أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غرفة الأخبار)

يتزايد اهتمام روسيا باللقارة الإفريقية وخاصة جمهورية إفريقيا الوسطى بحثاً عن ثروات أبرزها الماس والذهب واليورانيوم، ولتحقيق مآربها في تلك القارة تعتمد على مرتزقة ال “فاغنر”.

تختلف مجموعة مرتزقة “فاغنر” عن شركات الأمن الخاصة الغربية، فبينما تقدم هذه الأخيرة خدمات الحراسة والخدمات اللوجيستية بشكل رئيسي، فإن “فاغنر” تبدو مشاركة جنباً إلى جنب مع القوات الروسية النظامية، وفي حالة سوريا فإنها تنفذ عمليات بالمشاركة مع الميليشيات السورية. 

ولتنفيذ هذه العمليات تشير تقارير إلى أن المقاتل الواحد من مرتزقة “فاغنر” يتقاضى ثلاثمائة ألف روبل شهرياً أي ما يعادل حوالي أربعة آلاف وتسعمائة دولار .

تقارير صحفية روسية تقول إن ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف من المرتزقة الروس شاركوا في عمليات عسكرية في سوريا، وواجهت القوات الأمريكية بعضاً من هؤلاء المرتزقة الروس الموالين للنظام السوري في محافظة دير الزور. وكانت هذه المرة الأولى منذ حرب فييتنام التي تشهد مواجهة بين قوات أمريكية وأخرى روسية.

وأظهرت تقارير فيما بعد مقتل مئة شخص يحملون الجنسية الروسية كانوا يقاتلون إلى جانب القوات الموالية لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وكما هو الوضع في سوريا، فإنه ينطبق على متعاقدين أمنيين روس متورطين في عمليات عسكرية بجمهورية إفريقيا الوسطى وفقاً لتقارير إعلامية.

بالطبع لدى روسيا أسباب أخرى للاهتمام والتدخل في جمهورية إفريقيا الوسطى أبرزها الماس والذهب واليورانيوم، لكن في الوقت الحالي تسابق الزمن وتبذل قصارى جهدها لإمداد قوات الرئيس فاوستين تواديرا من جانب، لكنها على الجانب الآخر تستخدم شركات أمن خاصة للاتصال بالمتمردين المعارضين للرئيس تواديرا.

قناة فرنسا 24 بثت صوراً أظهرت مرتزقة “فاغنر” وهم يمدون المتمردين بمواد خاصة بمستشفى ميداني بواسطة رتل من الشاحنات يحوي أسلحة أيضاً.

هذه العمليات التي تجري في الخفاء بواسطة مرتزقة “فاغنر” تعطي موسكو فرصة إنكار علاقتها بهم إذا جرت الأمور بشكل سيء.

وزارة الخزانة الأمريكية حددت هوية مؤسس وقائد “فاغنر” قائلة إنه يدعى ديميتري أوتكين الذي كان يخدم في سرية للقوات الخاصة الروسية التابعة للاستخبارات الحربية، ويعتقد أن الاستخبارات الحربية الروسية الآن تشرف على فاغنر.

وأظهرت تلك المجموعة صلات واضحة بالمدعو يفغيني بريغوجين الذي كان صاحب مطعم ويعرف بـ طبّاخ بوتين، وهو الآن فاحش الثراء، ويعد مسؤولاً عن تدبير مؤامرات دولية تتراوح بين تأسيس صحف موالية لبوتين إلى التدخل في انتخابات. 

وبعيداً عن سوريا وشرق أوكرانيا فإن “فاغنر” تظهر الآن بوضوح في إفريقيا، فإلى جانب إفريقيا الوسطى ظهرت عمليات لها في السودان دعماً لحكومة الرئيس السوداني عمر البشير ضد قوات جنوب السودان ولتأمين الأجواء لشركات النفط الروسية العاملة في المنطقة الغنية بالنفط هناك.

أحد مرتزقة فاغنر تحدث إلى راديو أوروبا الحرة دون الكشف عن هويته وتوقع أن يستمر تنامي  الطلب على خدمات “فاغنر”.

 ورغم الازدواجية التي يتحدث بها الكرملين عن دور فاغنر، ينظر القليل من المراقبين الأمنيين الدوليين لتصريحات موسكو بعين الشك.

ثلاثة صحفيين روس كانوا يعملون على تحقيق استقصائي بشأن أنشطة “فاغنر” في إفريقيا الوسطى كانوا قتلوا على يد مجهولين.

تقارير أخرى أظهرت أن صحفياً روسياً يدعى ماكسيم بوردون كتب عن أنشطة مرتزقة “فاغنر” في سوريا قُتل متأثراً بجراح أصيب بها إثر سقوطه من شرفة منزله في الطابق الخامس بمدينة يكاتيرينبرغ.

وحتى الآن لا توجد أي أدلة تربط بين حوادث القتل هذه، ومن غير المحتمل أن ترحب موسكو بأي تصوير أو صحافة استقصائية تكشف الأسلوب الذي يعمل به الجيش الروسي بالتنسيق مع شركات الأمن الخاصة.

والسؤال الآن أين سيكون الظهور التالي لمرتزقة بوتين الذين يعملون في الخفاء؟ قد يكون في ليبيا التي  شهدت تنامياً للتدخل الروسي منذ عام 2016 والتي تبدو أنها على وشك صراع مثل ذلك الذي تفجر في البلقان

اقرأ المزيد:

الفاغنر من شركة أمنية الى مرتزقة برعاية الإستخبارات الروسية