القمع مستمر.. كيف قامت إيران بحظر الإنترنت في جميع أنحاء البلاد؟

تعتبر الخطوة التي قامت بها إيران مؤخراً بمثابة "أوسع إغلاق للإنترنت في البلاد"

أخبار عالمية

(Photo by ATTA KENARE / AFP)

أخبار الآن | إيران – wired

نشر موقع “ويرد” الإلكتروني تقريراً كشف فيه عن الآلية التي اتبعتها إيران لقطع الإنترنت بشكل كامل عن 80 مليون شخص، وذلك في إطار سياساتها القمعية ضد المتظاهرين.

وتشهد إيران في جميع أنحائها حراكاً كبيراً، وقد عمدت السلطات الإيرانية إلى استخدام القوة والقمع لمنع المتظاهرين من التعبير عن رفضهم لإجراءات الحكومة الأخيرة فيما خصّ رفع أسعار الوقود. وفي غضون ذلك، أعلن مسؤول في وزارة الإتصالات الإيرانية أنّ “قطع الإنترنت تم بقرار من مجلس الأمن القومي الإيراني، والخدمة لن تعود إلا بقرار من المجلس نفسه”.

وتعتبر الخطوة التي قامت بها إيران مؤخراً بمثابة “أوسع إغلاق للإنترنت في البلاد”. وتلجأ الحكومة القمعية في إيران بشكل متزايد، إلى تحديث شبكاتها التقليدية الخاصة واللامركزية، بتحديثات تقنية أو اتفاقيات شراكة، لإعطاء المسؤولين قدرة أكبر على التحكم بها. وفي السياق، يقول أدريان شهباز، مدير الأبحاث في مجموعة “فريدوم هاوس” المؤيدة للديمقراطية، التي تتعقب الرقابة على الإنترنت في جميع أنحاء العالم: “من المفاجئ أن نرى السلطات الإيرانية تحظر جميع اتصالات الإنترنت بدلاً من حظر الدولية فقط،. وقد يعني ذلك أنهم أكثر خوفا الآن من شعوبهم، ويخشون من أنهم لا يستطيعون التحكم في حيز المعلومات وسط هذه الاحتجاجات”.

كيف تتم عملية حظر الإنترنت؟

وأشار تقرير موقع “ويرد” إلى أنّ “النظام الإيراني ركّز بشكل متزايد على مدار العقد الماضي، على بناء شبكة إنترنت وطنية مركزية، تتيح لها تزويد المواطنين بخدمات الويب مع مراقبة جميع المحتويات على الشبكة والحد من المعلومات من مصادر خارجية. وخلال عملية إنشاء هذه الشبكة الداخلية، سيطر النظام الإيراني أكثر فأكثر على كل من الاتصال العام والخاص، بحجة حماية الأمن الوطني”.

ووفقاً للخبراء، فإن عملية حظر إتصال الإنترنت في دولة بأكملها، تعتمد على الإعدادات. ففي الأماكن ذات الانتشار المحدود للإنترنت، عادة ما يكون هناك مزود خدمة إنترنت واحد تسيطر عليه الحكومة، إلى جانب بعض المزودين الخاصين الأصغر حجماً. لكن جميع المزودين عادة ما يحصلون على إمكانية الوصول من خط واحد تحت البحر، أو عبر شبكة دولية، مما يخلق نقاط الاختناق الأولية التي يمكن أن يستخدمها المسؤولون لمنع اتصال أي بلد بشكل أساسي من مصدره”.

وفي هذا الصدد، أكد مدير مجموعة تتبع الاتصال “نيت بلوكس”، أن “الأمر استغرق حوالى 24 ساعة من السلطات الإيرانية لمنع حركة الإنترنت الداخلية والخارجية في البلاد تماماً”. ولفت إلى أن “تباطؤ الإنترنت في إيران في الفترة التي سبقت الانقطاع الكامل، هو نتيجة لعمل شركات الاتصالات بأوامر من الحكومة، وذلك لتعطيل أساسيات أنظمة الحماية التي وضعتها الشركات نفسها”.

من جهته، أوضح لوكاس أوليغنك، وهو مستشار مستقل لأمن المعلومات والخصوصية، أن “إغلاق الإنترنت عن أي دولة، يتطلب الأمر الكثير من الاستعدادات. ونحن نتحدث عن طبقات البرمجيات والأجهزة، وكذلك الأطر التنظيمية”.

وتابع: “كلما زاد عدد الشبكات والاتصالات في أي بلد، زادت صعوبة قطع الإنترنت. والسؤال هو أيضاً ما إذا كنت تريد قطع الوصول إلى الشبكة داخل الدولة، أم منع اتصالها بالعالم الخارجي أيضاً”.

وتعليقاً على ما قامت به إيران على هذا الصعيد، اعتبرت الأمم المتحدة أنّ “عملية إغلاق الإنترنت والرقابة التي تقودها الحكومة، هي انتهاك لحقوق الإنسان”.

مصدر الصورة: afp

للمزيد:

الأمم المتحدة: قتلى تظاهرات إيران بالعشرات