كبيرة لاعتقال الإيغوريين.

وبعد أشهر، قالت الشرطة أن “أحد الزوجين يمكن أن يعود إلى كازاخستان إلى الأبد، ولكن على الآخر أن يبقى كنوع من الضمانة. فإذا انتقد الشخص الذي غادر الحكومة الصينية أثناء تواجده في الخارج، فقد يتم حبس الشخص الذي بقي في الصين، وذلك كعقوبة”. ولذلك، فقد جرى ترحيل زوجها تورسناي، وبقيت هي في الصين، باعتباره أن كازاخستاني. 

وفي 9 مارس/آذار 2018، جرى اعتقال السيدة مرة أخرى، وقد أدخلت إلى معسكر كبير مؤلف من 5 طبقات، وهناك بدأت رحلة العذاب. تقول تورسناي أنها “رأت الكثير من النساء يبكين، كما طلب منهنّ خلع قلاداتهنّ وأقراطهنّ”.

تشير تورسناي إلى أن لكل غرفة باب معدني كبير، وكان هناك حمام مشترك في القاعة، وتمّ تحديد استراحات الحمام لمدة ثلاث دقائق فقط. في الليل. وبعدها، خضعت تورسناي للإستجواب، وسألها المحققون عن فترة عيشها في كازاخستان. 

ومع الوقت، بدأت صحة تورسناي بالتدهور بسبب الطعام البارد والسيء، وأصبحت تعاني من فقر الدم. توضح السيدة أنّ “المستشفى في المجمع كان مرعباً، حيث أنها رأت رجالاً يأتون وهم يعانون من الكدمات من الضرب والندبات التي اعتقدت أنها من الهراوات الكهربائية”. كذلك، تقول تورسناي أنه في أحد الأيام، قال أحد الحراس للنساء أنه يجب قصّ شعرهنّ، من دون أي توضيح لسبب ذلك.

وتضيف: “لم أتعرض للضرب. الجزء الأصعب كان فيما يتعلق بالعقل. إنه شيء لا أستطيع أن أشرح لك. أنت تعاني عقلياً. البقاء في مكان ما وإجبارك على ذلك من دون سبب أمر مؤلم. ليس لديك حرية”.

وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، دخل أحد الحراس إلى غرفة النوم التي تقبع فيها تورسناي، وسأل عما إذا كان أي شخص لديه أقارب في كازاخستان. رفعت السيدة يدها. وبعد بضعة أيام، وتحديداً في ديسمبر/كانون الأول 2018، تم إطلاق سراحها من المعسكر.

 

مسلمو الإيغور في الصين.. هكذا يعيشون

كثيرة هي المعلومات التي تنشر بشكل يومي عبر الاعلام عن الفظاعات التي ترتكب بحق الايغور في الصين.

 

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

خوفاً من انتشار كورونا.. ممرضات الصين يحلقن شعرهن