أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

 واحد وسبعون عاما مضت على اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة وثيقة بتضافر جهود معظم دول العالم، أعلنت فيها حقوقا غير قابلة للتصرف يحق لكل شخص على وجه المعمورة أن يتمتع بها.

تخليدا لهذه المناسبة، أمست دول العالم تحتفل في 10 كانون الأول/ديسمبر من كل عام بيوم “حقوق الإنسان”، إقرارا بأن هذه الحقوق هي حق مكتسب لكل إنسان بغض النظر عن جنسيته أو انتمائه أو عرقه أو ديانته.

واختير للسنة الجارية شعار “الشباب يدافعون عن حقوق الإنسان” بهدف تشجيع وتسليط الضوء على دور الشباب في جميع أنحاء العالم الداعم للحقوق ومناهضة العنصرية وخطاب الكراهية والتمييز وتغير المناخ.

وتسعى الأمم المتحدة من وراء هذه الحملة الى تمكين الشباب بمعرفة بحقوقهم والمطالبة بها بشكل فعال بما يحقق فوائد عالمية، ذلك أنه غالباً ما تتعرض هذه الفئة للتهميش وتواجه صعوبات في الوصول إلى حقوقها والتمتع بها بسبب حداثة سنها.

لكن، على ما يبدو فإن الشعارات أتت مكان الأفعال، إذ مازالت تلك الحقوق مهضومة في دول كانت من بين الموقعين عليها في الإعلان العالمي وباتت تحتل صدارة الدول في انتهاكات حقوق الإنسان.

ومع مرور الزمن، بدأت تكشف عورات بعض الدول على غرار روسيا والصين وإيران التي لطالما تغنت باحترام حقوق الانسان، وهو ما عززته التقارير السنوية للمنظمات غير الحكومية التي رصدت العديد من الانتهاكات.

ولعل ما يحدث في الصين من خروقات بحق أكثر من مليون من الإيغور وأفراد الأقليات المسلمة الأخرى في معسكرات الاعتقال في منطقة شينجيانغ في الصين منذ أبريل 2017، دليل كافي على تورط النظام في انتهاكات ممنهجة.

ظلم النظام الصيني لم يتوقف عند هذا الحد، بل طال حتى أولئك الذين يعيشون خارج المعسكرات، إذ يتعرضون للحرمان من أي مظهر من مظاهر الاختيار الفردي والحرية بفضل نظام مراقبة دائم الوجود .

وكانت منظمة “هيومن رايتس ووتش” تحدثت في تقارير سابقة عن قمع 13 مليون مسلم، بما يشمل الإيغور وذوي الأصل الكازاخستاني، في شمال غرب البلاد، كما شنت ضدهم حملات اعتقال تعسفي وتعذيب .

الوضع في إيران، ليس أفضل حالا من الصين، فقد تدهورت أوضاع حقوق الإنسان في إيران تدهوراً كبيراً، بحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، بسبب سياسة إيران في قمع حرية التعبير والتجمع السلمي، فضلاً عن حرية الدين والمعتقد.

وكان مصير المئات من المعارضين السجون بعد صدور أحكام تدينهم، ناهيك عن تفشي التعذيب وغيره من ضروب المعاملة السيئة على نطاق واسع، حتى أن مرتكبيها مضوا دون عقاب.

زيادة على ذلك، تم إعدام عدد من الإيرانيين، وعلى الملأ في بعض الأحيان، وظل الآلاف على قائمة المحكوم عليهم بالإعدام، حتى أن من بين هؤلاء، أشخاص قلّت أعمارهم عن 18 عاماً وقت وقوع الجريمة، وفق ما ذكرته المنظمة.

كذلك هو الحال في روسيا ، فوضع حقوق الإنسان في روسيا يزداد قتامة كل عام، وفق ما جاء في تقرير هذا العام لمنظمة “هيومن رايتس ووتش”.

وبغرض مقاضاة الأصوات المستقلة وأصحاب كتابات على مواقع وسائل الإعلام الاجتماعي، وقمع حرية التعبير، عملت السلطات الروسية على استغلال نصوص تشريعية مبهمة ضد التطرف.

وفي الإطار نفسه، سجلت منظمة “ميموريال” الروسية لحقوق الإنسان، لهذا العام، 315 سجينا سياسياً في روسيا، مقارنة بـ195 سجينا في العام الماضي، وتفيد تقارير أخرى بأن 200 منهم قد سُجنوا لممارستهم حريتهم في الدين أو المعتقد.

حتى وإن اختلفت المعطيات والأرقام حول واقع حقوق الإنسان في روسيا والصين وإيران، لكنها تتناغم مع بعضها البعض بأن حقوق الإنسان اسم يحضر في المناسبات ويغيب في الواقع.

إقرأ المزيد:

أونغ سان سو تشي.. ”رمز السلام“ الذي سقط بعد الدفاع عن مجازر الروهينغا