أخبار الآن | القاهرة – مصر (عبيد أعبيد – خاص) 

في ظل توالي أنباء مقتل قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي في ساحات تواجدها، آخرها ما أعلن يوم الثلاثاء ثامن أكتوبر الجاري، جنوبي أفغانستان، تستمر التساؤلات حول سيناريوهات ما بعد شتات التنظيم، وإفلاس زعيمه الحالي، المختفي عن الأنظار في ظروف تنبؤ بوفاته هو الآخر.

أسباب هذا الفشل لم يكن من الخارج فقط، بل أكبر الضربات القاسمة لظهر التنظيم الإرهابي، كانت من الداخل، وهذا ما أكده جهاديون قياديون سابقون ممن أسسوه في أفغانستان، خلال حديثهم في سلسلة مقابلات مع “أخبار الآن”.

نبيل نعيم، الجهادي والقيادي السابق في تنظيم القاعدة، واحد من هؤلاء، أكد لـ“أخبار الآن”، إن فشل التنظيم الإرهابي جاءت من قياداته، أكثر من الحرب الدولية ضده.

سذاجة الظواهري 

نبيل نعيم، بصفته جهادي وقيادي سابق في تنظيم القاعدة، قال لـ“أخبار الآن”، انه “كان صديقا حميما”، لأيمن الظواهري في السجن بمصر، وبعدها رافقه في مرحلة تأسيس التنظيم في أفغانستان، وربطته علاقات شخصية جدا مع أيمن لفترة طويلة.

وقال نبيل ان شخصية أيمن الظواهري، الزعيم الحالي لتنظيم القاعدة، “ساذجة وغير متزنة وسريعة التراجع”.

وأضاف :”أنا أعرف الظواهري منذ زمن عندما كان قائد جماعة الجهاد، وكان يدخلنا في كارثة ثم أخرى”.

وبذلك يقص نبيل نعيم، لـ”أخبار الآن”، قصصه شخصيا مع أيمن الظواهري قائلا :”سوف أحكي لكم قصة، لم أكن أود ان احكيها، كان مخزن سلاح لجماعة الجهاد، كان لدي في منطقة شبرا الخيمة، في مصر، قبل ان يأتي السادات رئيسا لمصر، وكان المخزن ملك للجماعة ويملكونه، لكن أنا من قمت بتخزين الأسلحة فيه..  فجاء ايمن الظواهري في يوم إلي، وقال أريد 5 علب من الطلقات عيار 9 مل، فقلت له لماذا يا دكتور؟ فقال لي هناك إخوة سوف يقومون بسرقة محل ذهب لشخص مسيحي! فقلت له أنتم أحضرتم مخزن السلاح وقمتم بتجنيد ضباط وإخوة لسرقة محل ذهب!؟ فقلت بعدا هذا المخزن كله لك، وانا لست معكم وفي نهاية المسيرة أتهم بالسرقة، فقلت له أنا لا أعطيك أي سلاح لأنك سوف تقوم بتوريطي، فقلت له يا دكتور ايمن اذهب أنت واشتري لهم السلاح وسوف تسجن معهم بتهم السرقة، فقال لي لا لا تقلق هم لن يقبض عليهم! فقلت، له بل سوف يقبض عليهم وسوف يعترفون بكافة التفاصيل وأنت معهم، فرفضت ان أعطيه أي سلاح، فقال لي ماذا أفعل في هذا الأمر؟ فقلت له قم بالاعتذار كي لا نصبح سارقين، وبالفعل اعتذار لهم، فقاموا بسرقة تاجر الذهب المسيحي، وتم اعتقالهم واعترفوا بكافة التفاصيل وقالوا عندما ذهبنا إلى ايمن الظواهري، لم يعطينا سلاح.. وحينها عندما قابلني ايمن الظواهري في السجن، قال لي انت انقذتني.. فهو ليس لديه أي إدراك فهو رجل ساذج..”.

أوهام زعيم التنظيم 

وأفاد نعيم، في معرض حديثه لـ”أخبار الآن”، إنه إلى جانب سذاجة الظواهري، هناك مشكل آخر لديه، يكمن في أنه واهم وحالم بشكل كبير لا يطاق.

وهنا يكشف نعيم، في قصة واقعية له مع الظواهري، بالقول :”مرة أخرى كنا في افغانستان وكلنا كنا مطلوبين وهاربين من كل السلطات، وكنا حوالي 20,000 وكان أيمن الظواهري، يخطب يوم الجمعة في المسجد، وقال لابد من استرداد الأندلس.. وحينها ضحكنا ونحن في الصلاة وهو يحدثنا عن استرداد الأندلس ونحن هاربون من بلداننا..  فهو فعلا يعيش في هذا الوهم والفشل”.

للمزيد : كيف فسر جهادي سابق في “القاعدة” أسباب إفلاس الظواهري؟