أخبار الآن | نيويورك – الولايات المتحدة ( رويترز )

قال عضو في البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة الثلاثاء إن الولايات المتحدة ستطلب من مجلس الامن الدولي التصويت هذا الاسبوع على مشروع قرار يدعو إلى السماح بدخول المساعدات الانسانية الى فنزويلا.

وأكد إليوت أبرامز للصحفيين قبل اجتماع ٍ للمجلس بشأن الأزمة في فنزويلا، إنه من المتوقع أن يصدر قرار هذا الاسبوع يدعو إلى إدخال المساعدات الانسانية إلى فنزويلا.
من جانبها، أيّدت الدول الأوروبية الأعضاء في مجلس الأمن الثلاثاء الدعوة إلى إدخال المساعدات إلى فنزويلا، داعية إلى تنظيم انتخابات رئاسية لحل الأزمة السياسية في هذا البلد، وذلك قبيل بدء الاجتماع الذي طلبت الولايات المتحدة انعقاده.
وقالت هذه الدول وهي المملكة المتحدة وألمانيا وفرنسا وبلجيكا وبولندا في بيان مشترك إنّ الانتخابات الرئاسية الأخيرة “تفتقر إلى الشرعية الديموقراطية”، داعية إلى “العودة إلى الديموقراطية من خلال إجراء انتخابات رئاسية حرّة وشفافة وذات مصداقية”.
ودانت هذه الدول العنف الذي وقع نهاية هذا الأسبوع على حدود فنزويلا، داعية إلى “ضبط النفس وتجنّب استخدام القوة”.
وأضاف البيان أنّه يتعيّن “السماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد”، مؤكّداً “الدعم الكامل للجمعية الوطنية الفنزويلية” بقيادة المعارض خوان غوايدو الذي عيّن نفسه رئيساً انتقالياً وحصل على تأييد حوالي خمسين بلداً، بما في ذلك الولايات المتحدة والبرازيل وكولومبيا وأغلبية أعضاء الاتّحاد الأوروبي.
ويدعم نيكولاس مادورو عدد مماثل من البلدان، وفي طليعتها روسيا والصين.
وقتل أربعة أشخاص خلال نهاية الاسبوع على الحدود الفنزويلية خلال محاولة غوايدو تحدّي مادورو وإدخال المساعدات، وفي إطار التوتر حول منع إدخال المساعدات والمواجهة بين اطراف النزاع.
وفي حين يحظى مادورو بتأييد الجيش، فرّ في الإجمال 326 عنصراً في القوات المسلحة الفنزويلية وانتقلوا إلى كولومبيا منذ السبت، وفق جهاز الهجرة الكولومبي.
ومن المحتمل أن يواجه مشروع القرار الأميركي بفيتو من جانب روسيا والصين اللتين تدعمان مادورو وتريان في موقف الولايات المتحدة تدخّلاً سافراً في الشؤون الداخلية لكراكاس.
ويجب أن تحظى قرارات مجلس الأمن الملزمة قانوناً بتسعة أصوات دون استخدام حق النقض (الفيتو) من قبل أي من الأعضاء الخمسة الدائمين وهم بريطانيا والصين وفرنسا وروسيا والولايات المتحدة.
وسئل أبرامز عن احتمال استخدام روسيا حق الفيتو، فقال “أعتقد أنه سيكون من المخجل استخدام حقّ النقض ضد قرار يدعو إلى تقديم مساعدات إنسانية”.
بالمقابل قال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إنّ ما يجري “استهزاء بالقانون الدستوري”، داعياً إلى احترام “سيادة” فنزويلا، ومتهماً واشنطن بأنها تريد “أن تطعم بالقوة” الشعب الفنزويلي وهو “تعذيب يمارس في غوانتانامو”. 
وخلال الاجتماع الذي اتّسم بأجواء مشحونة بين الدول المؤيدة لمادورو وتلك المؤيدة لغوايدو تبادلت الولايات المتحدة وروسيا الاتهام باعتماد كل منهما “خطاب الحرب الباردة”.
أما وزير الخارجية الفنزويلي خورخيه آريزا الذي رفع خلال الاجتماع صور متمرّدين مفترضين فاستنكر ما تعرضت له بلاده في نهاية الأسبوع الماضي من “انتهاك” لوحدة أراضيها.
وقال آريزا إن الشاحنات التي من المفترض أن تجلب مساعدات انسانية كانت تحتوي في الواقع معدات (مسامير، أسلاك شائكة …) تستخدم لبناء حواجز، مؤكّداً أن “الانقلاب فشل”.
ومنذ مطلع شباط/فبراير الجاري يتنافس في أروقة مجلس الأمن مشروعا قرارين متعارضين بشأن فنزويلا، أحدهما أميركي والآخر روسي.
و يدعو النص الأميركي إلى تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية الدولية إلى فنزويلا وإجراء انتخابات رئاسية.
غير أنّ هذا النص مهدّد بالاصطدام بفيتو روسي وربما أيضا بفيتو صيني، لا سيّما وأن بكين كررت في اجتماع مجلس الأمن الثلاثاء معارضتها “التدخّل في الشؤون الداخلية” لفنزويلا.
بالمقابل يدين مشروع القرار الروسي التهديدات باستخدام القوة ضد كراكاس والتي تقف خلفها الولايات المتحدة.
من جهة ثانية، أعلن غوايدو من بوغوتا عزمه على العودة إلى كراكاس على الرغم من أنّه يواجه خطر الاعتقال لانتهاكه قراراً قضائياً يحظر عليه مغادرة فنزويلا.
وقال غوايدو في مقابلة بثتها شبكة “إن تي إن 24” التلفزيونية إنّ “السجين لا يفيد أحداً، والأمر عينه بالنسبة إلى رئيس منفي. نحن في وضع غير مسبوق (…)  وظيفتي وواجبي يمليان عليّ أن أكون في كراكاس على الرّغم من المخاطر، على الرّغم ممّا ينطوي عليه هذا الأمر”.
وسافر غوايدو إلى بوغوتا حيث شارك الإثنين في اجتماع لمجموعة ليما التي تتألّف من 14 دولة (13 دولة أميركية لاتينية وكندا) مناوئة جميعها للرئيس نيكولاس مادورو.
وفي الاجتماع دعت مجموعة ليما إلى انتقال ديموقراطي في فنزويلا ودانت “الوضع الإنساني الخطير” في هذا البلد، لكنها استبعدت خيار استخدام القوة الذي تطرحه واشنطن حليفة غوايدو.
 

اقرا: ترامب: الكفاح من أجل الحرّية بدأ في فنزويلا