أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( سعد النعواشي )

أصدر مكتب الإعلام التابع لمجلس الدولة الصيني للمعلومات كتابا حول مسائل تاريخية متعلقة بإقليم شينجيانغ ذاتي الحكم شمال غرب الصين , وأبرز ما جاء في الكتاب , هو إدعاء السلطات الصينية بأن الإيغوريين اعتنقوا الإسلام مُكرَهين.

موقع شبكة “ABC” الاسترالية نـَشر تقريراً يشير فيه إلى ما ورد في كتابٍ رسمي ُأطلق عليه ” الكتاب الأبيض أو الورقة البيضاء ” وهو صادر عن مكتب الإعلام التابع لمجلس دولة الصين ، ادعت السلطات الصينية فيه بأن مسلمي الإيغور في إقليم شنج يانغ تعرضوا للعبودية و ُأجبروا على اعتناق الإسلام.

التقرير أشار إلى أن الإسلام لا يُعَدُ نظاما محليا ، ولم يكن المعتـَقد الوحيد الذي آمَنت به أقلية الإيغور ، كما أفاد التقرير بأن الإسلام انتشر في إقليم شنجيانغ تاريخياً زمنَ الحكم العثماني , وأن الشعوب الإيغورية تحولت إلى عبيد على يد الأتراك.

ونقلا عن الكتاب أيضاً فإن اعتناق الإسلام لم يكن باختيار الناس ، لكنه كان نتيجة ً للحروب الدينية والإجبار الذي قامت به الطبقة الحاكمة ، وزَعَم الكتاب أن الحكومة مع ذلك ، تحترم حق المسلمين ومعتقداتهم .

كما لفت التقرير إلى وجود مليون ِ مسلم ٍ من أقلية الإيغور معتقلين في معسكرات ، فيما تـُطِلق عليها الحكومة اسم مراكز إعادة تعليم أو تأهيل أو مراكز مهنية ، أما مَن يعيشون خارج المعتقلات فهم عرضة للرقابة الدائمة ؛ في محاولاتٍ للصين لتغيير هويتهم باسم مكافحة التشدد ، وقد أطلـَق المراقبون عليها اسم عملية “إبادة ثقافية “.

وبحسب التقرير فإن موعد نشر هذا الكتاب الرسمي جاء كجزء من حملةٍ واسعة لرد الشجب الدولي لعملية القمع ضد الإيغور، والتأكيد على أن إجراءاتها في المنطقة تـُعَد عملية ً لمكافحة الإرهاب.

مديرة مكتب “هيومان رايتس ووتش” في أستراليا إيلين بيرسون ، أكدت أن الصين لا يمكنها خداع الأشخاص خارج البلاد ، خصوصاً المتابعين لما يجري في إقليم شنجيانغ

جيمس ليبولد من جامعة تروب وهو خبير في شؤون أقلية الإيغور قال إن إصدار هذا الكتاب الأخير يُعَدُ حالةً كلاسيكيةً عن حرب المعلومات التي تخوضها الصين ، بحسب وصفه .

التقرير أشار أيضاً إلى أن صحيفة الدولة الناطقة باللغة الإنجليزية “غلوبال تايمز ” اعتـَبرت هذا الكتاب مهما ً جداً ، لافتا إلى أن معظم المؤرخين يرون أن أجزاءً كبيرة من إقليم شنجيانغ كانت تـُعرف باسم تركستان ، إلا أن ما جاء في الكتاب عدَ المنطقة جزءاً لا يتجزأ من الصين ولم تكن أبدا تركستان الشرقية ، فيما يرى الخبير في شؤون أقلية الإيغور (جيمس لي بولد) أن هذا ليس صحيحا .

تقرير الدولة الصينية يزعم أيضاً أن ثقافة الإيغور عكست منذ البداية عنصرا من الثقافة الصينية، وهي جزء لا يتجزأ من الحضارة الصينية، والتي ضمت إقليم شنجيانغ والشعب الإيغوري .

التقرير أيضاً أشار إلى أن أستراليا عَبرت عن انتقادها لمعاملة الصين للمسلمين الإيغور، ووَقعت مع 21 دولة ً أخرى، بينها بريطانيا وكندا وألمانيا ، على رسالة ُأرسلت إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، ودعت إلى وقفِ عمليات الاعتقال الجماعية ، في الوقت الذي وَصف فيه وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو طريقة َ معاملة الصين لمسلميها في منطقة تشنجيانغ ، بأنها “أسوأ أزمةِ حقوق إنسان في العصر الحالي” .

وبحسب التقرير، فإن هناك عددا من المسلمين الأستراليين الذين وجدوا أنفسهم وسط حملة الاعتقالات، حيث اعتقلت السلطات الصينية أقاربهم ممن يعيشون في المنطقة.

ويختم “إي بي سي” تقريره بالإشارة إلى أن تحقيقا أجراه برنامج “فور كورنرز” في شبكة “إي بي سي”، وبث الأسبوع الماضي، كشف عن الجهود الصينية في عملية الاقتلاع الثقافي ضد الأويغور، بما في ذلك العمالة القسرية لإنتاج قطن تشتريه الدول الغربية .

للمزيد:

الصين.. ديكتاتورية إلكترونية متطورة لمراقبة وتحليل المعلومات عن الإيغور – مطبخ اخبار الليلة