أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد القلاب)
في ظل فقدان النظام السوري السيطرة على غالبية حقول النفط السورية، وتزايد الضغوطات الدولية المفروضة عليه من جهة، وعلى إيران التي توفر جزءاً من حاجته النفطية بصورة غير شرعية مخالفة للقوانين الدولية من جهة ثانية، بات عاجزاً عن سد إحتياجات من يعيشون في مناطق سيطرته من تلك المشتقات.
وأدت العقوبات المتزايدة على إيران وتدهور أوضاعها الداخلية جراء الاحتجاجات الشعبية الرافضة لقرار خامئني الأخير القاضي برفع أسعار الوقود محلياً، إلى وقف عمليات تزويد النظام السوري بشحنات نفط اضافية.
النظام السوري، ومنذ بدء الصراع الداخلي في العام 2011، وظهور التنظيمات الارهابية التي سيطرت على المناطق التي تضم أهم الحقول المنتجة للنفط، اعتمد على انشاء تجارة نفط مع تنظيم داعش الارهابي بعد احتلاله لتلك المناطق في العام 2014 لسد احتياجاته، إلا أن الأخير وبعد استهدافه من قبل القوات الأمريكية وقوات التحالف الدولي، قام تدمير البنية التحتية لتلك المنشأت، وفقا لوزارة الدفاع الأمريكية.
وتمكنت القوات الكردية وبدعم من الولايات المتحدة الأمريكية من السيطرة على اهم الحقول النفطية تلك، من أجل وقف تزود النظام السوري بالنفط، وتفويت الفرصة على التنظيمات الارهابية التي تسعى لاحتلالها والاستفادة من عوائدها مادياً لتمويل أنشطتها.
وقامت القوات الكردية بإعادة تأهيل جزئي لحقول النفط المتضررة لوقف الهدر الناجم عن تلك الاضرار، وسد حاجة من يعيشون في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، لكن انتاج تلك الحقول لا يزال قليلاً مقارنة بالأعوام التي سبقت أحداث الصراع الداخلي في سوريا.
وسعت روسيا من خلال عملياتها العسكرية وقواتها المتواجدة في سوريا، إلى تمكين النظام السوري من استعادة السيطرة على تلك الحقول، لأسباب عدة أهمها تجنب الدخول في دوامة كسر العقوبات المفروضة على النظام دولياً، والاستفادة أيضاً من انتاج حقول النفط وعائداتها المادية.
وعمد النظام السوري وروسيا إلى توقيع اتفاقية تعاون في مجال الطاقة العام 2018، يمنح موسكو حقوقاً حصرية لإعادة بناء قطاع النفط والغاز السوري.
وساهم قطاع النفط والغاز في إيرادات النظام السوري، على الرغم من أن احتياطيات سورية قليلة مقارنة مع البلدان الأخرى في الشرق الأوسط.
وأظهرت دراسة احصائية اعدتها شركة ” World Energy” ونشرها موقع “هيئة الاذاعة البريطانية” (بي بي سي)، أن انتاج سوريا النفطي انخفض بنسبة 90 في المئة العام 2018، بواقع 24 ألف برميل يوميا، مقارنة بالعام 2008، الذي بلغ فيه الانتاج 406 آلاف برميل يوميا.
وتتركز حقول النفط السورية في محافظة دير الزور شرقاً، بالقرب من الحدود العراقية، وفي الحسكة في الشمال الشرق، لكن انتاجها النفطي انهار منذ بدء الصراع في العام 2011.
مصدر الصورة: Getty Images
إقرأ أيضاً:
البنتاغون: واشنطن ستعزز وجودها العسكري في سوريا لحماية حقول النفط