أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

كلما حلّت ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية المصادف تاريخها في ال 30 من نوفمبر/تشرين الثاني من كل سنة، تعود معها أسئلة ملحة عمن يأخذ بحق ضحايا هذه الحروب.

فقد خلفت الأسلحة الكيميائية في حروب شتى وعبر عصور فائتة، عددا لا يحصى من القتلى والجرحى، من المدنيين والجنود في جميع أنحاء العالم.

وبمجرد ذكر أسماء “إيبير” و”حلبجة” و”سردشت” و”غوطة”، تتراكم بذاكرة الأفراد صور مؤلمة عن معاناة شعوب تضررت بفعل حرب كيميائية،كانت بإيعاز من جناة لم تحن محاكمتهم بعد.

أول مرة استخدمت فيها الأسلحة الكيميائية الحديثة على نطاق واسع  كان في 22 نيسان/أبريل 1915، من قبل القوات الألمانية، برميها 168 طنا من غاز الكلور في معركة إيبر.

ونُفذ عام 1988 هجوم كيميائي على مدينة حلبجة، حدث في الأيام الأخيرة للحرب العراقية الإيرانية، بعد قصف الجيش العراقي البلدة بالغاز الكيميائي ما أدى إلى مقتل أكثر من 5500 من الأكراد .

وقبلها بعام، قصف الجيش العراقي بالقنابل الكيميائية أربع نقاط مزدحمة في مدينة سردشت التابعة لمحافظة أذربيجان الغربية في شمال غرب إيران.

ومن الهجمات العالقة بذاكرة البشرية، هجوم الغوطة الكيميائي عام 2013، الذي راح ضحيته المئات من سكان منطقة الغوطة السورية، بسبب استنشاقهم لغازات سامة ناتجة عن هجوم بغاز الأعصاب.

وتفاديا لوقوع المزيد من ضحايا هذه الحروب،كان مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، قد قرر في دورته العشرين، أن يكون يوم الثلاثين من تشرين الثاني/نوفمبر هو يوم إحياء ذكرى جميع ضحايا الحرب الكيميائية.

وهي مناسبة لتأبين ضحايا الحرب الكيميائية، وتأكيد 193 دولة عضوة بمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التزامها بالقضاء بشكل دائم على الأسلحة الكيميائية وتعزيز السلم .

هذا الالتزام، جاء تتويجا لمسار طويل من مفاوضات مضنية بين الدول للوصول الى اتفاق دولي أفضى الى العمل على نزع الأسلحة الكيميائية برئاسة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

كان أول اتفاق دولي يحد من استخدام الأسلحة الكيميائية عام 1675 ، عندما توصلت فرنسا وألمانيا إلى اتفاق ، تم توقيعه في ستراسبورغ ، يحظر استخدام الرصاص السام.

وبعد 200 عام تقريبًا ، أبرمت اتفاقية بروكسل بشأن قانون وأعراف الحرب، التي تحظر استخدام السموم أو الأسلحة المسمومة .

وظهرت اتفاقية أخرى قبل نهاية القرن التاسع عشر ، في مؤتمر لاهاي للسلام عام 1899. أعلنت عن موافقتها على “الامتناع عن استخدام الغازات الخانقة أو الضارة”.

ولم تحظ مسألة الحرب الكيميائية بجدية مرة أخرى حتى عام 1968 ، عندما بدأت المناقشات حول الأسلحة البيولوجية والكيميائية في مؤتمر نزع السلاح في جنيف.

أما في عام 1992، فقد اعتمد مؤتمر نزع السلاح رسميا مشروع اتفاقية، وقعت عليها 130 دولة خلال مؤتمر باريس.

وكللت الجهود الدولية في 29 أبريل/نيسان 1997 بدخول اتفاقية الأسلحة الكيميائية حيز التنفيذ ، تنص على القضاء على فئة كاملة من أسلحة الدمار الشامل ضمن إطار زمني محدد.

وفي وقت تتضاعف فيه مساعي الدول في الحد من انتشار الأسلحة الكيميائية وتوظيفها في الحروب، تصرف الدول نفسها النظر عن مسألة معاقبة الجناة .

ومع مرور السنوات، تظل تلك المجازر حية في نفوس البشرية ويتضاءل معها الأمل في ملاحقة بقية المتورطين الأحياء ، لكن من أفلت من محكمة الواقع، هل بمقدوره أن يفلت من محكمة التاريخ؟

إقرأ المزيد:

الأمم المتحدة تدعو إلى توحيد الجهود لعالم خالٍ من الأسلحة الكيميائية