أخبار الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة (بيانات تحليلية – نسمة الحاج)

اندلعت منذ بداية العام الجاري تظاهرات حاشدة في عدد من دول العالم، شعارات مثل “كلن يعني كلن”، “الشعب يريد إسقاط النظام” و “حرية سلام وعدالة”، بات صداها يتردد في مناطق مختلفة حول العالم. وبالرغم من وجود آلاف الأميال ما بين العراق وتشيلي، ولبنان والإكوادور وهونغ كونغ وبوليفيا، وغيرهم، إلا أن العديد من القواسم المشتركة جمعت ما بين مطالب شعوب هذه البلدان.

وتصدر تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتفشي البطالة قائمة الاحتجاجات والمطالب في عدة دول، خاصة بعد أن قامت عدة حكومات مؤخراً برفع أسعار الخدمات الأساسية، أو فرض ضرائب إضافية على المواطنين كما حدث في لبنان، أو رفع الدعم عن المحروقات كما حدث في الإكوادور، ومثلت هذه الزيادات “القشة” التي قصمت ظهور الشعوب ودفعت بهم إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة واعتصامات مستمرة.

2019.. عام انتفاض الشعوب (إنفوغراف)

 

ففي الإكوادور، اندلعت المظاهرات بعد إعلان الحكومة عن قرار رفع الدعم عن المحروقات، في خطوة تهدف إلى تخفيض النفقات، وجاء ذلك بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي. ونتيجة لهذا القرار، عجز الكثيرون عن شراء الوقود، وخشي السكان من فرض زيادات على أسعار المواصلات العامة والأغذية نتيجة لارتفاع أسعار الوقود، فاحتشدوا في الشوارع منددين بهذا القرار، وتسببوا في إغلاق الطرق السريعة، كما اشتبكوا مع قوات الأمن.

كذلك هو الأمر في لبنان، حيث أعلنت الحكومة فرض ضرائب على تطبيق الـWhatsapp، مما أفضى إلى مظاهرات حاشدة في جميع أنحاء لبنان، مناهضة للفساد الاقتصادي والسياسي وتردي الوضع المعيشي، لتتبلور فيما بعد للمطالبة بإسقاط النظام وإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ تكنوقراطية، وبالرغم من استجابة الحكومة لمطالب الشعب بداية بإلغاء الضريبة، وإصدار خطة اقتصادية إصلاحية، وتقديم 4 وزراء لاستقالتهم بجانب استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، إلا أن الشعب اللبناني ما زال مستمراً في التظاهر حتى تتحقق جميع المطالب.

أما في تشيلي، فقد مثل قرار رفع أسعار بطاقات المترو والحافلات الشرارة التي أشعلت غضب السكان، كما انتشرت أثناء وجود المتظاهرين في الشوارع واشتباكهم مع رجال الأمن صورة للرئيس ساباستيان بينيرا، يتناول العشاء في مطعم فاخر، مما زاد من غضب المتظاهرين الذين اعتبروا ذلك مثالاً ممتازاً يجسد الفجوة الطبقية بين السياسيين والأشخاص العاديين. يذكر أن الحكومة تراجعت فيما بعد عن قرار رفع أسعار بطاقات المواصلات العامة، إلا أن التراجع جاء متأخراً، واستمر السكان في التظاهر وتبلورت المطالب لتنادي بإسقاط النظام.

2019.. عام انتفاض الشعوب (إنفوغراف)

وفي بعض الدول، مثل مطلب الحرية السياسية المحرك الأساسي للتظاهرات، كما هو الحال في هونغ كونغ، التي احتج سكانها بسبب مشروع قانون كان سيسمح بترحيل المجرمين إلى الصين في بعض الحالات، وبالرغم من أن الاقتراح سحب رسمياً في بداية شهر سبتمبر/ أيلول، إلا أن الاحتجاجات استمرت وتطورت إلى فتح تحقيق في سلوك شرطة هونغ كونغ التي لجأت للعنف لإخماد الاحتجاجات.

أما في العراق، فقد دخلت المظاهرات شهرها الثاني، وما زال المحتجون يطالبون بالقضاء على تفشي الفساد وارتفاع معدلات البطالة وغلاء المعيشة، بالرغم من إيرادات البلاد النفطية الكبيرة. يذكر أن احتجاجات العراق قوبلت بعنف حاد من السلطات العراقية التي لجأت لاستخدام الرصاص الحي لردع المتظاهرين، مما أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخص وإصابة الآلاف، وما زالت المظاهرات مستمرة بالرغم من تعهدات الحكومة في المستمرة بإجراء إصلاحات.

 

مصدر الصورة: Shutterstock

اقرأ المزيد: 

الآلاف يحتشدون في لبنان بـ “أحد الوحدة”