أخبار الآن | دبي – الامارات العربية المتحدة (خاص)

في ظل الأزمة الداخلية التي تهدد بقاء تنظيم داعش، والصراع الداخلي على الخلافة، وعدم معرفة المصير الحقيقي لزعيمه أبو بكر البغدادي، أجاب الخبير في الجماعات المتشددة الدكتور هشام الهاشمي، أسئلة “أخبار الآن”، التي تعطي تصورا مستقبليا للتنظيم.

السؤال الأول: تلقى تنظيم داعش رسائل مبايعة للبغدادي، من فروعه في دول عدة، لكن لم ترد أي رسائل مشابهة من سوريا والعراق، ما هو السبب في هذا التأخير؟

الجواب: تأخر فرعي داعش في المنطقة المحصورة بين سوريا والعراق، لأنهم ليسوا بحاجة إلى تجديد البيعة الجديدة تحت عنوان “العاقبة للمتقين”، والتي وجهت لأفرع خارج إطار مناطقهم، معتقدين أن خليفتهم ما زال متواجداً بينهم، وأن البيعة تجري عليهم بطبيعة الحال.

السؤال الثاني: قد يكون من الصعب مبايعة زعيم غائب مثل أبو بكر البغدادي، هل هناك معلومات عن مكان تواجده حاليا؟ وكيفية تواصله مع التنظيم؟

الجواب: البغدادي على قيد الحياة، وقد يكون متواجداً في وادي حوران الواقع ضمن صحراء الأنبار، أو جزيرة راوا شمال نهر الفرات، أو صحراء تدمر السورية، وفقا للتقارير الاستخبارية التابعة للتحالف الدولي والحكومة العراقية.

السؤال الثالث: في الحقيقة، يدين البغدادي للبعثيين العراقيين بانتخابه خليفة.. هل تستطيع تذكيرنا كيف حدث ذلك؟

الجواب: البغدادي نجح بصعوده إلى مجلس الشورى في عام 2010، بفضل ضباط بعثيين يالنظام العراقي السابق، وهم حجي بكر وأبو أحمد العلواني وأبو عبد الرحمن البيلاوي وأبو مهند السويداوي، لافتا إلى أنهم الجذر الأساسي والنواة الصلبة، وهم وراء ما وصل له البغدادي وتنظيم داعش الآن.

السؤال الرابع: ما هو حجم القوة التي يحتفظ بها البعثيين العراقيين في تنظيم داعش؟

الجواب: ترجع قوة البعثيين في تنظيم داعش، لسيطرتهم على الملفات الخمسة المهمة من أصل 14 ملفاً للتنظيم، وهي ملف اللجنة المفوضة التي يعتبرونها بمثابة مجلس وزراء، وديوان الجند وديوان المالية المركزي وديوان الإعلام المركزي، بالإضافة إلى الأمن والاستخبارات.

السؤال الخامس: عندما يحين وقت استبدال البغدادي بزعيم أخر، ما مدى استعداد التنظيم لهذا الأمر؟

الجواب: داعش لا يستطيع الاستمرار من دون زعيمه أبو بكر البغدادي، لافتا إلى أن التنظيم بحاجته بشكل كبير في هذه المرحلة، متوقعا أنه في حال مقتله أو القبض عليه، سيواجه التنظيم خطر الانقسام على نفسه في البداية إلى حين زواله بشكل نهائي لاحقا.

السؤال السادس: ما هو مصير القيادي أبو مسلم التركماني الملقب بـ (العفري)، علما بانه كان مفترضا أن يخلف البغدادي؟

الجواب: العفري، قتل وفقا للمعلومات الأولية للتحالف الدولي، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن تنظيم داعش، لم يصدر تصريحا يؤكد مقتله ولم يتم العثور على جثته.

السؤال السابع: هل تستطيع اخبارنا عن الوضع الحالي لسلطة التركمان في تلعفر، وبعض الشخصيات مثل الحاج عبد الرحمن التركماني؟

الجواب: التركمان من مدينة تلعفر يحظون بثقة البغدادي في أمور عدة، عازيا قوتهم لكونهم مجاميع للدعوة والإرشاد على منهج السلفية التكفيرية.

السؤال الثامن: هذا الموضوع كبير، لكن باختصار، ما هو سبب كره مقاتلي داعش العرب، لزملاءهم الأجانب؟ ولماذا يبدو أنهم مهددون من قبلهم؟

الجواب: يعود سبب كره العراقيين للأجانب في التنظيم، ان قيادات داعش، منذ بداية تأسيسه كانت عراقية رغم تصفية غالبيتهم، إضافة إلى خوفهم من خطر التنحية والقضاء عليهم وتقليص نفوذهم.

السؤال التاسع: بالنظر إلى الكره العميق الذي تكنه قيادة داعش للمقاتلين الأجانب، برأيك بهذا الخصوص، ماذا سيحدث في حال إنتخاب شخص جزراوي لخلافة البغدادي؟

الجواب: على الأرجح سينشق الفرع العراقي في حال إنتخاب شخص جزراوي لخلافة التنظيم، لافتاً إلى أن المقاتلين العراقيين في التنظيم هم الأشد عنفا، ولا يرغبون بسيطرة أشخاص أجانب مثل أبو مصعب الزرقاوي سابقا.

السؤال العاشر: هل يمكن لقائد جزراوي يخلف البغدادي، أن يسيطر على العنصر العراقي المتغلغل في التنظيم؟ أم أنه سيواجه سيناريو مماثل لحمزة بن لادن في تنظيم القاعدة؟

الجواب: القيادات الكاريزمية ذات البعد الوطني القومي هي الأشد تاثيراً، لافتاً إلى أنهم يتبعون الفكرة والعقيدة، لكنهم في حال الوصول إلى مرحلة توزيع السلطة والثروة يصبحون أكثر عنصرية للقومية والعشائرية بشكل أكبر.

السؤال الحادي عشر: انضم لداعش في فترة معينة، مقاتلون أوروبيون مشهورون مثل ديسو دوغ الملقب بـ (أبو طلحة الألماني)، والبريطانية سالي جونز الملقبة بـ (الأرملة البيضاء)، ماذا حدث لنجوم التنظيم من الأصول الأوروبية؟

الجواب: تنظيم داعش يقسم الاوروبيين إلى ثلاثة أقسام كالتالي:

أولاً: مقاتلو أوروبا الشرقية من جمهوريات الإتحاد السوفييتي سابقا، ويعتمد عليهم في العمليات الحربية لما يمتلكونه من قوة بدنية إلا أن غالبيتهم قتل في معارك سوريا والعراق.

ثانياً: الأوروبيون الغربيون من أصول مغاربية، الذين اعتمد عليهم التنظيم في مجال النقل والهجرة والمضافات والعمليات الانتحارية.

ثالثاً: الأوروبيون الأصليون، وتم تجنيدهم للعمل في مجالات الإعلام والتكنولوجيا، لكن لم يبقى منهم سوى ثلاثة ألى أربعة الآف شخص من أصل 41 الفاً.

السؤال الثاني عشر: ماذا يمكن ان نستخلص من تجربة العرب الذين وصفوا أنفسهم بالدعاة، أمثال السعودي عثمان آل نزيه (قُتل في عام 2015)، والسعودي أبو بكر القحطاني، والبحريني تركي البنعلي، والأردني عمر مهدي زيدان (أبو المنذر الأردني)؟

الجواب: أولئك الأشخاص كانوا يحبون السلطة والقيادة، وظهر ذلك جلياً في خطابهم وانعكس على شخصياتهم، وجاء بهم التنظيم لسد فراغ كبير في مجال الدعوة والارشاد، لكنهم تمكنوا من الحصول على مناصب عليا، مشيراً الى أنهم لا يعرفون الكثير عن الدعوة ولا يرتقوا لأن يكونوا خطباء.

السؤال الثالث عشر: في ظل الصراع الداخلي الذي يضرب التنظيم، خصوصاً المتعلق بالقيادة ومشاكلها، ما هي أهم التطورات الممكنة التي يجب الانتباه إليها خلال الأسابيع القليلة المقبلة؟ ما الذي يجب التركيز عليه؟

الجواب: التنظيم يسعى للصعود والنمو عبر الخروج من مناطق الأرياف والصحاري إلى المدن الحضرية، ويجب مكافحتهم ومحاصرتهم في أماكن تواجدهم القديمة. مقاتلو داعش لا يمكنهم القتال بطريقة الكتائب التقليدية الأمر الذي سيضطرهم لانتهاج أسلوب المفارز المكونة من فرق جوالة مكونة من 7 الى 11 شخصاً , الأمر الذي يضعفهم ويسهل عملية القضاء عليهم.