أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

خطبة المرشد الأعلى في إيران أن في صلاة الجمعة في طهران اليوم للمرة الأولى منذ عام 2012، عكست المخاوف العميقة للنظام في أعقاب إسقاط الطائرة الأوكرانية، في حين يتخذ خامنئي خطوات أخرى، بما في ذلك تدابير للحد من قوة الحرس الثوري الإيراني. لكن ومع ذلك، ليس من المحتمل أن يكون النظام الثيوقراطي بقيادة خامنئي قادراً على إصلاح عيوبه بنفسه، على الأقل ليس مع استمرار وجود نظام ولاية الفقيه.

عندما أطلق الحرس الثوري الإيراني صاروخين على طائرة الركاب الأوكرانية، ربما أسقط مستقبله السياسي معها. المرشد الأعلى في إيران علي خامنئي كلف الجيش النظامي بالتحقيق في الحادثة، ولم يثق بالحرس الثوري الإيراني للتحقيق في الحادثة التي تسبب بها. بالإضافة إلى ذلك، سيتم استبدال اللواء أمير حجي زاده، قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني التي أطلقت الصواريخ. فيما أخبر خامنئي قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أنه يريد القيام بإصلاحات شاملة للقوات في الحرس الثوري الإيراني، والمعروف في الفارسية باسم الباسداران. الأهم من ذلك أن خامنئي يريد من الباسداران التنسيق مع القوات المسلحة الإيرانية النظامية.

هل يستطيع الجيش الإيراني أن يتعامل مع فترة من “الجلاسنوست والبيريسترويكا”، أي إعادة البناء والشفافية، بنفس الطريقة التي مر بها الاتحاد السوفيتي سابقاً؟ لكي نكون قادرين على الإجابة عن هذا السؤال، يتعين علينا طرح مجموعة من الأسئلة الأخرى: من الذي ترك الحرس الثوري الإيراني يخرج عن السيطرة؟ من الذي لم يسمح فقط، بل وشجع بقوة أيضاً، الحرس الثوري الإيراني على أن يصبح دولة داخل الدولة؟ من الذي أمر الحرس الثوري الإيراني بنشر الدمار من سوريا والعراق إلى اليمن؟

نعم، لسنوات كانت تتم معاملة القوات المسلحة الإيرانية النظامية كأبناء غير مرغوب بهم للثورة، بينما كان المرشد الأعلى علي خامنئي هو نفسه الذي سمح وشجع أسوأ سلوك للحرس الثوري الإيراني. كان خامنئي هو الذي فتح جميع الأبواب أمام الحرس الثوري الإيراني الذي انتهز الفرصة ليصبح وحشاً ليس على المستوى العسكري فقط، ولكن أيضاً على المستوى السياسي والاقتصادي.

الآن، ولأسباب أكثر وضوحًا لخامنئي نفسه، عاد الوحش ليعض اليد التي كانت تطعمه. أصبح الحرس الثوري الإيراني يشكل خطرا على بقاء النظام، ولهذا السبب يريد خامنئي قص أجنحته ونزع مخالبه. لكن من يستطيع التحقيق في دور خامنئي ومسؤوليته في هذا؟ طالما أن القيام بذلك غير ممكن، فما الفائدة من أي تحقيق آخر؟

إذا كان خامنئي يعتقد أن إجراء تحقيق زائف وإدانة بعض القادة سوف يطفئ براكين الغضب التي تندلع في مدن إيران، فهو مخطئ تماماً. الشعب الإيراني لن يقبل بأي شيء أقل من تفكيك هذا النظام الذي صنع وحوشاً مثل الحرس الثوري الإيراني. إنها ديكتاتورية ولاية الفقيه نفسها هي التي أوصلت إيران إلى حافة الانهيار. مثلما اكتشف الاتحاد السوفيتي سابقاً، عندما يفشل النظام، قد يكون التخلي عنه هو أقصر الطرق وأقلها تكلفة وأقلها إيلامًا لإنقاذ البلاد.

إقرأ أيضا:

إيران تدفع ثمن حربها المتعجرفة ضد العرب

إيران أمام خيارين .. العودة إلى التزاماتها بالاتفاق النووي أو التعرض لعقوبات دولية