أخبار الآن | طهران- إيران (بيانات تحليلية- نسمة الحاج)

من سيءٍ إلى أسوأ.. هكذا هو حال إيران والإيرانيون في عهد خامنئي ونظام الملالي، فما زال الشعب الإيراني يعاني الأمرين بسبب حكومته، بداية من انعدام حرية التعبير والقمع الذي يصل إلى القتل والاختفاء القسري والاعتقالات التعسفية، ونهاية بعزلة اقتصادية أودت باقتصاد البلاد إلى الحضيض.

بداية من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عندما خرج الإيرانيون في تظاهرات حاشدة في أنحاء البلاد، ونددوا بالوضع الاقتصادي المتردي وبقرار رفع أسعار الوقود على وجه الخصوص، والذي جاء بعد خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي أقر فيه بتدهور وضع بلاده الاقتصادي بعد مرور عام من العقوبات النفطية الأمريكية، حيث أوضح روحاني حينها، أن صادرات النفط انخفضت إلى أقل من 150 ألف برميل شهرياً، بعدما كانت بلاده تنتج أكثر من مليوني برميل يومياً، قبل انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي وإعادة فرض العقوبات مجدداً على إيران، وقال إن حكومته ستتجه إلى زيادة الضرائب على المواطنين لتعويض العجز في الموازنة والنقص في خزنة الدولة، وبناء عليه، ارتفع سعر لتر البنزين العادي بمعدل 50% لأول 60 لتر “كحصة شهرية للسيارة الخاصة الواحدة”، وبمعدل 300% لكل لتر إضافي عن الـ60 لتراً، لتندلع تظاهرات حاشدة في أنحاء البلاد، لتقابلها قوات الأمن باقسى أساليب القمع، حيث فتحت قوات الأمن الإيراني النار على المتظاهرين بشكل عشوائي في أماكن الاحتجاجات، مما أسفر عن مقتل المئات وجرح الآلاف. واستطاع النظام الإيراني بذلك قمع التظاهرات وإخمادها لفترة وجيزة، إلا أنها ما لبثت واندلعت مرة أخرى، فالشعب الإيراني يدور في دائرة مفروغة بسبب حكومته.

ومنذ بداية العام الجاري، توالت سلسة من الأحداث الجسام على إيران، لتتحول أنظار العالم كله إليه، فبعد مقتل أحد أكبر وأهم جنرالات نظام الملالي، قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني، في غارة أمريكية استهدفته بالقرب من مطار بغداد عقب وصوله إلى العراق، بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي ومستشار سليماني، أبو مهدي المهندس، ولقي الاثنان حتفهما مباشرة، بدأ النظام الإيراني بالتخبط واتخاذ قرارات رعناء زادت من عزلته الاقتصادية والسياسية على مختلف الأصعدة.

لماذا لا زالت إيران تماطل في بدء التحقيق في كارثة الطائرة الأوكرانية؟
بعد مرور أكثر من أسبوع على سقوط الطائرة الأوكرانية المنكوبة، لم تتخذ إيران حتى اليوم خطوات حقيقية وفعالة في سبيل إكمال، أو حتى بدء التحقيق، في الحادثة التي أسفرت عن مقتل 176 شخصاً، من بينهم 82 مواطن إيراني، مما أشعل الشارع الإيراني بتظاهرات حاشدة تنادي بإسقاط النظام الإيراني وتهتف ضد الحرس الثوري، خاصة بعد أن شارك أفراد من الحرس الثوري في مراسم تشييع جثامين ضحايا الطائرة

  • المجال الجوي الإيراني.. متلافى حتى إشعار آخر:

لعل أكبر أزمة حلت على النظام الإيراني منذ بداية العام، هي سقوط الطائرة الأوكرانية بسبب صاروخين أطلقهما الحرس الثوري الإيراني، مما أسفر عن مقتل 176 راكباً، وجاء ذلك بالتزامن مع الهجوم الذي شنته إيران على القاعدتين العسكريتين في العراق. وقد أثار ذلك حفيظة الدول التي قتل رعاياها في الحادث بما في ذلك أوكرانيا والسويد وأفغانستان وبريطانيا وألمانيا وكندا، خاصة وأن إيران ترفض تسليم الصندوق الأسود مما يدل على وجود معلومات أخرى تخشى إيران أن يكشف عنها الستار. إضافة إلى ذلك، استمرت إيران بالإنكار والمراوغة لأيام عديدة قبل أن تعترف بأن جيشها هو الذي أسقط الطائرة، فمن تصريح رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني علي عبدزاد الذي قال إن بلاده “على يقين تام” بأن الطائرة لم تصب بصاروخ، إلى اعتراف الحكومة الإيرانية بإن الجيش الإيراني هو من أسقط الطائرة المدنية “بغير قصد” ومن ثم ظهور لقطات جديدة تكشف أن الطائرة لم تصب بصاروخ واحد فقط، بل بصاروخين، وهو ما لم تعلن عنه إيران حتى بعد اعترافها بأنها من أسقط الطائرة.

ونتيجة لذلك، أعلنت العديد من شركات الطيران تغيير مسارات رحلاتها الجوية المارة بالمجال الجوي الإيراني، أو تعليقها حتى إشعار آخر، لتجنب أي أخطار محتملة إثر التصاعد المستمر للتوترات بين إيران والولايات المتحدة، من بينهم شركة الطيران الوطنية البولندية، وشركة الطيران الأسترالية Qantas والخطوط الجوية الماليزية، والسنغافورية، والهندية والإماراتية والفرنسية وشركة الطيران الألمانية Lufthansa.

  • الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: يُحظر على إيران استضافة مباريات دولية

لم ينته الأمر هنا، فقد أعلن الاتحاد الإيراني لكرة القدم أن الاتحاد الآسيوي حظر عليه استضافة مباريات دولية هذا الموسم، من خلال خطاب أرسله الأخير نص على أن “مباريات دوري أبطال آسيا التي تستضيفها الأندية الإيرانية، ستقام في أماكن محايدة” دون ذكر السبب وراء القرار.

  • تفعيل آلية فض النزاع مع إيران.. خطوة نحو الجانب الأمريكي حيال إيران

بعد أقل من أسبوعين على مقتل سليماني أصدرت كل من فرنسا وبريطانيا وألمانيا بياناً مشتركاً جاء فيه “إن أملنا هو إعادة إيران إلى الامتثال الكامل بالوفاء بالتزاماتها بموجب خطة العمل المشتركة الشاملة”، وعليه، أطلقت الدول الثلاث عملية دبلوماسية صعبة لإلزام طهران بالعودة إلى احترام تعهداتها النووية من دون فرض عقوبات جديدة عليها، وجاء ذلك بعد أن تخلت إيران عن آخر التزاماتها النووية في الـ6 من يناير/ كانون الثاني الجاري. حيث أعلنت عن التخلي عن جميع القيود المرتبطة بسمتويات ونسب تخصيب اليورانيوم وحجم المواد المخصبة والأبحاث والتنمية وعن القيود المرتبطة بأعداد أجهزة الطرد المركزي.

 

اقرأ المزيد:

من سيحقق مع خامنئي؟