أخبار الآن | بايكتو – كوريا الشمالية (أ ف ب)

نشرت وسائل الإعلام الكورية الشمالية الأربعاء صورا جديدة للزعيم كيم جونغ أون على ظهر حصان أبيض في جبل بايكتو المقدس، في مشاهد يقول الخبراء إنها تحمل رمزية كبيرة ويمكن أن تشير إلى إعلان سياسي.

وتأتي تلك الصور في وقت تتعثر مفاوضات الملف النووي مع الولايات المتحدة ، وفيما تقترب مهلة حددتها كوريا الشمالية للولايات المتحدة حتى نهاية العام لتقديم واشنطن نوع من التنازلات.

وكيم — الذي كان يرتدي معطفا جلديا أسود ارتداه مؤخرا خلال تدشينه مشروع بناء ضخما وأشرف على اختبار أسلحة — يبدو في الصور متقدما مجموعة من الأشخاص على ظهر خيول في غابة يكسوها الثلج قرب جبل بايكتو.

ومن ضمن مجموعة الأشخاص زوجته ري سول جو والعديد من المسؤولين، وفق الصور التي نشرتها وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية.

 

كيم جونغ أون يظهر في صور جديدة على ظهر حصان بين ثلوج جبل بايكتو

(Photo by STR / KCNA VIA KNS / AFP)

 

والجبل وهو بركان خامد على الحدود مع الصين، يحمل أهمية رمزية كبيرة في كوريا الشمالية كونه الرمز الروحي للأمة الكورية، ووفق معتقدات بيونغ يانغ مسقط رأس والده كيم جونغ إيل.

وجال الزعيم الحالي في العديد من المواقع التاريخية وتسلق الجبل، وفق وكالة الأنباء الرسمية، تاركا وراءه “أثرا مقدسا في مواقع الحرب الثورية” على “ثلوج عذراء بارتفاع الركبة”.

كما نشرت الوكالة صور جديدة لكيم مرتديا معطفا باللون البني الفاتح مع ياقة من الفرو، على قمة الجبل الذي كان قد زاره في تشرين الأول/أكتوبر على ظهر حصان.

ويقول المحللون إن صور كيم في جبل بايكتو — الموقع الذي يظهر بشكل واسع في الصور الكورية الشمالية — تمثل ترسيخا للقيادة والشرعية نظرا إلى خلفيته التاريخية.

 

كيم جونغ أون يظهر في صور جديدة على ظهر حصان بين ثلوج جبل بايكتو

(Photo by STR / KCNA VIA KNS / AFP)

 

ووفق الدعاية الرسمية لبيونغ يانغ، فان والد الزعيم الكوري الشمالي ولد في معسكر سري في المنطقة حيث كان مؤسس كوريا الشمالية كيم إيل سونغ، جد كيم جونغ اون، يحارب المستعمر الياباني المحتل.

لكن وفق مؤرخين مستقلين وسجلات سوفياتية فإن كيم جونغ أون ولد في روسيا حيث كان والده يقيم في المنفى.

ويزور كيم المكان مرة أو مرتين في العام، في رحلات تعتبر أحيانا مؤشرا على تغييرات في السياسية.

فقد توجه إلى المنطقة في تشرين الثاني/نوفمبر 2013 قبيل قيامه بإقالة وإعدام عمه جانغ سونغ-ثايك الذي كان يتمتع بنفوذ.

كما زار الجبل في كانون الأول/ديسمبر 2017 قبل وقت قصير على التقارب الدبلوماسي الذي أفضى إلى قمة في سنغافورة مع دونالد ترامب، هي الأولى من نوعها بين زعيمي كوريا الشمالية والولايات المتحدة.

 

في وقت سابق هذا الأسبوع دشن كيم مشروعا معماريا ضخما في سامجيون قرب جبل بايكتو، يشمل إعادة بناء بلدة بأكملها، تعتبرها بيونغ يانغ رمزا للصمود في وجه العقوبات المفروضة عليها على خلفية برنامجيها النووي والصاروخي.

ويأتي تدشين المشروع والرحلة على ظهر الحصان فيما تشارف مهلة حددتها كوريا الشمالية للولايات المتحدة حتى آخر العام لتقديم تنازلات جديدة، على الانتهاء وقبل خطاب كيم بمناسبة العام الجديد في الأول من كانون الثاني/يناير، وهو حدث سياسي مهم في الدولة المعزولة.

 

والمفاوضات بين بيونغ يانغ وواشنطن وصلت طريقا مسدودا منذ انهيار قمة هانوي في شباط/فبراير. وأصدرت كوريا الشمالية سلسلة تصريحات في الأسابيع الأخيرة للتأكيد على أن الوقت بدأ ينفد.

وفي تقرير الثلاثاء، نقلت وكالة الأنباء الكورية الشمالية عن المسؤول في وزارة الخارجية ري ثاي سونغ قوله إن “الهدية التي ستحصل عليها الولايات المتحدة بمناسبة عيد الميلاد تعتمد بشكل كامل على القرار الذي ستتخذه”.

والأربعاء ذكرت إن حزب العمال الحاكم سيعقد اجتماعا لكامل أعضاء لجنته المركزية في وقت لاحق هذا الشهر “لمناقشة قضايا مهمة واتخاذ قرارات بشأنها، بالتماشي مع ضرورات تطوير الثورة الكورية والوضع المتغير في الداخل والخارج”.

وقال المنشق والباحث الكوري الشمالي آهن تشان-إيل إن خيارات كيم للملابس يمكن أن تعكس موقفا متصلبا من الأزمة الدبلوماسية الحالية. وأوضح لوكالة فرانس برس أن “الجلد طالما رمز إلى صمود المقاومة في الشمال”.

والإشارة إلى كفاح كيم إيل-سونغ ضد اليابانيين كانت رسالة إلى الداخل بأن “خلفه كيم جونغ أون قادر على القيام بالشيء نفسه، وهذه المرة ضد الولايات المتحدة”.

 

مصدر الصورة: أ ف ب

 

إقرأ أيضا:

ترامب: أثق بزعيم كوريا الشمالية لكنه “يحب إطلاق الصواريخ”