أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( غرفة الأخبار)

جدل كبير يدور في الوقت الحالي في الاوساط الجهادية عبر مواقع التواصل الاجتماعي: ماذا سيحدث لداعش بعد موت أبو بكر البغدادي؟

المتعاطفون مع داعش ليسوا منبهرين بالطريقة التي تعامل بها التنظيم مع قتل زعيمه.

أين تكمن تلك التصدعات بالتحديد؟ وما هي أهمية فترة الغموض هذه بالنسبة إلى داعش؟

قمنا بجمع هذه العناصر بالتفاصيل مستندين الى محادثات تدور على وسائل التواصل الاجتماعي.

من هو أبو إبراهيم الهاشمي القرشي؟

المعضلة التي تواجه أتباع داعش تبدأ من معرفة هوية القائد الجديد.

هم يتساءلون ما إذا كان هذا الشخص موجود بالفعل أم لا. عدم ظهور وجه هذا الشخص يجعل الأمر صعباً على أتباع داعش أن يؤمنوا بوجود بالزعيم الجديد. فبالنهاية لم يتمكن البغدادي من فرض سلطته إلا بعد أن أظهر وجهه في الموصل في عام ٢٠١٤.

إذا كان الزعيم الجديد لداعش موجوداً وحقيقياً، فلماذا لا يزال يخفي وجهه؟

البغدادي والزرقاوي من قبله تم التعرف عليهما وتحديد مكان وجودهما بعد أن قاما بنشر إصدارات لهما. فهل يخاف داعش أن يتم استعمال هذه الإمكانيات نفسها لتحديد مكان وجود القائد الجديد؟

هل هناك مشكلة في هوية القائد الجديد؟

من المؤكد أنه ليس “قريشي”، فهل هذا السبب وراء محاولة داعش إخفاء الهوية الحقيقية للزعيم الجديد؟

هل يمكن أن يكون الزعيم الجديد من التركمان كحجي عبد الله قرداش مثلا؟

أعداء قرداش يعتقدون أنه بعد قتل البغدادي، قد يتخذ التركمان خطوات من شأنها تعزيز احتكارهم للقيادة.

بيعات مزيفة للزعيم المزيف؟

أتباع داعش يرون الأمر مثيراً للشك، إذ إن عدداً من الولايات سارعت لإعلان بيعاتها للخليفة الجديد حتى قبل أن يتم الكشف عن هويته أو حتى وجهه.

هناك انقسامات بين الصفوف حول إمكانية مبايعة شخص لا يزال مجهولاً.

الكثير منهم يشككون في صلاحية هذه البيعات، وما والسبب وراء هذه العجلة؟ من قام بإصدار هذه الفيديوهات؟ هل هي حقيقية أم مزيفة مثلها مثل القائد الجديد؟

في الماضي، تم الكشف عن الأكاذيب والمعلومات المزيفة التي قام إعلام داعش بنشرها في عدة مواقف.

هل يمكن أن تكون فيديوهات البيعات هذه قد أتت من تلفيق الجهاز الإعلامي الفاشل لتنظيم داعش؟

هذه الأسئلة لا تزال تقلق أتباع التنظيم الذين يريدون فهم ما يجري.

إذا كان هناك قائد جديد بالفعل، فمن هو؟ هل يمكن أن يكون عبد الله قرداش؟

بعض الأشخاص لا يعتقدون أن خبر “الخليفة” الجديد مزيف، ويرون أنه موجود فعلاً، ولكن حتى هؤلاء الأشخاص لديهم شكوك عميقة بأن الزعيم الجديد لن يكون مقبولاً لدى شريحة كبيرة من الأفراد والأتباع.

يظهر اسم حجي عبد الله قرادش التركماني بشكل متكرر في المحادثات. إحدى المشكلات الرئيسية لدى قرداش هي أن العديد من أتباع داعش لا يرونه مؤهلاً ليكون الخليفة.

من المحتمل أن يكون اسم عبدالله قرداش مجرد تكهنات، وربما تم تعميم هذا الخبر من قبل مؤيديه، لاختبار اسمه كزعيم للتنظيم. بدلاً من ذلك، قد تبدأ قيادة قرداش حقبة جديدة يتوقف فيها داعش عن الكذب حول هدفه في تمثيل المسلمين ويصبح تنظيماً مافياويا تقليديا.

قرداش ليس الاسم الوحيد الذي يتم تداوله. الأسماء الأخرى التي تم تداولها في وسائل التواصل الاجتماعي تشمل:
• حجي تيسير
• حجي حامد (سامي جاسم الجبور)
• أبو سعد الشمالي (السوري)

من هو الزعيم الجديد؟ هل هو واحد من هذه الأسماء أم هو شخص اخر تماماً؟ وإلى متى ستستمر الفترة الإنتقالية دون زعيم؟

لماذا اختار البغدادي إيذاء إدلب وهو يلفظ أنفاسه الاخيرة ؟

بالإضافة إلى الفراغ في القيادة ، تفاقمت الانقسامات داخل داعش بسبب الطريقة التي اختار بها البغدادي إنهاء قصته، مختبئاً في حفرة في إدلب. بين الجهاديين، لا يوجد دعم كبير لرواية إعلام داعش الرسمي، والتي تقول إن البغدادي استشهد وهو يقاتل كالبطل، والمشكلة؟ العلاقة بين البغدادي وإدلب.

العديد من الأصوات المؤيدة لداعش تجده أمراً صعب التصديق للغاية.

السبب الأول هو أن البغدادي أعلن في الماضي أن شعب إدلب كفار، وأن المحافظة هذه هي دار الكفر أو دار الحرب.

إذاً، لماذا اختار اللجوء إلى هناك؟ إذا كان “الخليفة” نفسه يتصرف بهذا الشكل، فكيف يمكن أن يتمتع التنظيم بأي مصداقية أيديولوجية؟

وفوق ذلك، كيف تمكن البغدادي أن يتسلل إلى إدلب مروراً بأراضٍ يسيطر عليها نظام الأسد وحلفاؤه الروس والإيرانيون؟

هل عقد البغدادي صفقة مع نظام الأسد ليتمكن من الحصول على ممر آمن إلى إدلب؟

وإذا كان الأمر كذلك، أليس هو مسؤولاً بشكل مباشر عن موجة الهجمات القاسية على إدلب والتي بدأت فور قتل البغدادي؟

هذه الأسئلة تغلي في قلوب الجهاديين الذين يحاولون خداع أنفسهم والبقاء مؤمنين و متمسكين بقضية داعش.

إنهم في حالة إنكار للأمر. هم في الواقع يلاحظون حقيقة أن هناك اختلاف في القواعد الخاصة بالكوادر العليا والقواعد المطبقة على بقية أفراد التنظيم العاديين.

مبدأ داعش:  لا يُسمح لأحد بالفرار، وبالتحديد إلى تركيا، وتم سجن وأولئك الذين حاولوا الفرار أو إرسال عائلاتهم إلى تركيا، وفي بعض الحالات تم إعدامهم بتهمة الخيانة.

حقيقة عائلة البغدادي: اختار إبقاء أسرته في تركيا، بما في ذلك الأرملة التي تم احتجازها الآن. وأرسل شقيقه جمعة إلى تركيا عدة مرات.

في الخلاصة، يبدو أن موت البغدادي والأمور التي تم الكشف عنها والتي تركت ندوبًا عميقة، ليس فقط في هيكلية التنظيم، ولكن أيضًا في الروح المعنوية لأفراد التنظيم. وحتى لو كان الخليفة الجديد شخصاً معروفاً وموثوقاً وقوياً، فإنه سيجد من المستحيل قيادة هذه البيئة.

وفي الوقت الحالي، يحاول داعش التصدي لجميع التحديات بشخصية مجهولة قد لا تكون موجودة بالأصل. التنظيم الذي لطالما اكتسب سمعته المخزية بصنعه للفوضى، أصبح يعيش حالة من الفوضى العارمة داخله الآن.

المزيد:

بعد البغدادي، لماذا تربك أسئلة جوهرية صفوف الجهاديين وتزرع الشقاق بينهم؟

بينما لا يزال الخليفة مختفياً.. منشقون عن داعش يشككون في وجود من يستحق هذا اللقب

المجمع الذي إختبأ فيه البغدادي في باريشا كان مزوداً بشبكة الإنترنت