أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (بيذانات تحليلية- نسمة الحاج)

بعد أن نصب المرشد الإيراني الأعلى آية الله خامنئي، العميد إسماعيل قاآني، خليفة لقاسم سليماني، كقائد لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، إثر مقتل الأخير في غارة جوية أمريكية استهدفته في الساعات الأولى من صباح اليوم في مطار بغداد، يصبح السؤال إذا ما كان ذلك سيصعد قاآني من دموية الفصيل التابع لميليشيا الحرس الثوري المعروف بارتكابه جرائم دموية عديدة ساهمت في زعزعة دول الشرق الأوسط على مر السنين، وللإجابة على هذا السؤال يتعين معرفة خلفية العميد قاآني ودوره العسكري والسياسي في النظام الإيراني.

فمن هو العميد قاآني؟

ولد إسماعيل قاآني في 8 أغسطس/ آب 1957 في مدينة مشهد الإيرانية في ولاية خراسان شمال شرقي البلاد والتحق بصفوف الحرس الثوري في أواخر عام 1980، وتولى منصب نائب قائد فيلق القدس عام 1997 بعد أن تدرج في عدة مناصب أخرى إلى أن أصبح الرجل الثاني بعد سليماني في قيادة الحرس الثوري، وهي:

  • رئيس هيئة الأركان المشتركة لاستخبارات الحرس الثوري.
  • قائد لفرقة 21 الإمام رضا وفرقة 5 نصر التابعتين للحرس.
  • المشرف على تسليح جنود الحرس الثوري.
  • أشرف على عمليات مالية مختلفة متعلقة بعمليات قوة القدس.

أما عن خبرته العسكرية، فبجانب تدرجه في المناصب في الحرس الثوري الإيراني الذي يعتبر ظل إيران الطويل في منطقة الشرق الأوسط، فقد تلقى قاآني دورات تدريبية عسكرية في العاصمة الإيرانية طهران، بعد التحاقه بصفوف الحرس الثوري بعام واحد في 1981، كما يعتبر عاملاً في النشاطات الإيرانية العسكرية المتعلقة بباكستان وأفغانستان، ولعب دوراً رئيسياً في إدارة ميليشيا لواء الفاطميون، وهي ميليشيا شيعية أفغانية يتواجد عناصرها في سوريا واليمن لدعم ميليشيات الحوثي المتمردة.

وخاض قاآني الحرب العراقية الإيرانية بجانب سليماني، بين عامين 1980 و1988، والتي يعتبرها المؤرخون من أكثر الصراعات العسكرية دموية، حيث راح ضحيتها مليون شخص، ومثلت نقطة تحول تاريخية في علاقات إيران الدبلوماسية، إلا أن الدور الذي لعبه لم يكن بذات درجة قوة ووضوح دور سليماني، الذي يملك شعبية كبرى بين الإيرانيين.

وفي هذا السياق، نشر American enterprise institute تقريراً وصف فيه قاآني على أنه “قائد عسكري غير مفعم بالحيوية، وغير متميز عسكرياً” إلا أن التقرير أكد أن الخبرة التي حصل عليها طوال سنين مرافقته لقاسم سليماني كنائبه الأول، والخبرة العسكرية في المياديين، وفي صفوف الحرس الثوري، وعلاقته المقربة مع الخامنئي، تؤهله لخلافة سليماني. ذلك بالإضافة إلى أنه يشارك سليماني والخامنئي ذات التوجه الأيديولوجي، كما أكد الخامنئي عند إعلانه لتنصيب قاآني، أنه سيستمر على ذات النهج الذي كان يتبعه سليماني.

وعلى صعيد آخر، تطرق التقرير إلى أن قاآني، وعلى عكس سليماني، يفتقر إلى مهارات الترويج الإعلامي “البروباجندا”، حيث لعب سليماني دوراً مميزاً في الترويج للحرس الثوري ولفيلق القدس ولنفسه كقائد للأخير، نهاية بفيلم وثائقي إيراني عمل على تسليط الضوء على دور سليماني في دعم ميليشيا حزب الله اللبناني في حربه مع إسرائيل في عام 2006.

وفي هذا السياق، من الممكن استنباط أبعاد التوجهات العسكرية لإسماعيل قاآني -نسبة للغموض الإعلامي المحيط به- من التصريحات السابقة له، ومن بينها:

  • وصف قاآني الحرب في سوريا بأنها ليست سوى “قضية وجودية” بالنسبة لإيران.
  • كان قاآني أول من تحدث إلى الإعلام عن تفاصيل زيارة الرئيس السوري بشار الأشد إلى إيران ودور فيلق القدس في الحرس الثوري في إتمامها.
  • أول من كشف للإعلام امتلاك جماعة أنصار الله في اليمن صواريخ يبلغ مداها أكثر من 400 كلم.
  • صرح قاآني في عام 2017 حول تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإيران قائلاً إن “التهديدات ضد إيران ستدمر أمريكا، لقد دفنا العديد من أمثال ترامب ونعرف كيف نقاتل قد أمريكا”.
  • يملك العديد من التصريحات التي يوجه فيها تهديدات مباشرة لإسرائيل.

يذكر أن سليماني، كان قد قتل في الساعات الأولى من صباح اليوم، الجمعة، بصحبة نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس وأفراد آخرون من القيادات البارزة في الميليشيات الموالية لإيران، لقوا جميعهم حتفهم لحظياً، ونفذت واشنطن العملية من خلال طائرات مسيرة بعد عودة سليماني، من دمشق على متن طائرة تابعة لخطوط “أجنحة الشام”، هبطت الساعة 11:00 ليلاً في مطار بغداد. وصرح البنتاغون لاحقاً أن الضربة جاءت بأمر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشكل مباشر، ومن جانبها توعدت إيران بـ”انتقام شديد ورد عنيف” لمنفذي الهجوم.

 

اقرأ المزيد: 

كيف ساهم قاسم سليماني في تغذية الأزمات والنزاعات في الشرق الأوسط؟