أخبار الآن | كرواتيا (أ.ف.ب)

يدلي الناخبون الكروات بأصواتهم الأحد في الدورة الثانية من انتخابات رئاسية لا يمكن التكهن بنتائجها، يتحتم فيها على الرئيسة المحافظة المنتهية ولايتها كوليندا غرابار كيتاروفيتش كسب تأييد اليمين القومي للفوز على خصمها رئيس الوزراء الاشتراكي الديموقراطي السابق زوران ميلانوفيتش.

ويجري التصويت من الساعة السادسة إلى الساعة 18,00 بتوقيت غرينتش، على أن يبدأ إعلان النتائج بعد ساعة على إغلاق مراكز الاقتراع.

وتأتي الدورة الثانية من هذا الانتخابات بعد أيام على تولي كرواتيا الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي الذي يفترض أن يدير مرحلة ما بعد خروج بريطانيا.

وكشف الاقتراع صعود اليمين الراديكالي في بلد يواجه ضغط المهاجرين على حدوده، ويعاني مثل جاراته في البلقان من هجرة سكانه وفساد مستشر.

ودعي الناخبون البالغ عددهم نحو 3,8 ملايين شخص إلى الاختيار بين رؤيتين لهذا البلد الواقع على البحر الأدرياتيكي، تتمثلان ب”كرواتيا أصيلة” تقول الرئيسة المحافظة المنتهية ولايتها إنها تمثلها، و”كرواتيا طبيعية” يعد بها خصمها الاشتراكي الديموقراطي.

والرئاسة في كرواتيا منصب فخري إلى حد كبير. وللفوز بولاية رئاسية ثانية، ينبغي أن تحصل غرابار كيتاروفيتش (51 عاما) على تأييد الجناح المتشدد لناخبي اليمين الذي صوت في الدورة الأولى للمغني الشعبوي ميروسلاف سكورو.

وحصد سكورو، الفنان الذي اشتهر منذ منتصف تسعينات القرن الماضي بأغانيه الوطنية، حوالى ربع الأصوات، بناء على وعده بنشر الجيش على الحدود لمنع المهاجرين من عبور البلاد وباصدار عفو عن مجرم حرب. لكنه امتنع عن إصدار أي توجيهات بالتصويت لأي من المرشحين في الدورة الثانية بينما يبدو الاقتراع مفتوحا على كل الاحتمالات.

وفي حال منيت الرئيسة بهزيمة، فقد يعقد ذلك مهمة حزب “الاتحاد الديموقراطي الكرواتي” الداعم لها، وكذلك مهمة رئيس الوزراء المعتدل أندري بلينكوفيتش في الانتخابات المقرر إجراؤها في الخريف.

هفوات مقابل نخبوية

وتأمل غرابار كيتاروفيتش التي فازت بـ27 بالمئة من الأصوات في الدورة الأولى، في أن تكون دعواتها إلى “الاتحاد” كافية لإقناع الناخبين. وخلال حملتها لم تكف عن الحديث عن وطنيتها وعن الحرب التي شهدتها البلاد بين 1991 و1995 ولا تزال موضوعا حساسا جدا.

وقالت لأنصارها هذا الأسبوع “يجب أن نتجمع كما في 1990” قبل إعلان الاستقلال. وهي تقدم نفسها كربة عائلة مثل سواها وتشدد على أصولها المتواضعة. لكن معارضيها يأخذون عليها ارتكابها هفوات كثيرة.
كما تواجه انتقادات لأنها قللت من خطورة جرائم النظام الذي تعاون مع النازيين خلال الحرب العالمية الثانية، ويثير حنينا متزايدا في كرواتيا.

أما خصمها زوران ميلانوفيتش، فيحاول إسقاط التهم الموجهة إليه بالعجرفة والنخبوية. وهو يندد بمفهوم “كرواتيا الأصيلة” الذي لا يمكن سوى للاتحاد الديموقراطي الكرواتي تمثيله، معتبرا أنه ينم عن تعصب خطير.

وهيمن ميلانوفيتش في الدورة الأولى حيث حصل على ثلث الأصوات، مستفيدا من دعم الناخبين في المدن وانقسام اليمين.

ويؤكد الرجل الذي يدعو إلى “كرواتيا طبيعية” تستند إلى التسامح، أن البلد “لم يعد في حالة حرب” وعليه أن يتطلع إلى المستقبل و”يكافح من أجل مكانته في أوروبا”.

ورحب أنصاره في 2011 بوصول رجل إلى السلطة لم توجه إليه اتهامات بالفساد تلطخ سمعة كثيرين في الاتحاد الديموقراطي الكرواتي. لكن حكومته أثارت خيبة أمل لعجزها عن مكافحة المسحوبية المستشرية وتطوير الاقتصاد.

وما يزيد من رغبة محافظي الاتحاد الديموقراطي الكراوتي في الاحتفاظ بالرئاسة هو تولي كرواتيا رئاسة الاتحاد الأوروبي في كانون الثاني/يناير لستة أشهر.

ويتضمن جدول أعمال الاتحاد لهذه الفترة أربع قضايا أساسية هي العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بعد بريكست، ورغبة عدد من دول غرب البلقان في الانضمام إلى الاتحاد والتغير المناخي وميزانية الاتحاد المقبلة لسنوات عدة.

وكرواتيا هي آخر دولة انضمت إلى الاتحاد الأوروبي في 2013. لكن اقتصادها الذي يعتمد إلى حد كبير على السياحة هو من الأضعف في دول الاتحاد.

وأدى انضمامها إلى تسريع رحيل الكرواتيين سعيا إلى حياة أفضل في أوروبا، وهم يشكون من الفساد والمحسوبية ومن تردي الخدمات العامة.

وصرح ميروسلاف فيليبوفيتش (60 عاما) الذي يعمل في قطاع الطيران أنه يأمل أن يتحسن وضع الشباب. وقال إن “أكبر مشكلة هي الفساد والبطالة والوضع الاقتصادي السيء”، مشككا في إمكانية “حدوث أي تغيير مهم”.

مصدر الصورة: رويترز