أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (تحليل)

من وراء الهجمات التي إستهدفت الناقلات البحرية؟ بحسب المسؤولين الامريكيين و العرب فان ايران هي وراء هذه الهجمات. و لكن أي إيران يقصدون؟ هناك عدة أوجه مختلفة لإيران، و هذا هو السبب الوحيد وراء عجز الدعاية الإيرانية للتعمية عن الحقائق. إليكم تحليلنا:

من يتحدث بإسم إيران؟ عدة أصوات متنافرة….

ليس من المستبعد أن الهجمات على الناقلات تم تنظيمها من قبل الحرس الثوري الإيراني دون معرفة مسبقة من الحكومة الإصلاحية في إيران. ولكن هذه هي المشكلة بالتحديد….عندما يتبع الحرس الثوري الإيراني سياسته الخارجية الخاصة وعندما يقوم قائد فيلق القدس قاسم سليماني بلعب دور اكبر من الرئيس الإيراني المنتخب ووزير الخارجية، فمن سيصغي للحكومة عندما يحدث مثل هذا الحادث؟

الأيام الأخيرة المتهالكة لولاية الفقيه

لم يصبح الحرس الثوري الإيراني تهديدًا سياسيًا وعسكريًا للمنطقة بالصدفة. فقد كان هذا اختيار المرشد الأعلى لإستخدام وتشجيع هذا التنظيم الوحشي. و في مستوى أعمق، هذه هي نتيجة استغلال الدين سياسيا من قبل نظام ولاية الفقيه. هذا النظام الذي ينهار بسرعة بالتزامن مع تدهور صحة المرشد الأعلى.

عندما تقوم بتحويل المخربين إلى أبطال وطنيين…

عند تمت مهاجمة ناقلات النفط، بطبيعة الحال سوف يفكر الناس أولاً وقبل كل شيء في الحرس الثوري الإيراني وقاسم سليماني. ففي نهاية الأمر، التخريب هو اختصاصه و خبرته، و صورته الوهمية بأنه بطل لا تخدع أحداً. بعد أن تزيل القناع قليلاً عن وجهه، ستوف ترى بوضوح كيف أصبح قاسم سليماني ما هو عليه بإستخدام العنف و الهجوم على السفارات و العمل كمهرب دولي.

 

A handout picture provided by the office of the Iranian Ayatollah Ali Khamenei on June 04, 2019 shows Iranian Major General in the Islamic Revolutionary Guard Corps (IRGC) Qasem Soleimani listening to the Iranian supreme leader as delivers a speech on the occasion of the 30th death anniversary of the founder of the Islamic republic Ayatollah Ruhollah Khomeini, at his shrine in Tehran

مشكلة إيران هي مشكلة داخلية

ربما يستمتع القادة الإيرانيون ببيع رسائل قومية فارغة داخلياً، لكنهم يعلمون أن الشر يكمن في داخل إيران و بين صفوفهم. وإذا كانت إيران لا ترغب في أن يصبح حالها كحال كوريا الشمالية، فمن المستحسن أن تنظر إلى الداخل وأن تمنع المخربين من نشر المزيد من عدم الاستقرار الذي لا يخدم مصالح أحد، بمن فيهم الشعب الإيراني.

هل تستطيع إيران إيقاف الكارثة القادمة؟

لكي تتجنب إيران الإنهيار الكامل، فيجب عليها أن تصلح علاقتها مع الدول المجاورة و تبدأ في إعادة بناء إقتصادها و مجتمعها بعد 40 عاماً من الدمار بفعل الثورة. و يجب أن تبدأ إعادة البناء بأن تبتعد إيران عن سوريا والعراق والبحرين واليمن وأي مكان آخر يشعل فيه المتشددون الإيرانيون نيران الفتنة. قد تقدم الأشهر المقبلة فرصًا لإيران لإصلاح نظامها المتآكل. و لكي تكون إيران قادرة على اغتنام هذه الفرص، يجب عليها وقف التخريب والتخبط والتدخل الإقليمي الآن والتركيز في الإصلاح الداخلي. لقد فقدت إيران 40 عامًا بسبب المفاهيم والممارسات التي لا تليق بشعبها، ومن غير المرجح أن يمنح التاريخ إيران 40 سنة أخرى. الشعب الإيراني يملك من الحكمة ما يكفي لرؤية ذلك. والسؤال هو ما إذا كان يمكن لقادتهم أن يكونوا حكماء بنفس القدر.

مصدر الصورة: AFP

المزيد:

الجيش الأمريكي ينشر فيديو يثبت تورط إيران في هجوم خليج عمان