أخبار الآن- تحليل

ما هي المحصلة للاسابيع الأخيرة بعدما اختار المتشددون الإيرانيون عمداً تصعيد التوتر في المنطقة؟ وهل حصلوا من وراء ذلك على ما يريدون؟ أم أنهم الآن في وضع أسوأ مما كانوا عليه قبل أن يبدأوا؟ سوف نبحث في تحليلنا عن أجوبة لهذه الأسئلة.

يمكن الجزم الآن ان المتششددين الإيرانيين و أخطر أدواتهم الحرس الثوري الإيراني هم مسؤولون بوضوح عن التصعيد الأخير في منطقة الخليج والعراق. ليس هناك شك بأنهم يمتكلون القدرة لإحداث ضرر حقيقي . و هم يقومون بذلك منذ سنوات في منطقة الشرق الأوسط و خارجها. و لكن إيران تعلم أنه لا يمكنها الفوز بأي حرب حقيقة عندما تستخدم نمورا ورقية و  أبطالا ملفقين مثل قاسم سليماني. و لهذا السبب، من المهم فهم كيف أن التصعيد يؤثر على المشهد الإيراني الداخلي , و ربما أكثر من تأثيره على المشهد الدولي.

إقرأ :

زكا: كنت رهينة لدى الحرس الثوري الايراني

لقد جاء التصعيد في وقت يواجه فيه نظام ولاية الفقيه الفاشل أفول شمسه , مع إقتراب نهاية حكم المرشد الأعلى نظراً لتقدم سنه و تدهور صحته. إنه الصراع حول الخلافة الذي سوف يحدث في إيران والذي يستهدفه المتشددون. و عندما تبدأ الحرب على خلافة المرشد الأعلى، سوف يحرص المتشددون على أن يقوموا بقمع الإصلاحيين بشكل قاطع.

النتيجة الإجمالية من التصعيد حتى الآن هي أن مكانة إيران في أوروبا و خطوط التواصل مع أوروبا قد تعرضت لضربة قاسية. و هذا يضعف الإصلاحيين وطريقهم نحو الدبلوماسية، و الذي يعتبر شريان الحياة الوحيد المتبقي لإيران. فإذا أراد الإصلاحيون مقاومة هذه المؤامرة، فسوف يكون خيارهم الأنسب بأن يعملوا جاهدين على تخفيف التصعيد. لا يوجد لدى الإصلاحيين ما يمكن أن يستفيدوا منه في دعم أجندة الحرس الثوري الإيراني للهيمنة على الدولة الإيرانية في المرحلة بعد خامنئي.

اقرأ أيضا:

المعلمي: الهجوم على ناقلات النفط يتفق مع نمط ايران

هل كسب المتشددون شيئاً قيماً حتى الآن؟ ليس تماماً. و على العكس من ذلك، فقد قاموا بالكشف عن ورقتين قيمتين. حيث أنهم كشفوا عن حجم الضرر الذي تعرضوا له نتيجة العقوبات الدولية , و مدى اليأس الذي وصلوا إليه. و إضافة الى ذلك قاموا بتحديد مكمن و طبيعة بعض ألاعيبهم و أدواتهم الأكثر استخداما.

بالفعل لا يوجد سوى طريق واحد للخروج من هذا المأزق حتى بالنسبة للمتشددين الإيرانيين. و هو التوقف عن المزيد من الاستفزازات , و التوجه نحو تخفيف التصعيد. حتى المتشددون لا يمكنهم تحمل المزيد من الوضوح والصراحة في الكشف عن مدى ضعف ايران.

Getty Images

المزيد:

من العراق الى ايران: دعوة لتغليب المصلحة العراقية