أخبار الآن | روما – إيطاليا (أ ف ب)

تواجه الحكومة الإيطالية الجديدة القريبة من اليسار تحديا يتمثل بتحقيق ما تأمله من تخفيف لوطأة قانون الهجرة الذي وضعه وزير الداخلية السابق المتشدد ماتيو سالفيني، لكن مع تحاشي الغاء سياسة الهجرة هذه التي أعطت سالفيني تأييدا كبيرا.

فقد استغل رئيس حزب الرابطة اليميني المتطرف دوره كوزير للداخلية لشن حرب على سفن الإنقاذ التابعة لمنظمات خيرية والتي تعمل على انقاذ المهاجرين في البحر المتوسط، متهما عواصم دول الاتحاد الأوروبي بالتخطيط لجعل إيطاليا “معسكر اللاجئين” في أوروبا.

وحاول رئيس الوزراء جوزيبي كونتي الإثنين اصلاح العلاقة المتوترة مع بروكسل بقوله إن روما حريصة على “استئناف المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي (…) من أجل التوصل في النهاية إلى إدارة أوروبية لمشكلة الهجرة”.
كما دعا إلى إعادة النظر في “اتفاقية دبلن” التي تلزم الدولة الاولى التي يدخلها المهاجر تولي مسؤوليته.
وتقف إيطاليا عند خط المواجهة في أزمة المهاجرين الفارين من الفقر والحروب في بلادهم الإفريقية والذين ينطلقون من ليبيا بحرا باتجاه أوروبا.
وأعلنت فنلندا، التى تتولى حاليا الرئاسة الدورية للمجلس الأوروبي، الأربعاء أن قمة مالطا المقبلة حول الهجرة “ستستأنف العمل الذي تم انجازه في باريس، على أمل التحرك في الاتجاه الصحيح”.
وفي اجتماع عمل في العاصمة الفرنسية في تموز/يوليو، وافقت نحو 14 دولة أوروبية على تنفيذ “آلية تضامن” لتوزيع المهاجرين الذين يتم إنقاذهم في البحر المتوسط على دول التكتل.
وكان سالفيني قد عمد إلى تشديد سياساته المناهضة للهجرة خلال 14 شهرا من توليه وزارة الداخلية، حيث رفع الصوت ضد المهاجرين على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ومنح الحكومة الشعبوية السلطة لإغلاق موانئ البلاد بوجه السفن المحملّة بالمهاجرين.

عمد ائتلاف الرابطة اليميني وحركة خمس نجوم الى منع السفن التي تحمل مهاجرين من دخول المياه الاقليمية الايطالية، وتركها عالقة لأيام أو حتى أسابيع في البحر.
كما اتاح القانون حجز سفن المنظمات غير الحكومية وفرض غرامات قد تصل الى مليون يورو على ربابنتها.

ومع أن الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا هو من وقّع مراسيم سالفيني المتعلقة بالهجرة، الا انه عارض علنا عدة عناصر، معتبرا أن واجب إنقاذ الأرواح المعرّضة للخطر في البحر يتقدم على اي شيء، وأن الغرامة شديدة القسوة.
ومن المتوقع أن تتبنى الحكومة الجديدة التي تجمع بين حركة خمس نجوم والحزب الديموقراطي من يسار الوسط مقاربة أكثر براغماتية، وخصوصا أن وزيرة الداخلية الجديدة لوتشيانا لامورغيزي لا تنتمي إلى أي حزب.
وقال لورنزو كاستيلاني استاذ العلوم السياسية في جامعة لويس في روما لفرانس برس “ما هو اكيد انه سيكون هناك اهتمام إعلامي اقل بمشكلة الهجرة”.

وأضاف “أن الحكومة الجديدة ستسعى إلى حوار أعمق مع الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقية دبلن، وستخفف من لهجة منظمات الانقاذ”.
لكنه حذر من أنه في الوقت الذي عانى فيه سالفيني من انخفاض طفيف في شعبيته منذ اسقاطه حكومة خمس نجوم، فإن محاولة الاستفادة من ذلك عبر التخفيف من تشدد قانون الهجرة الإيطالي ستكون خطوة “خطيرة سياسيا”.

 

مصدر الصورة: أ ف ب

 

إقرأ أيضا:

إيطاليا تحتجز سفينة إنقاذ ألمانية وتعلن أنها ستنزل المهاجرين