أخبار الآن | باكستان – apnews

نشرت وكالة “أسوشيتيد برس” تقريراً عن سيدة باكستانيّة تدعى سامية دافيد، كانت قضت شهرين في الصين، بعدما باعتها عائلتها كعروس لرجل صيني. وبعد عودتها إلى بلادها، كانت المفاجأة، حيث كانت السيدة مصابة بسوء التغذية، وبطيئة جداً في المشي، كما أنها كانت تواجه إرباكاً كبيراً في كلامها وكانت على وشك الموت، وفي غضون بضعة أسابيع، توفيّت.

وسلطت وفاة ديفيد الضوء إلى مجموعة متزايدة من الأدلّة على سوء المعاملة والإنتهاكات ضدّ النساء والفتيات الباكستانيات، خصوصاً المسيحيات، اللواتي تمّ تهريبهنّ إلى الصين كعرائس. ووفقاً لـ”أسوشيتيد برس”، فإن “تجار المخدرات استهدفوا بشكل متزايد السكان المسيحيين الفقراء في باكستان خلال العامين الماضيين، مما دفع بالعائلات اليائسة لإعطاء بناتهم وأخواتهن، وبعضهنّ من المراهقين، للزواج من رجال صينيين. وبمجرد دخول الصين، غالباً ما يتم عزل النساء وإهمالهن وسوء معاملتهن وبيعهن في الدعارة، وكثيراً ما يتصلن بعوائلهنّ للمطالبة بإعادتهن”. 

دافيد.. ما قبل الوداع

ودفنت دافيد في مقبرة صغيرة غارقة بالأعشاب الضارة وذلك بالقرب من قريتها مازايكوبل في إقليم البنجاب شرق باكستان. وقبل زواجها، كانت دافيد تعيش في منزل مزدحم مؤلف من غرفتين مع شقيقها صابر ووالدتها في حي فرانسيساباد كولوني ، وهو حي مسيحي مزدحم يضم منازل صغيرة من الاسمنت والطوب في أحد الشوارع الضيقة في مدينة البنجاب في جوجرانوالا. 

ووفقاً للوكالة، فإنّ “شقيق دافيد أخذ المال من الوسطاء لإجبار الأخيرة على الزواج من رجل صيني، لكن الأول أنكر ذلك”. وجرى توقيع شهادة الزواج من قبل قسّ محلي، ليفرّ منذ ذلك الحين من أمام العدالة، للإشتباه في عمله مع تجار بالبشر. وبعد بضعة أشهر من زواجهما في أواخر عام 2018، غادرت ديفيد وزوجها إلى الصين، وكانت بصحة جيدة. ومع هذا، فإنّه سبق للوكالة أن التقت دافيد، وكانت بصحة جيدة، وقد أبرزت صور زفافها، وبدت فيها جميلة جداً. 

ولفتت “أسوشيتيد برس” أن “زوج دافيد كان من منطقة ريفية فقيرة نسبياً من مقاطعة شاندونغ الشرقية التي عانت طويلاً من الفوضى”. وبعد شهرين، تلقى شقيقها مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص طلب منه أخذ شقيقته في مطار لاهور. وهناك، كانت دافيد على كرسي متحرك، وضعيفة جداً بالمشي. كانت السيدة بحالة حرجة جيداً، وهي لا تستطيع الكلام بشكل جيدة، وبشرتها شاحبة، وليست على ما يرام أبداً. 

وأشارت الطبيبة ميت خان تارين التي عالجت دافيد إلى أن “الأخيرة كانت تعاني من فقر الدم واليرقان، والإختبارات الأولية أشارت إلى إصابتها بالعديد من الأمراض المحتملة، بما في ذلك فشل الأعضاء، فضلاً عن أنها كانت تعاني من نقص حاد في الوزن”.

وأدرجت شهادة الوفاة سبب الوفاة بأنها “طبيعية”. ورفض شقيقها التحدث إلى الشرطة عن أخته، كما قال أنه ليس هناك تشريح للجثة، وأنه فقد وثائق زواجها ونسخ من جواز سفر زوجها. 

وحصلت الوكالة على قائمة تضمّ 629 اسماً لفتاة وامرأة باكستانية تمّ بيعهنّ إلى الصين كعرائس في العام 2018 وحتى أوائل العام 2019. وقام بتجميع هذه القائمة محققون باكستانيّون يعملون على تفكيك شبكات الإتجار، لكن عدداً من المسؤولين والناشطين العاملين على إنقاذ النساء، قالوا أن “المسؤولين الحكوميين الذين يخشون من الإضرار بعلاقات باكستان المربحة مع الصين، قاموا بتحريف التحقيقات وخنقها”.

تقول نساء أخريات أنهنّ “تعرضن لأبشع معاملة، كما أن أزواجهنّ كانوا لا يقدمون لهنّ الطعام، فضلاً عن سوء المعاملة الجسدية والنفسية”. وبحسب “أسوشيتيد برس”، فإنّ 7 نساء من اللواتي أجريت معهنّ مقابلات، تعرضن للإغتصاب مراراً وتكراراً عندما أجبرن على ممارسة الدعارة.

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

كوريا الشمالية تجري تجربة أخرى في موقع لإطلاق الأقمار الاصطناعية