أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة
صوت مجلس الأمن الدولي بالاجماع الجمعة على خفض كمية النفط الخام والنفط المكرر الذي قد تستورده كوريا الشمالية، ما يوجه ضربة قوية لبيونغ يانغ رداً على إطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات يوم 29 نوفمبر.

في ظل الموعد النهائي الذي وضعته الأمم المتحدة، يجب على عمال كوريا الشمالية العودة إلى ديارهم قبل الثاني و العشرين من ديسمبر، والذي يوافق الأحد القادم. هذه قضية أساسية توضح مدى أهمية تخفيف العقوبات المحتمل. فإذا تم تخفيف العقوبات، فستكون كوريا الشمالية قادرة على مواصلة إرسال أعداد كبيرة من العمال إلى الخارج. بالنسبة إلى نظام كوريا الشمالية ، يعتبر هذا مصدر دخل رئيسي.

لا يوجدُ عددٌ محدد للعمال الكوريين الشماليين، لكنّ وزارةَ الخارجية الأمريكية قدّرت عدَدهم في أبريل 2018 بحوالي مئةِ ألفِ عاملٍ في الخارج، مُعظَمهم في الصين وروسيا، وتتراوحُ تقديراتُ عددِ الدولِ المضيفة بين 16 و 60 ، وفقاً لتقرير أغسطس 2018 الصادرِ عن مركزِ الدراسات الدفاعية المتقدمة في واشنطن.

يقدر عدد العمال الكوريين الشماليين في الخارج حوالي 100 الف عامل

يُعتقد أن الصين لديها أكثرَ العمال الكوريين الشماليين، لكنها لا تكشفُ عن البيانات، فيما تشيرُ إحصائياتٌ إلى أن بكين كان لديها حوالي 80 الفَ عاملٍ من كوريا الشمالية في عام 2018، بينما بلغَ عددُ العاملين في روسيا عام 2019 بين 30 و 40 ألف عامل.

الصين لديها حوالي 80 ألف عامل من كوريا الشمالية

روسيا خفّضت عددَ العمالِ الكوريين الشماليين لديها خلال عام 2019 إلى حوالي 12 ألفَ عاملٍ فقط، كما أبرزَ تقريرٌ صدرَ في العاشر من ديسمبر من موقع NK Pro والذي يركزُ على كوريا الشمالية , أظهرَ زيادةً في رحلات فلاديفوستوك-بيونغ يانغ قبل الموعد النهائي، حيثُ لاحظَ التقرير زيادةً في رحلاتِ الإيابِ في ديسمبر من قبل شركة النقل الكورية الشمالية Air Koryo ، ما يشير إلى أن أكثرَ من ثلاثة آلافِ عامل سيعودون إلى ديارهم.

روسيا خفضت عدد العمال الكوريين الشماليين لديها خلال عام 2019 إلى 12 ألف عامل

الصين زعمت في مارس/ أذار أنها أعادت أكثرَ من نصفِ عمالها من كوريا الشمالية، لكنها لم تقدم أرقاماً حتى الآن.

يأتي هذا في وقت تواصل فيه حكومة كوريا الشمالية توجيه تهديدات حول “مفاجأة ديسمبر”. بمعنى آخر، خطوة جديدة لزعزعة الاستقرار خلال الأسبوع المقبل. وبما أن كوريا الشمالية لا زالت تحت ضغط شديد بسبب العقوبات وسوء الإدارة الاقتصادية، فمن المحتمل أن تؤدي زعزعة الاستقرار الجديدة هذه إلى جعل الظروف أكثر صعوبة لنظام كوريا الشمالية.

وتبرز القضية أيضًا كيف أن دولتي روسيا والصين ليستا على استعداد لدعم نظام كوريا الشمالية على حساب زعزعة الاستقرار في المنطقة. في الواقع، تشعر روسيا والصين بأن خطوات زعزعة الاستقرار التي تقوم بها كوريا الشمالية -مثل اختبارات الصواريخ- تهدد مصالحها الأمنية بشكل أساسي أكثر من أي دولة آخرى. لروسيا والصين أولوياتهما، و يعتبر دعمهما وصبرهما على كوريا الشمالية محدودان.

ماذا ستفعل كوريا الشمالية عندما تفقد إيراداتها من العمال في الخارج؟ يمكنها اللجوء إلى مزيد من الهجمات الإلكترونية لسرقة الأموال من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى، و لكن ذلك سوف يزيد من ضغط العقوبات على كوريا الشمالية.

باختصار ، ليس لدى كوريا الشمالية الكثير لتربحه أو تخسره عندما تقوم بزعزعة الاستقرار أكثر من ذلك. ومصلحتها الكبرى تكمن في نزع سلاحها النووي. وهنا يرتبط الأمر بشكل مباشر بمنطقتنا ، لأن كوريا الشمالية كانت عاملاً أساسياً في القيام بأسوأ السلوكيات من قبل إيران والحوثيين والجهات الفاعلة الأخرى المزعزعة للاستقرار.

ولكن.. لماذا عمال الخارج مهمون لكوريا الشمالية؟

يوفر هؤلاء العمال لبيونغ يانغ عائدات مالية ضخمة ، لكن غالباً ما تثار مخاوف بشأن حقوق الإنسان فضلاً عن دورهم غير المباشر في تمويل برنامج الصواريخ لكوريا الشمالية.
لقد أرسلت كوريا الشمالية منذ فترة طويلة العمال إلى الخارج لتوليد إيرادات للبلاد.

بعض العمال أيضاً يراكمون المعرفة الاستراتيجية، وهناك فئة رئيسية هي المبرمجين الذين “يشكلون خطراً كبيراً على تمويل الانتشار النووي وتهديد الأمن السيبراني، حيث يساهمون بحوالي مئة ألف دولار أمريكي سنوياً.

مصدر الصورة: REUTERS

اقرأ المزيد:

الأمم المتحدة تدين انتهاكات الحقوق في كوريا الشمالية وبيونغ يانغ ترفض القرار