أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (غيث حدادين)

أقامت الحكومة الصينية شبكة واسعة من معسكرات إعادة التأهيل ونظام مراقبة واسع النطاق لمراقبة وإخضاع ملايين الأقليات المسلمة في منطقة شينجيانغ شمال غربي الصين.

وذكر تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” نشر أمس (الأحد)، أن “الصين تحولت إلى أقدم وأكثر قسوة للسيطرة وملء السجون في شينجيانغ”.

وأضاف التقرير الذي تناول رسومات بيانية وتحليلات أن “المنطقة في شمال غرب الصين شهدت زيادة قياسية في عمليات الاعتقال والمحاكمات وأحكام السجن في العامين الماضيين”.

وكشفت تحليلات لصور الأقمار الاصطناعية عن 23 موقعاً ‏للسجون ‏المحتملة في الإقليم، تحتوي على جدران وأبراج مراقبة ومباني ‏حراسة.‏‎ ‎تم بناء تسعة من المواقع منذ العام 2016، وتم توسيع ‏12 منشأة ‏تم بناؤها سابقا بمباني جديدة في ذلك الوقت.‏

زيادة قياسية في عمليات اعتقال الإيغور في الصين

وقال التقرير إنه “مع قيام الحكومة الصينية بحملة أمنية صارمة تستهدف الأغلبية الساحقة من الأقليات في شينجيانغ، فإن استخدام الصين للسجون يثير الشكوك”.

وحكمت المحاكم في شينجيانغ – حيث تشكل الأقليات المسلمة أكثر من نصف السكان – على ما مجموعه 230 ألف شخص بالسجن أو بعقوبات أخرى في عامي 2017 و 2018، أي أكثر بكثير من أي فترة أخرى مسجلة منذ عقود للمنطقة.

وأوضح التقرير أنه خلال عام 2017 وحده ، حكمت محاكم شينجيانغ على حوالي 87 ألف شخص، أي أكثر بعشر مرات من العام السابق، بالسجن لمدة خمس سنوات أو أكثر. وزادت الاعتقالات ثمانية أضعاف، فيما زادت الملاحقات القضائية خمسة أضعاف.

وقال خبراء ومدافعون عن حقوق الإنسان ونشطاء الإيغور المنفيين إن “الاعتقالات غالباً ما تستند إلى تهم واهية أو مبالغ فيها، والمحاكمات روتينية، مع احتمال صدور أحكام مذنبة بأغلبية ساحقة. وبمجرد الحكم عليه ، يواجه السجناء انتهاكات محتملة وشاقة في مرافق مكتظة ومعزولة”.

زيادة قياسية في عمليات اعتقال الإيغور في الصين

وأضاف تقرير “نيويورك تايمز” أن إقليم شينجيانغ، مثله مثل أجزاء أخرى من الصين، لا يكشف عن عدد الأشخاص المحتجزين فيه، وان الأشخاص المسجونين في شينجيانغ من ليسوا فقط من الأقليات المسلمة”.

ومع ذلك، تشير موجة الاعتقالات والمقاضاة والأحكام إلى زيادة هائلة في السجن، بحسب الصحيفة، وذلك استنادا إلى تقارير رسمية تعود إلى عقود.

وقال الدكتور شون روبرتس، عالم الأنثروبولوجيا بجامعة جورج واشنطن، الذي يدرس الأويغور، إن “الأويغوريين تحملوا بشكل عام الأسوأ من الحملات الأمنية منذ أواخر التسعينيات. ويمكن افتراض أنه تم استهدافهم بشكل غير عادي في عمليات التوقيف التي حدثت منذ عام 2017.”

زيادة قياسية في عمليات اعتقال الإيغور في الصين

ويثير عدد السكان المتزايد في السجون تساؤلات حول الاعترافات الأخيرة لمسؤولي شينجيانغ بأن معظم السجناء في معسكرات إعادة التأهيل – وهو نظام منفصل للسجن – قد تم إطلاق سراحهم.

وتمّ تشديد الأمن في شينجيانغ منذ سنوات. وفي عام 2009، قُتل المئات خلال أعمال شغب عرقية في العاصمة الإقليمية أورومتشي، ما دفع الحكومة إلى البدء في وضع سياسات أكثر قسوة.

مصدر الصور:  New Straits Times

للمزيد:

الصين تقف وراء إختراق هواتف آيفون لاستهداف مسلمي الإيغور