أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة

بعد مجاعة التسعينيات التي ألمت بالبلاد، شجعت الأفلام الكورية الشمالية الناس بشكل متزايد على تبني الأطفال الأيتام، وفق ايديولوجية سياسية تتناغم مع تصورات النظام.

من بين المستجدات التي جلبتها التسعينيات للثقافة الجماهيرية في كوريا الشمالية ، هناك موضوع تبني الأيتام ممن فقدوا والديهم خلال عام المجاعة التي دمرت البلاد.

واستندت هذه الثقافة على ايديولوجية ما يعرف ب”جاش” وهي ايديولوجية استبدادية تقول إن الآباء والأمهات في كوريا الشمالية يلدون الأطفال فقط ، بينما تصبح الأم هي الحزب والأب هو  القائد باعتبارهما الوالدين الحقيقين .

تقليديا، قلل الخطاب الرسمي لكوريا الشمالية من الرابطة الخاصة بين الآباء والأمهات والأطفال ، معتبرا أن رعاية الدولة أكثر فائدة للطفل من العيش في أسرة عادية.

عملت السلطات أنذاك على التقليل من دور الوالدين البيولوجيين موازاة مع الترويج لفكرة روابط الدم الأوسع نطاقًا ، والتي تربط جميع مواطني كوريا الشمالية.

وأشاع النظام الكوري أفكارا تهدف الى التغلب على عزلة الناس عن أسرهم المباشرة وتوسيع روابطها الروحية إلى مستوى المجتمع معتبرا أن الوالدين أدنى من المعلمين أو مديري الحزب ، الذين يمثلون الدولة.

لعقود من الزمن،كان الخطاب الكوري الشمالي حول رعاية الأيتام متحركًا بنفس المنطق، أين عززت الدعاية الرسمية فقط الطريقة الجماعية لرعاية الأيتام.

هذه المعطيات وردت في تقرير نشر على موقع “أخبار كوريا الشمالية”، جاء فيه أن دعاية كوريا الشمالية الرسمية قللت من تبني الأسرة بينما مجدت دور الأيتام.

وساهم في تزايد عدد الأيتام تدهور الاقتصاد والمجاعة اللاحقة، لذلك قررت الدعاية الكورية الشمالية حل المشكلة بالطريقة التي تحل بها المشاكل بشكل عام: عن طريق تفريغ مشاكلها على أكتاف المواطنين العاديين.

بعدها، حاول الإيديولوجيون الكوريون الشماليون تكييف الرسالة الجديدة مع النظرة التقليدية لكيفية رعاية “جاش” للأيتام ومنحهم الرسائل السياسية اللازمة.

وفي مضمون الأفلام، لم يقدم وجود الأيتام على أنها مشكلة منهجية بل حبكت على شكل أحداث فردية، إذ فُسرت وفاة الوالدين على أنها نتيجة عمل شاق من أجل مصلحة المجتمع أو مرض غير محدد ، وليس بسبب الجوع.

وتماشيا مع تقليد “جاش” لرعاية الطفل، حثت الأفلام الآباء بالتبني أن يلعبوا نفس الدور  في حياة الأطفال المتبنين مع التأكيد على أنهم ليسوا وحدهم ولكن الحزب و القائد هما الوالدين الحقيقيين للأيتام.

 

مصدر الصورة من موقع ( Liberty in North Korea )

إقرأ أيضا:

صور بالأقمار تكشف عن موقع عسكري مرتبط بإنتاج صواريخ باليستية بكوريا الشمالية