أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة ( تحليل )

انتشر الحرس الثوري الإيراني كالسرطان في جميع مستويات الحكومة وكل شبر من الحياة الاجتماعية والاقتصادية في إيران ، نعم هناك حكومة للبلاد، لكن للحرس الثوري أجندة وأولويات خاصة به داخل وخارج إيران ، فكم من الناس يعرفون أن الجنرال قاسم سليماني يحاول إنقاذ مادورو في فنزويلا بينما يعاني الشعب الإيراني من العقوبات المفروضة عليه؟

نظرًا لأن التصعيد الأخير للتوترات في المنطقة كان بسبب الحرس الثوري الإيراني، فمن المفيد أن ننظر إلى من سيكون الخاسر بالنسبة للوضع في إيران.

الخاسرون الرئيسيون في إيران هم أولئك الذين يريدون الحد من هيمنة الحرس الثوري ، أولئك الذين يريدون أن تتوقف إيران عن تشكيل خطر على المنطقة ، وأولئك الذين يريدون أن يكونوا جيراناً جيدين وليسوا ممولين للإرهاب ، وأيضاً أولئك الذين يريدون اختيار الدبلوماسية والمفاوضات لحل الصراع ، وأولئك الذين يخشون أن تصبح إيران، مثل الاتحاد السوفيتي السابق، قزمًا عسكريًا واقتصاديًا واجتماعيًا.

أولئك الذين يمكنهم رؤية أن الثورة فقدت قصتها و أن إيران بحاجة إلى إيجاد قصة جديدة لإقناع الأجيال الشابة ،و أولئك الذين يشعرون أن الشعب الإيراني يريد الحرية وليس الديكتاتورية الثيوقراطية.

بالتأكيد، يوجد مثل هؤلاء الأشخاص في إيران، خاصة في كوادر القيادة القوية جداً، لكن لسوء الحظ في هذه الأيام يختار الكثير منهم الصمت ، وينضم كثيرون آخرون إلى جوقة القومية الخادعة التي لا تخدم سوى قضية المتشددين.

قد تكون هذه هي الأيام والفرصة الأخيرة للإصلاحيين للتحدث ووضع ثقلهم في السياسة الوطنية، عن طريق السعي علناً وبقوة لوقف التصعيد في المنطقة، وإلا فسيستمر المتشددون في دفع إيران نحو مصائب أسوأ، كي يتمكنوا من الاستيلاء على السلطة الكاملة في اليوم التالي بعد خامنئي، ولن يسمح أحد للإصلاحيين حتى بالتنفس، فما بالكم بالكلام !

 

المزيد:

الاتحاد الأوروبي يدعو إيران إلى وقف تخصيب اليورانيوم