أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

كيف تتفاعل الجماعات والخلايا الإرهابية وكذلك الأفراد في أوروبا مع تجارة المخدرات؟ تساؤل كان كافيا ليكون قاعدة تنطلق منها دراسة أعدها المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي.

الدراسة المنشورة حديثا، سعت إلى تقديم فهم قائم على الأدلة لكيفية تفاعل الإرهابيين في أوروبا بين عامي 2012 و 2017 مع المخدرات، قبل التطرف وبعده و في الأيام والساعات قبل شن أي هجوم إرهابي.

وجاء في العمل البحثي أنه لدى أقلية من الإرهابيين الأوروبيين خلفيات في تجارة المخدرات منخفضة المستوى، وأن لديها أيضًا تاريخ في استخدام المخدرات غير المشروعة ، مع استهلاكها على نطاق واسع .

ومن بين ما توصلت إليه الدراسة أن المشاركة في النشاطات الإرهابية والتورط في المخدرات لا يستبعد أحدهما الآخر، إذ إن العديد من المتطرفين في أوروبا استخدموا وتناولوا المخدرات بموازاة انخراطهم في شبكات متطرفة .

وكان من بين 75 من مرتكبي الهجمات الإرهابية في أوروبا ، ما لا يقل عن 5 أفراد (7 في المائة من المجموع) قد تناولوا المخدرات غير المشروعة في الأيام أو الساعات التي سبقت هجومهم.

وفُسر ذلك على أن المتطرفين لا ينفصلون تلقائيًا عن الأنماط المألوفة وربما التي تسبب الإدمان ، وأن التطرف لا يمثل ضمانًا لتغيير مفاجئ و مطلق ودائم في نمط الحياة.

كما قامت أقلية من المتطرفين بتمويل أنشطتها من خلال تجارة المخدرات على نطاق صغير ، والتي تميل إلى أن تكون استمرارًا لأنشطتها السابقة للتطرف، وفقا للدراسة.

وكشفت النتائج أن العديد من الإرهابيين لديهم خلفية شخصية في استهلاك المخدرات أو تناولها ، والتي يمكن أن تلعب دورًا إضافيًا وغير مباشر في عملية التطرف الخاصة بهم.

وساقت الدراسة أرقاما عن تداخل جزئي بين شبكات اجرامية أوروبية في ميدان المخدرات والتطرف، مع وجود العديد من الإرهابيين والمقاتلين الأجانب الذين لهم ماض جنائي.

فمثلا في ألمانيا ، كان ثلثا المقاتلين الأجانب البالغ عددهم 778 الذين سافروا إلى سوريا والعراق معروفين لدى الشرطة قبل مغادرتهم، من هؤلاء ، 10 في المائة كانوا متورطين سابقا في جرائم المخدرات.

الحال نفسه في إيطاليا ، فقد كان 19في المائة من 125 من المقاتلين الأجانب في البلاد معروفين بأنهم متورطين في المخدرات قبل مغادرتهم.

كما يوجد نمط مماثل في فرنسا، حيث كان لأكثر من 40 في المائة من الأفراد المدانين بجرائم إرهابية مرتبطة بالتطرف بين عامي 2004 و 2017 سجلات جنائية، إذ يعتبر الاتجار بالمخدرات من أكثر الجرائم شيوعًا.

ورأى معدو البحث أنه يمكن أن يستمر الأفراد في تعاطي المخدرات بعد انخراطهم في التطرف ، وعندما يحدث هذا ، فإنه يميل إلى عكس نشاطهم المتعلق بالمخدرات قبل التطرف.

وفي بعض الأحيان -تؤكد الدراسة-  استمر تعاطي المخدرات حتى تنفيذ هجوم إرهابي، ففي خمس مناسبات على الأقل منذ عام 2016 ، هناك أدلة على أن المقاتلين تعاطوا المخدرات في الأيام أو حتى ساعات قبل هجماتهم.

على الرغم من أن تعاطي المخدرات قد يتوقف مع تطرف الفرد، وفق الصورة النمطية المسبقة، غير أن في أوروبا، يواصل العديد من المقاتلين استهلاكهم أو استخدامهم للمخدرات .

وبحسب الدراسة فقد كان تعاطي المخدرات نشاطًا روتينيًا للعديد من أفراد العينة ، وغالبًا ما يكون التغلب على الاعتماد على المخدرات تحديًا صعبًا له أعراض جسدية ونفسية كبيرة.

علاوة على ذلك ، يرى الأفراد تورطهم في ما يعتبرونه جهادا على أنه يعفيهم من “آثامهم” المتعلقة بالمخدرات ، وبالتالي يمنحهم ترخيصًا لمواصلة تعاطي المخدرات.

إقرأ المزيد:

أخبار الآن تكشف أسرار المفخخات و تعاطي المخدرات عند داعش