أخبار الآن | دبي (غرفة الأخبار)

من جديد يصدر زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري شريط فيديو يتوجه من خلاله الى اتباعه بمجموعة من الاوامر والتوجيهات في محاولة للايحاء بأنه يمسك بزمام الامور، إلا أنه في كل مرة لا يصيب الهدف، وانما يظهر ضعفه وضعف تنظيمه المتهالك.

الظواهري في مقطع الفيديو الذي استمر ثماني دقائق، بالاضافة الى عدة نقاط ليست مهمة، دعا المقاتلين في كشمير إلى عدم اعتبار القتال هناك صراعا منفصلا، وانما دعاهم لاعتباره جزء من جهاد الأمة وفق تعبيره ضد مجموعة واسعة من القوات ويقصد بذلك القوات الهندية التي ابلت بلاء حسنا في تصديها للتنظيم المتشدد.

هذه الدعوة لها دلالات كثيرة.. على ما يبدو فهي تشي بأن أوامر “الزعيم” غير مستجابة وغير مسموعة ولا تطبق من قبل مقاتليه. ولربما هذا ما جعل الزعيم الضعيف والمستضعف يستنجد بمجموعة من العلماء لم يكشف عن هويتهم ويطلب منهم التأكيد على هذه النقطة في المنابر وهي ضرورة لاعتباره جزءا غير منفصل ولا يتعلق بكشمير فقط.

و في اشارة ضمنية لعدم التفات مجموعة القاعدة في كشمير الى تعليمات او الى مشورة الظواهري، دعا المقاتلين في كشمير إلى التواصل مع المجاهدين في أنحاء مختلفة من العالم، مؤكدا أن الجهاديين الكشميريين بحاجة إلى إنشاء قنوات تواصل مع بقية المجاهدين أقوى من ذي قبل في جميع أنحاء المسلمين.

هذه الدعوة بالاضافة الى انها تثبت ان الظواهري لم يعد يسيطر على المقاتلين في كشمير فانها تظهر حجم المنافسة الخفية بين تنظيم القاعدة وتنظيم داعش في تلك المنطقة الحاملة لتداخلات بشرية ودينية كثيرة. وهي منطقة أصبحت تحظى بأهمية بالغة في متصور التيارات الإرهابية، كما هي محط اهتمام العالم، بعد الهزائم التي منيت بها في منطقة الشرق الأوسط سوريا والعراق على وجه التحديد.

ومن بين النقاط الرئيسية التي ركز عليها زعيم تنظيم القاعدة في رسالته الاخيرة للمقاتلين هو التركيز على صورتهم امام الناس العاديين، وهي ارشادات تحمل اعترافات ضمنية للظواهري بأن صورة المقاتلين مرفوضة لدى عامة الناس في العالم.

في عام 2013 ، أصدر الظواهري إرشاداته العامة لشن الجهاد. صيغت مدونة قواعد السلوك هذه مع التركيز على بناء والحفاظ على الدعم الشعبي من خلال عدة امور من بينها تجنب العمليات التي تنفر الناس العاديين،دون ذكر هذه الإرشادات على وجه التحديد ، يدعو الظواهري الآن إلى شيء مماثل في كشمير. فهو يدعو إلى عدم استهداف المساجد والأسواق وأماكن تجمع المسلمين. ليس من قبيل الرحمة أو اتباع التعاليم الدينية التي تمنع الاساءة للانسان جسدا وروحا، وإنما من قبيل التكتيك للتنظيم، فهو يخشى من ان تشوه الجرائم صورة المجاهدين وتجعل عامة الناس تنساق وراء حملات الدعاية التي تقوم بها الحكومات ضد القاعدة.
وهو ما يعني ان الظواهري يقبل الطبيعة الدموية للقاعدة ويطلب فقط من أتباعه الامتناع عن مثل هذه الهجمات بحجة التكتيكات.

المزيد

الظواهري يدعو مقاتلين في كشمير لشن هجمات على الجيش الهندي