أخبار الآن | طهران – إيران (France24)

منذ اندلاع الحراك الشعبي الإيراني في منتصف شهر نوفمبر/ تشرين الثاني المنصرم، سقط مئات القتلى من المدنيين الإيرانيين برصاص قوات الأمن الإيرانية، حيث مارست الحكومة الإيرانية أقسى أشكال القمع لإنهاء الاحتجاجات التي اندلعت بسبب قرار رفع أسعار الوقود، والذي جاء بعد خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني في الـ13 من نوفمبر/ تشرين الثاني، والذي أقر فيه بتدهور وضع بلاده الاقتصادي بعد مرور عام من العقوبات النفطية الأمريكية، التي فرضتها واشنطن على إيران بسبب انتهاكات الأخيرة للاتفاق النووي، وعليه أعلن روحاني، أن حكومته ستتجه إلى زيادة الضرائب على المواطنين لتعويض العجز في الموازنة والنقص في خزنة الدولة، وبناء على ذلك تم رفع سعر لتر البنزين العادي بمعدل 50% لأول 60 لتر “كحصة شهرية للسيارة الخاصة الواحدة”، وبمعدل 300% عن كل لتر إضافي فوق الـ60 لتر، لتندلع التظاهرات الحاشدة في أنحاء البلاد.

إلا أن الحكومة الإيرانية أعلنت حالة الاستنفار القصوى لقمع الاحتجاجات بأي وسيلة ممكنة، فقامت بقطع شبكات الانترنت والهاتف، واستخدمت قواتها الأسلحة النارية بشكل عشوائي على المتظاهرين خلال الاحتجاجات، كما أظهرت مئات مقاطع الفيديو التي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تظهر جنوداً يرتدون الزي الرسمي وزي الشرطة ويطلقون النار على المدنيين العزل.

تحقيق مصور: 1500 قتيل على أيدي القوات الإيرانية خلال الاحتجاجات الأخيرة

تظهر الصورة على اليمين المتظاهرين وهم يرشقون رجال الشرطة بالحجارة، بينما تظهر الصورة على اليسار شرطي إيراني وهو يطلق النار على شخص ما.

ومن جانبها قامت الحكومة الإيرانية بـ”إغلاق وطني شبه كلي للإنترنت”، كما أوضحت منظمة NetBlocks غير الحكومية التي تراقب الأمن السيبراني وإدارة الإنترنت، للسيطرة على المحتوى الذي ينشره المواطنون على الإنترنت، والذي يدين الحكومة الإيرانية.

وفي هذا السياق، قام موقع France24 بنشر تحقيق نفذه فريق من الصحفيين من موقع Observers، أظهر أكثر من 750 من مقاطع الفيديو والصور، التي قام بتصويرها مواطنون عاديون، وقال أحد أصحاب المقاطع والصور للفريق، كان قد شارك في احتجاجات شهريار، إحدى ضواحي طهران “لقد التقطت الكثير من الصور ومقاطع الفيديو، ولكن تم إغلاق الإنترنت، لذا لم أتمكن من مشاركتها عبر الإنترنت، وفي النهاية اضطررت إلى محوهم لأن الشرطة كانت توقف الناس في الشوارع وتفتش هواتفهم المحمولة”.

لكن على الرغم من الجهود التي بذلتها الحكومة، إلا أن مئات المقاطع والصور انتشرت على نطاق واسع، خاصة على تطبيق Telegram الذي يحظى بشعبية واسعة في إيران، إلا أنها انتشرت بدون أي معلومات، كما أوضح محرر موقع Observers باللغة الفارسية، إرشاد علجاني “كما هو الحال دائماً على الشبكات الاجتماعية، كانت الصور تتدفق مع القليل من المعلومات أو لا تحتوي على أية معلومات، لذا لا يمكننا تحديد مكان أو وقت التقاط الصور أو المقاطع”.

لذلك، قام فريق البحث باستخدام تقنيات تحديد الموقع الجغرافي، وبالرجوع لحسابات المتظاهرين الذين قاموا بالتقاط هذه المقاطع بأنفسهم، تحديد المواقع التي التقط منها 23 مقطعاً، بمحيط 5 أمتار، وتظهر هذه المقاطع جنوداً يرتدون الزي الرسمي يطلقون النار على مدنيين، كما تظهر المدنيين وهم يسقطون في الأرض ويفارقون الحياة، وصورت هذه المقاطع في أربع مدن وبلدات وهي شهريار بالقرب من طهران وصدرة بالقرب من شيراز وماريفان غربي البلاد وماشهر التي تقع على الخليج الفارسي.

 

تحقيق مصور: 1500 قتيل على أيدي القوات الإيرانية خلال الاحتجاجات الأخيرة

الصورة أعلاه من تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في الأول من ديسمبر/ كانون الأول، كشف أن قوات الحرس الثوري الإيراني أطلقت النار على المتظاهرين الذين اضطروا إلى اللجوء إلى مستنقع للهرب من الطلقات النارية، مما أسفر من موت 40-100 شخص، وتوضح الصورة موقع الحادثة والمستنقع الذي هرب إليه المتظاهرون

وفي هذا السياق، وثقت منظمة العفو الدولي ما لا يقل عن 304 حالة وفاة خلال الاحتجاجات وفقاً لتقريرها الأخير الذي نشر في 16 ديسمبر/ كانون الأول، ولاحقاً نشرت وكالة رويترز تقريراً يؤكد أن عدد القتلى وصل إلى 1500، في غضون أسبوعين فقط، بحسب ما ذكرت مصادر رفيعة المستوى في الحكومة الإيرانية للوكالة.

مصدر الصور: France 24

اقرأ المزيد:

حجب الانترنت عن عدة مدن إيرانية تحسباً لاحتجاجات جديدة