أخبار الآن | سوريا – euronews

 

بعد سقوط منطقة الباغوز آخر معقل لداعش في سوريا، وُضع الآلاف من نساء عناصر التنظيم وأطفالهم في معسكرات توقيف شمال شرق سوريا، ومن بينهم مواطنون أوروبيون، وبدأ الحديث عن كيفية تعامل الدول الأوروبية مع هذه المسألة يُطرح بقوة.
أحد أكبر معسكرات التوقيف لعائلات داعش في شمال شرق سوريا هو مخيم الهول اذ يعيش فيه نحو 75 ألف شخص ينحدرون من أكثر من 50 دولة حول العالم.
واللافت في هذا المعسكر أن هؤلاء الأشخاص يواصلون العيش وفقاً لقواعد وأنظمة ما يعتبرونه “الخلافة”، بحسب ما تُفيد سلطات المعسكر.
ويتحدث مسؤولو المخيم عن عمليات إحراق خيام تتمّ داخل المعسكر على اعتبارها إحدى العقوبات الممارسة بحق النسوة اللواتي يُعتقد بأنّهن لا يتقيّدن بتعاليم تنظيم داعش الإرهابي.
يقول مدير معسكر الهول، محمد بشير، وهو رجل أربعيني يتحدث الكردية، “بالطبع هؤلاء خطرون، لديهم الكثير من المشكلات، هناك حالات في المخيم تؤكد أنّهم لا زالوا خطرين”.
وأضاف: “قبل مدّة، طلبت إحدى المقيمات الأجنبيات أن تذهب إلى السوق لشراء أشياء لأطفالها، فأرسلنا معها أحد الحراس، ولكنّ، ما أن أدار ظهره، حتى طعنته بسكين”.

ومنذ مدة، جر تداول مقطعاً مصوّراً في شهر تموز/يوليو الماضي، يُظهر علماً أسود لداعش يجري رفعه على صارية وسط المخيم، وفي إشارة إلى أن بعض النسوة داخل الهول لا زلن يتمسكن بفكر التنظيم الإرهابي.
داخل مخيم الهول ثمّة منطقة يطلق عليها “الملحق” وهو القسم الذي يتم فيه الاحتفاظ بالأجانب من النساء والأطفال، وغالبية النسوة داخل المحلق رفضن تصويرهنّ، وفيما أكد بعضهنَّ أنّهن لا زلن يمتسكن بأفكار داعش، فإن جميع النسوة أكدن أنّهن يبحثن عن مخرج من هذا المعسكر.
لا تخفي “ميم”، وهو إسم مستعار لمواطنة فرنسية من نساء داعش، ندمها عن خوض هذه التجربة التي بدأت بقدومها إلى سوريا، تدرك هذا المواطنة الفرنسية أن الآخرين يصعب عليهم فهم خياراتها.
وتُضيف “لقد اخترت المجيء، كان يمكن لي أن أغادر (قبل أن يحلّ بي ما حلّ، لكنّي) لم أفعل، كنت خائفة، لم أكن أريد أن ينتهي بي المطاف في السجن، ولا أريد أن أفقد طفلي، ولا أريد أن أفقد زوجي، لم نكن نعلم ماذا علينا فعله”.
أمام هذا المشهد، يبدو لافتاً موقف الدول الأوروبية التي لا تهتم لمواطنيها الذين انضمّوا إلى تنظيم داعش، على اعتبار أنّهم يجب أن يتحملوا ما اقترفت أيديهم بانضمامهم إلى هذه الجماعة الإرهابية. خصوصاً أن نظرة سريعة على مخيم الهول تبيّن أن فكر التنظيم الإرهابي ما زال منتشراً بين هؤلاء

مصدر الصورة: Getty images

للمزيد:

كيف تاجر تنظيم “داعش” بالمدنيين؟

”أخبار الآن“ تلتقي ناجية من بطش داعش