أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

التقارير عن مصرع حمزة بن لادن تتعدى ازاحة  اسم جهادي جديد من الصورة. هذا ببساطة يلقي الضوء على أهمية فشل الظواهري كزعيم للقاعدة و القاعدة كتنظيم تحت ادارته.

قادته قدماه نحو حتفه: هذا ما يعنيه مصرع حمزة بن لادن للقاعدة

AFP

وراء ذلك 6 أسباب:

1- حمزة بن لادن كان استثمارا مكلفا وخطرا  للظواهري

دفع الظواهري ثمنا باهظا لإبراز ولدفع شخصية غير ناضجة و غير كفوءة كحمزة بن لادن إلى الواجهة. بهذه العملية تسبب بإغضاب العديد من قيادات القاعدة. جزء من هذه العملية كان ينطلق من أنانيته , و لكن الجزء الآخر كان مبنيا على المبدأ. واجه الظواهري اتهامات التوريث , سامحا بتوريث السلطة , وهو ما يتعارض كليا مع الإيديولوجية العامة لقادة القاعدة.

2 – حمزة كان يرمز لأمل الظواهري بتجنيد الشباب و بالتمويل

اتبع الظواهري الخيار الأخطر باختيار حمزة بن لادن  لأنه كان يريد اجتذاب الجيل الجديد من المجاهدين للقاعدة.

كان  يسعى وراء بروباغندا وإعلان وظيفي, فاعتقد أن حمزة بن لادن قد يفي بالغرض.

كذلك  كان يود أن يستعمل إسم بن لادن للتخفيف من مشاكل التمويل التي يعانيها التنظيم , لكن الواقع كان مختلفا . لم يكن هناك أي دليل على أن حمزة وفّر حلا لأي من هذه  المشاكل , لا بل على العكس قام باغضاب قادة القاعدة , و إنتهاك مبدأ  الجدارة . كان حمزة بن لادن سببا  كلف الظواهري باهظا على صعيد  التجنيد و التمويل.

رغم ذلك كله , حمزة كان أملا مزيفا كان يحاول الظواهري التسويق له … حتى هذا  خسره الظواهري الآن.

3 – قضية حمزة تؤكد عزلة الظواهري وانفصاله التام عن الواقع

 في اعقاب وفاة أسامة بن لادن لم يكن لدى الظواهري أي انجاز يمكن أن يفتخر به أمام اتباعه، بسبب أفعاله تحول دوره إلى القائد الوهمي الذي تقتصر مهمته على إصدار الرسائل التي لا تقابل من قبل أتباعه لا بالإصغاء و لا  بالتنفيذ و الطاعة.

الفرع الأكبر للقاعدة في سوريا تتمزقه الصراعات , و عبثا يحاول الظواهري التحكم بها , و باءت كل محاولاته بالفشل.

بناء على ذلك كله , أراد الظواهري اعادة إحياء اسم بن لادن كأحد آخر رغباته . لكن رحيل حمزة بن لادن أثبت كم كانت مقامرة الظواهري سيئة و خطوته ضعيفة, لا بل أكثر, اثبت ذلك مدى إنفصاله عن الواقع  وافتقاره للمعلومات والفهم و إدراك مدى تبدل الواقع  عن أيام  أسامة بن لادن.

4 – قصة حمزة بن لادن هي تذكير بروابط القاعدة المظلمة

من الصعب التخيل لكنها  الحقيقة: إبن مؤسس القاعدة، أمضى جزءًا كبيرًا من حياته في إيران. هذه التجربة شاركها مع العديد من كبار السن الآخرين في تنظيم القاعدة وعائلاتهم، ربما تعاطف الظواهري مع ذلك. لقد قضى هو نفسه وقتًا جيدًا مختبئًا بين الروس، وهي فترة لم يستطع تفسيرها أبدًا.

ما هي الروابط التي ربما يكون حمزة والظواهري قد نسجاها خلال تلك السنوات التي أمضياها في حضن إيران أو روسيا ؟ كيف أثرت تلك السنوات والروابط على من يتحكم بالقاعدة فيي نهاية المطاف اليوم؟ هذه الأسئلة مدمرة للغاية للقاعدة , و مصرع حمزة تذكير بهذه الوقائع.

إقرأ أيضا: إلى أين تتجه القاعدة في حال تأكدت وفاة حمزة بن لادن؟

5 – مصرع حمزة يظهر كيف خسر الظواهري مناعته وفقد أي دفاع كلامي

 صحيح أن إستخدام حمزة بن لادن كان حركة  سيئة من قبل الظواهري , لكن الأخير لم يكن  يملك الكثير من الخيارات بين يديه. بعد ثماني سنوات من القيادة, الظواهري لا  يملك أي شيْ يقدمه لأتباعه أو المتعاطفين معه أو مموليه.

بعد سلسلة رسائل و خطابات فارغة لم يعد يملك الظواهري أي كلام جديد مهم يقوله، اذا ما تمرد قادة القاعدة ضده اليوم وتحدوا سلطته , لا يملك الظواهري أي شيء للدفاع عن نفسه.

هكذا حاصر الظواهري نفسه, ومصرع حمزة كشف ذلك جليا أمام الجميع.

6 – مصرع حمزة هو أفول تنظيم القاعدة نفسه 

منذ الحادي عشر من سبتمبر والقاعدة في تراجع مستمر، ضعف قيادة القاعدة وسوء إدارة الظواهري يؤكدان أن هذا التراجع لا يمكن أن يعوض بغض النظر عمن يحاول أن يفعل ذلك , ومدى الجهد الذي يُبذل. مصرع حمزة بن لادن هو مجرد مؤشر واحد على هذا الأفول.

بلا شك أن إيديولوجية القاعدة لا تزال تشكل تهديدا خطيرا , و لا سيّما  لجهة تجنيد الشباب غير الواعي و الذي يسهل خداعه , و مع ذلك فإن القاعدة كتنظيم قاب قوسين او أدنى من انهيارها الكامل, والدليل على ذلك كيف أن فروع القاعدة تعمل بتجاهل تام لقرار القاعدة الأم , و من المثير للإهتمام أن نراقب من سيؤبن حمزة , أو ربما سيوفرون طاقتهم افساحا للمجال للظواهري أن يفعل.

مصدر الصورة: ا ف ب

المزيد:

خمس صور لحمزة بن لادن تختصر مكانته