أخبار الآن | فيينا – النمسا ( رويترز )

أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوم أمس الاثنين أن إيران بدأت تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو تحت الأرض في أحدث انتهاك لاتفاقها مع القوى الكبرى. وقالت إن مخزون إيران من اليورانيوم المُخّصب مستمر في الزيادة.

وتنتهك إيران تدريجيا القيود التي فرضها الاتفاق على أنشطتها النووية ردا على انسحاب واشنطن من الاتفاق العام الماضي ومعاودتها فرض عقوبات على طهران. وتقول الجمهورية الإسلامية إنها يمكنها سريعا التراجع عن تلك

الانتهاكات إذا رفعت واشنطن العقوبات.

إيران تخرق الاتفاق النووي مجددا .. تخصيب يورانيوم بمواقع محظورة وبمستويات ممنوعة

AFP

وفي تقريرها الفصلي، أكدت الوكالة، التي تراقب الاتفاق، إعلان إيران الأسبوع الماضي استئناف تخصيب اليورانيوم في منشأة فوردو النووية تحت الأرض، وهو أمر ممنوع بموجب الاتفاق.

وجاء في التقرير السري للوكالة، الذي اطَلعت رويترز على نسخة منه، ”منذ التاسع من نوفمبر تشرين الثاني…، تُخّصِب إيران اليورانيوم في المنشأة“.

وزاد مخزون إيران من اليورانيوم المخصب إلى 372.3 كيلو جرام، أي بزيادة كبيرة عن الحد الأقصى المنصوص عليه في الاتفاق والبالغ 202.8 كيلو جرام. ومع ذلك لا يزال الحد الأقصى للنقاء الانشطاري الذي تُخصب إيران اليورانيوم

به حتى الآن عند 4.5 في المئة، وهو أعلى من درجة 3.67 في المئة القصوى بموجب الاتفاق النووي، لكنها مع ذلك لا تزال أقل كثيرا عن درجة 20 في المئة التي بلغتها إيران من قبل ودرجة 90 في المئة المطلوبة لصنع وقود قنبلة

نووية.

وأضاف تقرير الوكالة أن إيران تواصل تخصيب اليورانيوم بأجهزة طرد مركزي غير طرازها الأساسي، آي.آر-1، التي يحظر الاتفاق استخدامها. وأوضح أن طهران تستخدم أجهزة طرد مركزي أكثر تطورا ونصبت عددا من أجهزة الطرد

المركزي غير مذكور في الاتفاق.

إيران تخرق الاتفاق النووي مجددا .. تخصيب يورانيوم بمواقع محظورة وبمستويات ممنوعة

AFP

وأعلنت إيران الأسبوع الماضي أنها تعمل بطراز متطور من أجهزة الطرد المركزي أسرع من أجهزة آي.آر-1 بخمسين مرة. ويعتبر الخبراء أن أجهزة آي.آر-1 قديمة وعرضة للانهيار.

ويعد هذا الخرق و الأكبر والأكثر رمزية حتى الآن، بعدما أكدت إيران الأسبوع الماضي إنها بدأت تكرير اليورانيوم في موقع فوردو، وهو موقع بني داخل جبل لحمايته من أي قصف جوي ، كما أخفته طهران عن مفتشي الأمم المتحدة

حتى عام 2009.

إيران تخرق الاتفاق النووي مجددا .. تخصيب يورانيوم بمواقع محظورة وبمستويات ممنوعة

AFP

ومنذ أوائل شهر يوليو الماضي، انتهكت إيران أيضًا الحد اللأقصى المسموح به من تخصيب اليورانيوم في اتفاق 2015 ، وواصلت في موقع نطنز عملية زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي المتقدمة في موقع واحد يُسمح فيه بتخصيب

اليورانيوم بموجب الاتفاق.

وقال دبلوماسي بارز ان معدل انتاج ايران لليورانيوم المخصب زاد ايضا من 70 الى 80 كيلوجراما شهريا الى حوالي 100 كيلوجرام شهريا حاليا وما زال يتسارع.

“أتوقع أن يصبح 100 كيلو جرام شهريًا أعلى من ذلك بكثير. وقال الدبلوماسي البارز “لا أعرف ما إذا كان سيصبح 150 أو 170 أو 200”.

إيران تخرق الاتفاق النووي مجددا .. تخصيب يورانيوم بمواقع محظورة وبمستويات ممنوعة

AFP

في سياق متصل .. قال وزراء خارجية فرنسا وألمانيا وبريطانيا ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي الاثنين إنهم “قلقون للغاية” حيال الخطوات الاخيرة لايران في تفعيل نشاطاتها النووية.

وفي بيان مشترك، حض الوزراء “إيران على التراجع عن كل الإجراءات المخالفة” للاتفاق الدولي المبرم بشأن النووي الايراني الذي انسحبت منه الولايات المتحدة.

واضافوا “يخالف تحرك إيران الأحكام الواضحة الواردة في الاتفاق النووي حول موقع فوردو وسيكون له عواقب خطيرة. إنه يمثل تسارعا مؤسفا لتراجع إيران عن التزاماتها في خطة العمل المشتركة الشاملة”.

وقال الوزراء “نحن، وزراء خارجية فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، نشعر بقلق بالغ إزاء الإعلانات الأخيرة لإيران المتعلقة باستئناف أنشطة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو، كما أكدت الوكالة

الدولية للطاقة الذرية في تقريرها الصادر في 11 نوفمبر”.

وتابعوا “نناشد إيران العودة عن جميع التدابير التي تتعارض مع خطة العمل المشتركة الشاملة بما في ذلك تجاوز الحد الأقصى المسموح به من مخزون اليورانيوم المنخفض التخصيب وتجاوز معدل التخصيب المسموح به، وكذلك

عدم الامتثال للقيود المفروضة على أنشطة البحث والتطوير النووي”.

وأضاف الوزراء “نؤكد أهمية التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة الشاملة من قبل جميع المشاركين ونؤكد عزمنا مواصلة جميع الجهود للحفاظ على الاتفاق الذي يخدم مصالح الجميع. يتعين على ايران العودة دون تأخير للتنفيذ

الكامل لالتزاماتها بموجب” الاتفاق.

إقرأ أيضا:

باريس ولندن وبرلين يعبرون عن “قلقهم الشديد” حيال النووي الإيراني