أخبار_الآن | باريس – فرنسا

عبّر الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون الإثنين خلال لقاء جمعهما في المقر الرئاسي الفرنسي الصيفي، عن استعدادات طيبة لإحداث انفراج في العلاقات بين بلديهما، لكن الخلاف لا يزال قائما بينهما حول سوريا وحقوق الإنسان.
وأعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن “القلق البالغ” إزاء القصف الذي تتعرض له منطقة إدلب السورية، وقال لنظيره الروسي إن الالتزام بوقف إطلاق النار في المنطقة “أمر ملح”.
وفي ردٍ على مطالب الرئيس الفرنسي قال بوتين إن موسكو تدعم الهجمات التي يشنها الجيش السوري ضد ما أسماهم بالـ”إرهابيين” في محافظة إدلب شمال سوريا.

وغادر بوتين قرابة الساعة 11 ونصف ليلاً (21,30 ت غ) ما يعني أنّه أمضى في ضيافة نضيره الفرنسي أربع ساعات ونصف، استغرق أكثر من نصفها (ساعتان ونصف)اجتماع ثنائي، أعقبه عشاء.
وكان الرئيس الروسي وصل إلى قلعة بريغانسون على شاطئ البحر المتوسط مبتسماً وحاملاً باقة من الورد لبريجيت ماكرون.
وبعد تبادل المجاملات أدلى كل من الرئيسين بتصريح وهما جالسان على كرسيين في حديقة القلعة حيث عقد اللقاء. ورغم إعرابهما عن الرغبة بالتقارب وسعي ماكرون للتقريب بين روسيا والاتحاد الاوروبي، بقيت الخلافات ظاهرة بينهما بشأن الحرب في سوريا وحقوق الإنسان بشكل خاص.
وقال “لا بدّ لي من إبداء قلقي البالغ حيال الوضع في ادلب. فسكان ادلب يعيشون تحت القصف، والأطفال يُقتلون. من الملح للغاية التقيد بوقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في سوتشي” في أيلول/سبتمبر الماضي.
ومنطقة إدلب مشمولة باتفاق توصلت إليه روسيا وتركيا في سوتشي في أيلول/سبتمبر 2018، نصّ على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كيلومتراً تفصل بين مناطق سيطرة قوات النظام والفصائل. كما يقضي بسحب الفصائل المعارضة لأسلحتها الثقيلة والمتوسطة وانسحاب المجموعات المتشددة من المنطقة المعنية.
ومنذ أواخر نيسان/ابريل الماضي صعّدت سوريا وروسيا قصفهما لمنطقة ادلب التي يعيش فيها نحو ثلاثة ملايين شخص، ما أدى إلى مقتل أكثر من 860 مدنيا.
إلا أن بوتين قال ان روسيا التي دخلت النزاع في 2015 إلى جانب نظام الاسد، تدعم عمليات الجيش السوري في ادلب التي تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وفصائل متشددة أخرى.
وتابع “نحن ندعم جهود الجيش السوري .. لوضع حد لهذه التهديدات الارهابية”.
وأضاف “لم نقل أبدا أن الارهابيين في ادلب سيشعرون بالراحة”.
ولما سئل بوتين عن قمع التظاهرات المطالبة بالديموقراطية في الأسابيع الماضية في روسيا، ذكر بأعمال العنف التي رافقت حركة “السترات الصفراء” الاحتجاجية في فرنسا في أواخر العام الماضي وحتى الربيع.
وقال بوتين “لا نريد وضعا مماثلا” للذي قام في باريس مؤخرا، مؤكدا أن السلطات الروسية ستتحرك لإبقاء تظاهرات المعارضة في موسكو “في إطار القانون”.

مصدر الصورة: AFP

إقرأ أيضاً:

بوتين لماكرون: لن نسمح لـ”سترات صفراء” في روسيا