أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (محمد زهور)

كشفت وكالة الأمن الأوكرانية أدلة جديدة تثبت تورط شركة فاغنر الأمنية الروسية، في كثير من العمليات الإرهابية، فضلاً عن ماضي بعض مقاتليها من المرتزقة الروس.

وتتقاطع الأدلة الجديدة مع معلومات باتت تتكشف تدريجياً عن فاغنر، التي يقاتل أفرادُها في دول عدة على رأسها أوكرانيا وسوريا.

أدلةُ جديدة تتكشف عن تورطِ الشركة الأمنية الروسية المثيرة للجدل “فاغنر” في أعمالِ عنف بعددٍ من دولِ العالم ابتداء من أوكرانيا، وصولا إلى سوريا، وليس انتهاءً ببعض الدولِ الأفريقية.

جديدُ تلك الأدلة، قيامُ إدارة أمن الدولة الأوكرانية بتوثيقِ تورط مقاتلي فاغنر في حربِ شبه جزيرة القِـرم، وقيامها كذلك بتقصي ماضي بعض المرتزقة العاملين في تلك الشركة.

وبالعودةِ إلى ماضي فاغنر، الذي شابه الكثير من الغموض، فإن ديمتري أوتكين، ضابطُ المخابراتِ الروسي السابق، ومؤسسُ فاغنر، انضم إلى القواتِ الانفصالية الأوكرانية، عام 2014، بعد عودته من سوريا، هو و مجموعتِه إثرَ فشله في تحقيقِ المهام التي أوكلت إليه، قبل أن يعودَ إليها لاحقاً.

ويمكنُ القول بأن نجم فاغنر سطعَ في سوقِ “المرتزقة” إن صحَ التعبير، عام 2014، من أوكرانيا تحديداً، والتي تحولت فيها فاغنر بقيادةِ أوتكين من شركةٍ أمنية خاصة إلى جيشٍ من المرتزقة والمجرمين السابقيين منظمين تحت عُـهدةِ الاستخباراتِ الروسية.

ولعبت موسكو في انكارِها لوجودِ قواتٍ تَـتبَعُ لها في أوكرانيا، و سوريا ودولٍ أخرى، على وترِ متطوعين روس لا تمتلك موسكو أيَ سُلطةٍ لمنعهم من القتال في بؤرِ نزاع، لا يُنكر القاصي والداني وجودَ أجندةٍ لروسيا في تلك البؤر.

والمثيرُ في الأدلةِ الجديدة ليس تورط فاغنر في بؤرِ الصراع فقط، بل ماضي المُرتزقة الروس الذين يشكلون عِمَادها، بعد ان تقاطعت أدلة عن كونِ أغلبهم من كبارِ المجرمين، ممن يحملون سوابقَ إجرامية ليس أقلُـُها القتل والاغتصاب.

والخطيرُ في الأمر، أن فاغنر بما تمثلُه من قوةٍ عسكرية، ومجرمين سابقين، باتت السيطرة عليها او حتى احتواؤها، أمراُ شبه مستحيل، في ظلِ تصاعدِ إمكاناتِها العسكرية والمالية، وهو ما دفع محللين إلى تحميلها مسؤوليةَ تصاعدِ التوتر مع مسؤولين يتبعون النظام السوري، وحتى مع مسؤولين آخرين من صناعِِ القرار في موسكو.

التساؤلاتُ التي تَـطرح نفسها بقوة في نهايةِ المطاف، هل سيتمكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من احتواءِ ما اقترفت يدا مخابراتِه ؟ ، وهل سيتمكن من ضبطِ أخطبوطِ المرتزقة الذي يضربُ في طولِ دولٍ وعرضِها؟ أو بمعنى آخر، هل سينقلب سحرُ بوتين الـ”فاغنر” على نفسِه وعلى أمنِ بلاده في المُستقبل؟.

إقرأ أيضا: خفايا “الفاغنر”.. هذه هي الحقيقة