أخبار الآن | هونغ كونغ (أ.ف.ب)

دعا الناشط من أجل الديموقراطية جوشوا وونغ بعيد إطلاق سراحه، رئيسة حكومة هونغ كونغ كاري لام الموالية لبكين، الى الاستقالة غداة تظاهرات كبرى ضد مشروع قانون لحكومتها يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين.

ونزل نحو مليوني شخص باللباس الاسود الاحد الى شوارع هونغ كونغ وتظاهروا لساعات، بحسب المنظمين للمطالبة بسحب هذا النص المثير للجدل وباستقالة لام ما ارغم رئيسة الحكومة الى تقديم “اعتذارات” عن التسبب باضطرابات.

وكانت المستعمرة البريطانية السابقة شهدت يومي الاحد الماضيين تظاهرات كبرى سجلت نسبة مشاركة قياسية وتجمعا غير مرخص له الاربعاء أدى الى أعنف قمع تقوم به الشرطة منذ اعادة هونغ كونغ الى الصين في 1997.

وكان جوشوا وونغ عام 2014 أحد أبرز شخصيات “حركة المظلات” التي أغلقت المركز المالي للمدينة على مدى أسابيع للمطالبة بحق الاقتراع العام المباشر، وكان في ال17 من عمره.
ولم ينتظر طويلا الاثنين عند خروجه من السجن لكي يضم صوته الى صوت منتقدي رئيسة الحكومة الموالية لبكين.

وقال وونغ (22 عاما) للصحافيين إن كاري لام “لم تعد مؤهلة لتكون رئيسة هونغ كونغ”. وأضاف “عليها أن تتحمل المسؤولية وتستقيل”.

وكان سجن في أيار/مايو على خلفية “حركة المظلات”، واستفاد من افراج مبكر بسبب حسن سلوكه، ولا شيء يدل على ان اطلاق سراحه على علاقة بالتظاهرات الحالية.

وأضاف “بعد مغادرتي السجن، أريد أيضا أن أناضل مع كل سكان هونغ كونغ ضد مشروع القانون المتعلق بتسليم مطلوبين الى الصين”.

– احتجاج ضد السلطة –

يقول منتقدو مشروع القانون إنه يضع السكان تحت قبضة النظام القضائي في الصين القارية والخاضع لنفوذ الحزب الشيوعي. وتخشى أوساط الاعمال ان يسيء الاصلاح الى صورة هونغ كونغ العالمية وقدرتها على اجتذاب الشركات والرساميل.

وكانت السلطات تعتبر في المقابل، أن النص يسد فراغا قانونيا ويمنع ان تصبح المدينة ملجأ لبعض المجرمين. وهي تؤكد أن تطبيق القانون سيكون متوافقاً مع ضوابط حقوق الإنسان ولن يستهدف المعارضين السياسيين للصين.

وكان التهديد بعمليات التسليم السبب الرئيسي للتجمعات الاسبوع الماضي، الا ان الحركة الاحتجاجية تحولت رغم تعليق مناقشة النص، إلى تعبير عن الغضب الشعبي ضد قادة المدينة وبكين.

وكان سكان هونغ كونغ ينددون منذ سنوات بتدخل متزايد للصين في شؤونهم الداخلية بما ينتهك مبدأ “بلد، ونظامان” الذي يضمن لهونغ كونغ حتى 2047 شبه حكم ذاتي وحريات غير موجودة في الصين.

وتفريق تظاهرة الاربعاء الماضي بالقوة اثار استنكارا واسعا بعد اصابة 80 شخصا بجروح ما دفع برئيسة الحكومة الى ان تعلن السبت تعليق النص المثير للجدل. لكن هذا القرار لم يردع الحشود من مواصلة تنظيم “مسيرة سوداء” الاحد للمطالبة بالتخلي الكامل عن مشروع القانون.

وقال جيمي شام ممثل جبهة حقوق الانسان المدنية، منظمة المسيرة، للصحافيين ان “حوالى مليوني شخص” تظاهروا الاحد اي ما يعادل ضعفي عدد المتظاهرين الاحد الفائت حين اعتبرت نسبة المشاركة تاريخية في مدينة تعد 7,3 مليون نسمة.

لكن لم يتسن التحقق من هذا الرقم من مصدر مستقل. وتحدثت الشرطة من جهتها عن 338 الف متظاهر في اوج مسيرة الاحد. وكانت احصت 240 الف متظاهر الاحد الفائت.

والاثنين كان هناك بعض المتظاهرين في الشوارع غالبيتهم من الشباب واغلقوا طريقا سريعا في قلب المدينة قرب مقر المجلس التشريعي.

وعلى مدى ساعات طالبهم رجال الشرطة بمغادرة مفترق الطرقات الذي يشهد حركة سير كثيفة صباح الاثنين لكن بدون التدخل. لكن المتظاهرين غادروا في نهاية المطاف الطريق السريع بهدوء وتوجهوا الى متنزه مجاور.

وكانت هونغ كونغ شهدت الاربعاء الماضي أسوأ اعمال عنف سياسي منذ اعادتها الى الصين حين تم تفريق عشرات الاف المتظاهرين عبر استخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

وقدمت رئيسة الحكومة الاحد اعتذارها. وجاء في بيان صدر عن مكتبها أنها “تقر بأن التقصير في عمل الحكومة تسبب بكثير من النزاعات والخصومات في مجتمع هونغ كونغ وخيب آمال العديد من المواطنين وأثار قلقهم”.

Getty Images

المزيد:

رئيسة السلطة التنفيذية لهونغ كونغ تقدم اعتذاراتها للمواطنين