خلال الشهرين الماضيين في هونغ كونغ، أثار اقتراح تعديل تشريعي يسمح بتسليم المطلوبين في هونغ كونغ إلى الحكومة الصينية احتجاجات مليونية واشتباكات عنيفة بين المحتجين والشرطة، إذ تصاعدت المخاوف من هيمنة صينية على الإقليم الذي يتمتع بحكم ذاتي، ويقول نقاد إن هذا القرار يعطي الصين الحق في اعتقال الطلاب والصحفيين ورجال الأعمال المعارضين والنشطاء السياسيين.

كيف بدأت أحداث هونغ كونغ وما هي خلفيتها؟

1997
يتمتع إقليم هونغ كونغ الصيني بأقصى درجات الحكم الذاتي وذلك وفقاً لاتفاقية بريطانية صينية عقدت عام 1997 قضت بتسليم المستعمرة البريطانية السابقة إلى الصين تحت شرط خضوعها لنظام “نظامان، دولة واحدة”، حيث تتبع هونغ كونغ الصين عسكرياً ودبلوماسياً فقط, فيما تحتفظ بعملتها (دولار هونج كونج) والنظام القانوني والنظام البرلماني الخاص بها لمدة خمسين عامًا وفق الاتفاق.

فبراير 2019

أقدم رجل يدعى “تشان تونغ كاي” في فبراير الماضي على قتل صديقته أثناء سفرهما إلى تايوان، وعند عودته إلى هونغ كونغ لم تتمكن السلطات المحلية من تسليمه إلى القضاء في تايوان، على الرغم من اعترافه بجرمه، ذلك لغياب معاهدات تسليم المجرمين في قانون هونغ كونغ.
أثارت قضية ” كاي ” الجدل في المستعمرة البريطانية السابقة، الأمر الذي دعا إلى إعادة النظر في قوانين تسليم المطلوبين والمجرمين ما دفع المشرعين في هونغ كونغ إلى صياغة قانون من شأنه تسليم المطلوبين والمجرمين إلى السلطات المعنية.

ويرى منتقدو مشروع القانون أن المقترح سيمكن الصين من سجن المعارضين السياسيين في هونج كونج، فيما يرى المؤيدون في القانون عدالة قضائية وحماية لأهالي هونغ كونغ من المجرمين والخارجين عن القانون، وحفظاً لحقوقهم طالما لا ينص القانون على تسليم المطلوبين السياسيين.

يونيو 2019

في أوائل يونيو، خرج مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع للاحتجاج، وردت عليهم الشرطة بالقوة مستخدمة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود، الأمر الذي أجج الغضب في صفوف المحتجين.
وفي منتصف يونيو، نزل ما يقارب المليوني شخص إلى الشوارع في أكبر احتجاج في تاريخ هونغ كونغ, وسط دعوات بتنحي رئيسة الحكومة الحالية “كاري لام”.

يوليو 2019

ومع تصاعد الأحداث قام المتظاهرون بتخريب المجلس التشريعي في هونغ كونغ وتحطيم النوافذ وصور المسؤولين الموالين لبكين. في حين بدأت هذه الحوادث العنيفة تشير إلى إمكانية حدوث تحول كبير في قوة الحركة.
كما مثل عشرات المحتجين المتهمين بأعمال الشغب أمام المحكمة، حيث واجهوا أحكامًا تصل إلى 10 سنوات في السجن بتهمة الشغب.
وفي حين تراجعت لام جزئياً عن مشروع قانون تسليم المجرمين، واصفة إياه بالـ”ميت”، إلا أن الأمر لم يكن كافياً للمتظاهرين الذين اتهموها بالتلاعب بالألفاظ والخطابات لوقف الاحتجاجات.

أغسطس 2019

في بداية أغسطس، خرج الآلاف من الناس إلى الشوارع في تجمع شارك فيه الموظفون المدنيون ككتلة منظمة للمرة الأولى.
وفي 5 أغسطس ، أغلقت الإضرابات أجزاءً كبيرة من المدينة، كما عطلت حركة النقل العام ورحلات الطيران.
وفي 12 أغسطس تمكن أكثر من خمسة آلاف محتج من إغلاق مطار هونغ كونغ وإلغاء جميع الرحلات من وإلى المطار، الذي يعد أحد أكثر المطارات ازدحاماً في العالم.

15 أغسطس

تجمعت قوات صينية تابعة للشرطة العسكرية في ملعب رياضي في مدينة شينزن الواقعة على حدود إقليم هونغ كونغ الذي يتمتع بحكم ذاتي.
هذا وشاركت شاحنات وآليات مصفحة لنقل الجند في تدريبات تجري بينما تزداد المخاوف من إمكانية تدخل الصين لوضع حد لعشرة أسابيع من الاضطرابات في هونغ كونغ.

 

مصدر الصورة: أ ف ب

للمزيد:قوات صينية تتجمع بالقرب من حدود هونغ كونغ