أخبار الآن | العراق – vox

فجر اليوم الجمعة، أعلن البنتاغون أنّ “الولايات المتحدة قتلت ما يُسمى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وذلك في غارة جويّة أمريكية استهدفت موكبه في مطار بغداد الدولي.

وأقرّت ميليشيا الحشد الشعبي في العراق بمقتل سليماني، مع القيادي البارز في الميليشيا المسمى بـ”أبو مهدي المهندس”، وذلك بعد أن أعلن التلفزيون العراقي الرسمي نبأ مقتلهما، فيما تم نقل ما تبقى من جثتي سليماني والمهندس إلى مستشفى المثنى في بغداد.

ومن المرجّح أن يشكل مقتل سليماني، نقطة تحوّل في علاقات واشنطن مع العراق وإيران بشكل كبير، وسيؤثر ذلك على الموقف الأمريكي الشامل في الشرق الأوسط، في حين أن الأنظار تتجه نحو ردّة الفعل إزاء ما حصل، خصوصاً من جهة إيران والميليشيات التابعة لها في الشرق الأوسط.

ومن الصعب المبالغة في تقدير تأثير سليماني، لأنّ القوات التقليدية الإيرانية ضعيفة، وغالباً ما تعمل طهران من خلال الميليشيات والجماعات الإرهابيّة وغيرها من الوكلاء، لتعزيز مصالحها في الخارج. ومع هذا، يأخذ الحرس الثوري زمام المبادرة في العديد من العمليات في مناطق الصراع، وتلعب إيران دوراً عسكرياً وسياسياً في العراق واليمن ولبنان وسوريا وأفغانستان، ودائماً ما يكون الحرس الثوري هو الطرف المسيطر في السياسة الخارجية الإيرانية.

ولذلك، كيف سيكون الرد على مقتل سليماني؟

هناك الكثير من المسارح التي يمكن لإيران الردّ من خلالها. وبحسب موقع “Vox” الإلكتروني، فإنّ “الهجمات على القوات والمنشآت الأمريكية في العراق مرجحة بشكل خاص، حيث أمضت إيران أكثر من 15 عاماً في بناء شبكات واسعة من المجموعات المسلحة والميليشيات”.

ومن المرجّح أن يهاجم الحرس الثوري الإيراني ووكلاؤه أيضاً السفارات الأمريكية الرسمية والأهداف الأخرى المرتبطة بالحكومة. ففي العام 1983، فجّرت ميليشيا “حزب الله” في لبنان المدعومة من إيران، السفارة الأمريكية في بيروت، وكذلك ثكنات قوات “المارينز” هناك، ما أسفر عن مقتل 220 من مشاة البحرية وعشرات الأمريكيين الآخرين. ومع هذا، فإنّ بعض الوكلاء الإيرانيين يفتقدون إلى المهارة اللازمة لضرب أهداف رسمية قوية الدفاع، وقد تسعى طهران إلى إرسال رسالة أوسع ضد الولايات المتحدة. ومن المرجح أن تعمل الولايات المتحدة على التراجع أكثر في مواجهة التهديد الإيراني، وتعمل على عزل قواتها بحيث لا يمكن الوصول إليها كهدف”.

وإزاء كل ذلك، فإنّ إيران أدركت منذ فترة طويلة ضعفها العسكري مقارنة مع الولايات المتحدة، ويعرف قادتها أن الخسارة حتمية في أي مواجهة شاملة. ففي السنوات السابقة، دعمت إيران الكثير من الوكلاء المناهضين للولايات المتحدة من خلال تنفيذ هجمات إرهابية، لكنها حاولت التراجع عندما بدت أن الأمور وكأنها تخرج عن نطاق السيطرة.

ومع كل ذلك، فإنّ الولايات المتحدة ستكون على استعداد لمواجهة أي ردّ، وستعمد إلى تحصين منشآتها في الشرق الأوسط، لكن مما لا شك فيه هو أن مقتل سليماني هو لحظة محورية للولايات المتحدة في المنطقة، كما أنه دليلٌ على أن إيران تخسر نفوذها وأركانها، وكل الردود لن تكون شاملة مهما كانت مستوياتها، لأن إيران عاجزة عن الدخول في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة.

https://twitter.com/mlportn/status/1212967744141955073

مصدر الصورة: afp

للمزيد:

“خاتم سليماني” الذي دلّ على جثته بعد مقتله في العراق

البنتاغون: مقتل سليماني يهدف لردع أي خطط إيرانية لشن هجمات