أخبار الآن شينجيانغ – الصين (أ ف ب)

في مقبرة للمسلمين في شمال غرب الصين، تبدو عظام مبعثرة بين آثار سلاسل معدنية لجرافات لم تراع أي تفاصيل عندما قامت بمحو اي علاقة بين الإيغور وذكرى أمواتهم.

وعلى سفوح تلال شايار تنتشر قبور تحولت إلى أكوام من حجارة الآجر في كل مكان.

يتكرر هذا المشهد في أكثر من عشر مقابر زارتها وكالة فرانس برس الشهر الماضي في اقليم شينجيانغ المنطقة ذات الغالبية المسلمة التي تفرض بكين سيطرتها عليها بقوة. وقد لاحظ الصحافيون وجود عظام مبعثرة في ثلاث مقابر على الأقل.

وباسم مكافحة النزعة الإنفصالية والإرهاب، عززت بكين بشكل كبير إجراءات المراقبة في شينجيانغ منذ حوالى سنتين.

وتستهدف هذه الحملة خصوصا الإيغور البالغ عددهم نحو عشرة ملايين ويشكلون أكبر اتنية في المنطقة. وتقول منظمات حقوقية إن حوالى مليون منهم وضعوا في معسكرات لإعادة التأهيل.

وتنفي بكين هذا الرقم مؤكدة أن هذه المعسكرات هي “مراكز لإعادة التأهيل المهني” تهدف إلى مكافحة التطرف.

لكن استعادة السيطرة بالقوة تشمل أيضا الأموات.

This photo taken on September 13, 2019 shows the works of a park in a place where before there was a Uighur cemetery in Kuche in the region of Xinjiang. - China is destroying burial grounds where generations of Uighur families have been laid to rest, leaving behind human bones and broken tombs in what activists call an effort to eradicate the ethnic group's identity in Xinjiang.

صور حللتها وكالة فرانس برس بالتعاون مع منظمة “ارثرايز الاينس”، ومقرها واشنطن، كشفت حوالي أربعين مقبرة للإيغور تمت تسويتها بالأرض اعتبارا من العام الماضي في هذه المنطقة.

في غرب شينجيانغ، تحولت مقبرة إلى “حديقة للسعادة” تضم بحيرة اصطناعية وألعابا للأطفال وغيرها.

وكان الإيغور يقدسون هذا الموقع الذي كان يضم ضريح أحد أهم شعرائهم في القرن العشرين لطف الله مطلب.

ولم يعرف مصير رفات مطلب. وذكر مسؤول في مقبرة أخرى نقلت إليها الجثامين في منطقة صناعية في وسط الصحراء أنه لا يعرف أي شيء عن ذلك.

وخلال تحقيقهم المصور الذي أجروه في أيلول/سبتمبر الماضي، زار ثلاثة صحافيين من فرانس برس نحو عشر مقابر مدمّرة في أربع مناطق، وثلاثة مواقع جديدة تمت إعادة دفن الرفات فيها.

تدمير قبور شينجيانغ ليس أمرا جديدا. فقد كشفت صور التقطت بالأقمار الاصطناعية عن عمليات تدمير عمرها أكثر من عشر سنوات.

لكن العمليات التي جرت في السنتين الأخيرتين هي الأكثر فداحة لأنها ترافقت مع تدمير نحو ثلاثين مسجدا ومواقع دينية أخرى كما كشف في حزيران/يونيو تحقيق أجرته فرانس برس بناء على صور أخرى التقطت بالأقمار الاصطناعية.

ويترافق ذلك خصوصا مع إقامة مراكز “للتأهيل المهني” يتم إدخال الإيغور إليها لأسباب بينها وضع حجاب أو إطلاق اللحية.

وفي وثائق داخلية اطلعت عليها فرانس برس العام الماضي، وضح موظفون أن هذه المراكز ستحول الإيغور إلى مواطنين صينيين صالحين “من خلال قطع نسلهم وجذورهم وصلاتهم وأصولهم”.

ما تفعله السلطات الصينية بمقابر الإبغور يعيد للأذهان ممارسات داعش عندما كانت تحتل مساحات كبيرة من الأراضي السورية والعراقية، حيث عرضت من قبل أخبار الآن مشاهد لمقابر مدينة الموصل التي لم تسلم من إرهاب داعش الذي عاث فيها خراباً, منها مقبرة وادي عكاب شمال غربي الموصل التي كانت أحد أبرز الشواهد على الجرائم التي إرتكبها داعش ضد الموصليين حيث كان يدفن قتلاه ثم يقوم بتخريب قبور المدنيين كي لا تتعرف القوات العراقية على قتلى التنظيم وتضيع جثثهم بين القبور.

 

مصدر الصور: أ ف ب

 

إقرأ أيضا:

صور الأقمار الاصطناعية تكشف تعرض مقابر المسلمين الإيغور للتدمير في شينجيانغ