اخبار الآن | ليبيا (تحليل)

وسائل الإعلام الليبية والدولية تحدثت مؤخراً عن اعتقال الروسيين مكسيم شوغالي وسامرحسن علي سويفان بتهمة التسبب في الفوضى والاضطرابات المدنية في البلاد.

وقد ربطت وسائل الإعلام هؤلاء الأفراد بـ “المجموعة البحثية” التابعة للأوليغارتشي يفغيني بريغوجين والتي تمت تسميتها الآن باسم “Lakhta Internet Research” أو “Project Lakhta”. وجاءت الاعتقالات بعد أن أظهر تحقيق مطول أنهم لعبوا دوراً في التحريض على الحرب الأهلية في ليبيا في أبريل 2019.

من هم سويفان وشوغالي اللذان تم اعتقالهما في ليبيا؟ ما هي خلفيتهما؟  ما الذي يريده رئيسهم بريغوجين من ليبيا؟ مع من يشترك في ليبيا ليكون قادراً على تحريض الليبيين ضد بعضهم البعض وتأجيج نيران الصراع؟

لنحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال النظر في أحداث الماضي القريب.

لقد تم الكشف عن قيام روسيا بالتدخل بانتخابات خارجية.

في ليبيا، استهدفت روسيا بوضوح أمن ليبيا وسيادتها، فضلاً عن نظامها السياسي.

يعد مرتزقة الفاغنر و “Lakhta Internet Research” من بين الأسلحة التي يستخدمها بريغوجين لملء جيوبه وتحقيق أهداف روسيا في ليبيا وباقي أفريقيا.

عمليا Lakhta هي مرتزقة الكترونية  تستهدف الإنتخابات و اهدافا سياسية أخرى مطلوبة من قبل  بريغوجين و  زعمائهم في الحكومة الروسية.

تستخدم الحكومة الروسية Lakhta Internet Research”” كمنصة سرية للتأثير في شؤون البلاد الأفريقية، مستغلةً الإنقسامات بين مختلف الأطراف وتحريضهم ضد بعضها البعض.

تخلق الصراعات وعدم الاستقرار ظروفًا مناسبة لنشر المرتزقة الإجراميين والمزيد من التدخل والاستغلال.

أحد المعتقلين، وهو خبير التكنولوجيا السياسية مكسيم شوغالي، هو جزء من خطة روسية أكبر للتلاعب ببلدان أفريقية وزعزعة استقرارها.

في أواخر عام 2018، حاول شوغالي إيجاد شخص تابع للروس لكي يترشح للانتخابات الرئاسية في مدغشقر.. إلى هذا المستوى يصل التدخل في أفريقيا.

تريد روسيا أن ترى المزيد من عدم الاستقرار في ليبيا وإفريقيا حتى يتسنى لها الحصول على عقود بشأن المعادن النفيسة، والنفط في حالة ليبيا.

طالما أن روسيا لا تلتزم بقوانين وقواعد السوق وتلجأ إلى طرق قذرة، فمن الواضح أنها تريد مصادرة هذه الموارد بسعر بخس. بمعنى آخر، تريد روسيا سلب الثروة الوطنية لليبيا والدول الأفريقية الأخرى وسرقتها من بين أيديهم.

من هو الديكتاتور الليبي الجديد الذي تريد روسيا أن تراه؟

لقد تم الكشف أيضًا أن الروس المعتقلين كانوا يعملون مع سيف الإسلام القذافي لزيادة شعبيته من خلال البرامج التلفزيونية. بدأت روسيا في مشروع لتنصيب سيف الإسلام كخليفة لمعمر القذافي، كديكتاتورجديد لليبيا.

قد تكون روسيا مهتمة بالترويج لسيف الإسلام كديكتاتور ليبي جديد، إلا أن سيف يواجه عقبات كبيرة في الواقع، فهو يواجه اتهامات من المحكمة الجنائية الدولية بارتكاب جرائم ضد الإنسانية، عندما كان يحاول قمع التمرد ضد نظام والده، ولكن هذا لن يمنع روسيا من استخدام سيف. في النهاية، سترسل روسيا الفاتورة إلى الشعب الليبي.

اقرأ المزيد:

حصري.. أي خطر يشكله مرتزقة “الفاغنر” في ليبيا؟