أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (The National)

في تحد للعقوبات الأمريكية الصارمة التي فرضتها واشنطن على إيران وعلى كل الدول والجهات التي تساعد إيران في إيصال النفط المحمل على ناقلة أدريان داريا 1 الشهيرة، إلى نظام الأسد في سوريا، كشفت صحيفة The National، عن تورط مجموعة من الشركات الرائدة في لبنان في عمليات شراء وبيع لحمولة الناقلة التي أثارت جدلاً واسعاً في المجتمع الدولي، وقامت سلطات جبل طارق باحتجازها في يوليو/ تموز، بعد أن اشتبهت في أن النفط المحمل عليها سيصل إلى سوريا مما يمثل خرقاً للعقوبات الأوروبية المفروضة على نظام الأسد بسبب الحرب الأهلية الدامية في بلاده. وأفرجت السلطات لاحقاً عن الناقلة في 15 أغسطس/ آب، بعد تلقيها تعهدات مكتوبة من إيران بأنها لن تقوم بتفريغ الشحنة، التي تقدر بحوالي مليوني برميل من النفط، في سوريا.

 

وجاءت تفاصيل العملية التي كشفت عنها The National، على النحو التالي؛ بعد أن أُفرج عن الناقلة، تم تغيير اسمها إلى “أدريان داريا 1″، كما تم تغيير طاقم العمل، وأبحرت الناقلة شرقاً من جبل طارق نحو السواحل السورية. وابتداء من أوائل شهر أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم، قامت ناقلة تدعى “ياسمين”، بإجراء عمليات تفريغ للحمولة إلى ناقلة أخرى، ومن ثم قامت بنقل النفط عبر خط أنابيب بحري يؤدي إلى مصفاة بانياس، وفقاً لشركة TankerTrackers.com. وأكد الشريك المؤسس للشركة، سمير مدني، أنها خطة مجهزة مسبقاً، فحمولة الناقلة الأصلية كبيرة جداً مما يمنع اقترابها إلى نقطة التفريغ من الأساس.

ومن جانبها، اتخذت إيران إجراءاتها المعتادة للتخفي التي تتبعها للتهرب من المساءلة القانونية والدولية عن طريق إغلاق أنظمة التتبع الخاصة بالناقلات، لتبقى مسارات وخطوط الناقلات مبهمة أمام العالم ولا يمكن تتبعها حتى يتم تنفيذ عمليات نقل النفط بين السفن والناقلات ويصل إلى وجهته دون التعرض للعقوبات الأمريكية المفروضة عليها أو على سوريا. وأكد موقع TankerTrackers.com هذه المعلومات، وفقا لصور الأقمار الصناعية والبيانات البحرية التي يستعين بها لمتابعة نشاطات ناقلات النفط الإيرانية عن كثب، حتى عندما تغلق أنظمة التتبع الخاصة بها.

وفي شهر أغسطس/ آب، أظهرت بيانات التتبع والسجلات الواردة على موقع TankerTrackers.com، وجود شركتان تتخذان من لبنان مقراً لهما، لإدارة ناقلات النفط الإيراني بصورة غير مشروعة في شرق البحر المتوسط، وأشار التحليلات إحدى الشركتين المعنيتين أن الرجل الذي يدير العملية قد يكون رجل أعمال سوري بارز.

وفي هذا السياق، رفع التقرير الستار عن شركة Africo 1 Off-Shore SAL، المالكة لناقلة “ياسمين” والواقعة في لبنان، وعن الآلية الملتوية التي اتبعتها الشركة لتستحوذ على الناقلة ولتستكمل عملية النقل والتفريغ، حيث غيرت الشركة بنود الملكية الخاصة بها قبل حصولها على الناقلة، وحصل المساهمين فيها على أسهماً في شركة أخرى تدعى  Sandro Overseas Off-Shore SAL، تدير ناقلة تدعى “ساندرو”، وهي ناقلة أخرى شاركت لاحقاً في عمليات نقل وتفريغ حمولة “أدريان داريا 1”. وبذلك، تم خلط صكوك الملكية الخاصة بناقلات النفط التي تستخدمها إيران لتصبح تحت إدارة شركات مختلفة في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك لبنان، مما يعفي إيران من المساءلة القانونية.

وتبع التقرير، بياناً أصدرته وزارة الخزانة الأمريكية في سبتمبر/ أيلول، ينص على أن شركة Africo 1 Off-Shore SAL تدير ناقلة “ياسمين”، نيابة عن “شبكة شحن كبرى مدعومة مادياً وإدارياً من الحرس الثوري الإيراني وميليشيا حزب الله”، اللذان يستخدمان هذه الشركات كواجهة لإخفاء دورهم في بيع النفط الخام، كما أكد البيان أن عناصر من حزب الله يشرفون على عمليات هذه الشركات.

https://twitter.com/AuroraIntel/status/1180116824706428928

ومن جانبهم، أكد العاملون على موقع TankerTrackers.com، أن “ياسمين” لم تكن الناقلة الوحيدة التي ساهمت في تفريغ الحمولة الإيرانية من أدريان داريا 1، بل تناوبت مع ناقلة أخرى تدعى “أبمان”، تقع تحت إدارة شركة تدعى Pearl Shipping and Trading Limited، مسجلة في بيانات التسجيل البحري على أنها تقع في لبنان، إلا أن صحفيين من صحيفة The National، قاموا بزيارة موقع الشركة المسجل ووجودوه فارغاً.

لم ينته الأمر هنا، ففي شهر سبتمبر/ أيلول، أشارت بيانات صادرة من المنظمة البحرية الدولية، أن شركة تدعى Meamad International Off-shore SAL، تتخذ من لبنان مقراً لها أيضاً، أصبحت المالك الرسمي والمسجل لناقلة تدعى “رومانيا”، تحمل العلم الإيراني، وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أدرجتها في شهر مارس/ آذار المنصرم في قائمة الناقلات المراقبة من واشنطن بسبب نشاطاتها غير المشروعة، حيث قامت بعمليات نقل وتفريغ لناقلات نفط إيرانية متجهة إلى سوريا، وكانت تسمى “مارشال زي” آنذاك. يذكر أن جميع الناقلات المذكورة مسبقاً مدرجة في ذات القائمة.

ومنذ أن أصبحت شركة Meamad International Off-shore SAL مالكاً رسمياً للناقلة، انتقلت الناقلة عبر مضيق ملقا، نحو عمان، واستمرت في بث الرمز القديم لهوية الخدمة البحرية المتنقلة، والذي يظهر الناقلة على أنها تحمل علم بنما وليس علم إيران، بحسب الاسم والعلم القديمين.

 

اقرأ المزيد: 

نصر الله: حزب الله هو الطرف الأقوى في لبنان