أخبار الآن | تونس العاصمة – تونس (متابعات)

أعلنت وزارة الداخلية التونسية إن قائدا جزائريا بارزا في كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة قُتل في عملية عسكرية مشتركة.

وقُتل مراد بن حمادي الشايب المكنى بعوف أبو مهاجر المولود في 15 نوفمبر 1983 على أيدي قوات الأمن والجيش التونسية في ولاية القصرين بالقرب من الحدود مع الجزائر.

وأعلنت وزارة الداخلية التونسية إن الشايب كان مسؤولاً عن سلسلة من الهجمات منذ عام 2013 ، بما في ذلك اعتداء على وزير الداخلية السابق لطفي بن جدو في عام 2014.

من هو مراد الشايب

مراد الشايب هو شقيق الإرهابي الجزائري خالد شايب، المعروف أيضًا باسم لقمان أبو صخر الذي قتل في تونس عام 2015، وينتمي كلاهما إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب.

وينحدر هذا الإرهابي الخطير من منطقة الماء الأبيض جنوب تبسة، والتحق بالمجموعات الإرهابية في تسعينيات القرن الماضي، على يد قريبه المعروف بـ”العتروس”، والذي قضى عليه الجيش الجزائري مطلع سنة 2000.

 

ويعتبر الشايب من أخطر قيادات كتيبة عقبة بن نافع الارهابية المتمركزة بجبال القصرين، كما يعد مهندس أكبر العمليات الإرهابية بالبلاد التونسية منذ سنة 2016 ومطلوب لدى الوحدات الامنية والقضاء .

وتتكون المجموعة التي استهدفتها قوات الأمن والجيش في جبل السيف من عنصرين إرهابيين ، هما الشايب وعنصر آخر تمكن من الفرار ، على الرغم من أنباء إصابته بجروح خلال الهجوم.

وبالعودة إلى تاريخ الشايب الإرهابي فقد استهدف في عام 2014 دورية عسكرية في جبال ورقغا بتونس.

وفي عام 2015 ، استهدف الشايب دورية تابعة للحرس الوطني في منطقة بولابا ونصب كمين لتشكيلين عسكريين في جبل مغيلا في أبريل ونوفمبر 2015.

كما استهدف مركبة مدرعة عسكرية في جبل صمامه في عام 2016 وقتل في عام 2018 المواطن التونسي أمجد القريري بالإضافة إلى زرع الألغام في منطقة القصرين ، كما قام بمداهمة المنازل ونهب المواد الغذائية.

كيف تم القضاء على الشايب

أفاد مصدر مسؤول بالأمن الجزائري في تصريح لصحيفة النهار الجزائرية أنه تم الكشف عن تحركات مشبوهة، ليلة الأحد إلى الإثنين/ 20 و21 أكتوبر 2019، و ذلك إثر عمل استخباراتي منسق بين الجيش الجزائري والتونسي، على الحدود الجنوبية الشرقية لولاية تبسة.

حيث اتضح أن مجموعة إرهابية مسلحة دون تحديد عدد أفرادها كانت تحاول التسلل الى منطقة الحويجبات جنوب تبسة مرورا ببن فالي.

وأضاف المصدر ذاته ، أن وحدات الجيش الوطني الجزائري بمعية عناصر الدرك الوطني، أغلقوا جميع المنافذ الجبلية. لمنع أي تسلل أو فرار للمجموعة الإرهابية، في وقت تحرك الجيش التونسي بسرعة خلف المجموعة.

ليقع اشتباك مسلح مع عناصر المجموعة المسلحة التي كانت تتحصن بتضاريس المنطقة الجبلية.

وتم القضاء إثر الإشتباك المسلح، حسب المصدر نفسه ، على ثلاثة عناصر إرهابية “من ضمنهم الشايب” واسترجاع قطع أسلحة وكميات من الذخيرة والقنابل اليدوية.

ما هي كتيبة عقبة بن نافع

تعد كتيبة عقبة بن نافع، جماعة متطرفة كوّنها أمير تنظيم القاعدة بالمغرب الإسلامي “أبو مصعب عبد الودود” ويعرف كذلك باسم “عبد المالك دروكدال”، تقودها في الغالب قيادات جزائرية، لكن أبرز عناصرها

تونسيين كانوا ينشطون في جماعة “أنصار الشريعة” التي صنّفتها تونس والولايات المتحدة الأميركية تنظيما إرهابيا سنة 2013، إلى جانب المقاتلين الجزائريين.

ويرجع أصل تسمية هذه المجموعة التي ظهرت في تونس عام 2012، إلى اسم القائد “عقبة بن نافع”، أبرز القادة المسلمين الذين فتحوا بلاد المغرب بما فيها تونس، وتتخذ من الجبال الحدودية بين تونس والجزائر المعروفة

بالتضاريس الصعبة والوعرة وكذلك الغابات الكثيفة، مقرا ومركزا أساسيا لها ومجالا للتنقل وفضاء للتخطيط والتنسيق بين عناصره في الجانب التونسي والجزائري.

ولا يُعرف العدد الحقيقي لعناصر هذه المجموعة، لكن وزير الدفاع التونسي عبد الكريم الزبيدي، صرّح شهر نوفمبر من العام الماضي، أن عدد الإرهابيين المتحصنين بالمرتفعات الجبلية الغربية على الحدود مع الجزائر لا يتجاوز 100

إرهابي.

وعادة ما تعتمد جماعة عقبة بن نافع على أسلوب المباغتة والغدر في تنفيذ عملياتها الإرهابية، وقد تورّطت في أغلب وأعنف الهجمات الإرهابية التي ضربت تونس طوال السنوات الماضية خاصة في المناطق الجبلية القريبة من

الجزائر، وبفرض الحصار عليها، لجأت إلى زراعة الألغام من أجل منع تقدم قوات الأمن ،وقد أدى ذلك إلى مقتل وإصابة عدد كبير من القوات الأمنية التونسية.

وكانت أولى العمليات الإرهابية التي تبنتها كتيبة عقبة ابن نافع في ديسمبر 2012، عندما تم قتل الوكيل بالحرس أنيس الجلاصي في مدينة القصرين، ثم تلاها الهجوم الإرهابي الذي استهدف عناصر من الجيش ليتم ذبح 8 عسكريين

مع موعد الإفطار في رمضان سنة 2013 في كمين نصبته لدورية بجبل الشعانبي وسرقت أسلحتهم وبدلاتهم العسكرية.

وفي مايو 2014، قادت الكتيبة هجوما على منزل وزير الداخلية السابق لطفي بن جدّو سقط خلاله 4 من عناصر الأمن كانوا يحرسون المنزل، بعدها بـ3 أشهر وفي رمضان قتل 14 عسكريا في جبل الشعانبي إثر هجوم غادر وهو

الأسوأ في تاريخ المؤسسة العسكرية التونسية منذ استقلال البلاد عام 1956.

وفي فبراير 2015 توّرطت هذه الجماعة مرة أخرى في مقتل 4 أعوان من الحرس التونسي في منطقة بولعابة بمدينة القصرين، بعدها بشهر نقلت عملياتها إلى تونس العاصمة وأعلنت مسؤوليتها عن الهجوم الذي وقع على متحف

باردو السياحي، وأسفر عن مقتل 22 سائحا.

واختفت المجموعة لأكثر من عام، ثم عادت إلى الظهور في أغسطس 2016 وأعلنت تبنيها لهجوم إرهابي أسفر عن مقتل 3 عسكريين وإصابة 9 آخرين في جبل سمامة بمدينة القصرين على الحدود مع الجزائر إثر نصب كمين

لمدرعتين تابعتين للجيش التونسي.

وخلال العامين الماضيين، واجه هذا التنظيم حصارا شديدا على معاقله في الجبال، وتعرّض إلى هزائم متتالية، بعد تصفية أغلب قادته ومسلحيه على الأراضي التونسية، آخرهم مقتل قائده الجزائري بلال القبّي وأحد مساعدي زعيم

تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، خلال كمين نصبته قوات الحرس التونسي في المرتفعات الغربية للبلاد، أواخر شهر يناير الماضي.

ورغم هذه الضربات الموجعة، لا تزال كتيبة عقبة بن نافع تستميت لإعلان وجودها والدفاع عن بقائها، حيث باتت تترصد أي فرصة لتنفيذ هجمات إرهابية انتقاما من البلد الذي نجح في إضعاف قوّتها وتفكيكها، فقادت أمس الأحد

هجوما مباغتا على دورية للحرس التونسي في منطقة عين سلطان من ولاية جندوبة على الشريط الحدودي التونسي الجزائري، قتلت خلاله 6 من عناصره، بعد سنوات من الاختفاء والتراجع.

إقرأ أيضا:

أبو حاتم: قتل العسيري يؤكد اختراق تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية استخباراتيا

قيادي سابق في القاعدة يكشف أسرارا جديدة عن الظواهري