أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة – (منى عواد)

قامت وكالة رويترز للانباء بإجراء تحقيق صحفي حول معسكرات إعتقال الإيغور بالصين وتحديداً في إقليم شينجيانغ، وتمكنت من رصد بعض هذه المعسكرات.

معاناة الاقليات الدينية في الصين ازدادت في السنوات الاخيرة بشكل كبير ولأسباب مختلفة، وتواجه الصين اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان في شينجيانغ وتعذيب المعتقلين الإيغور وتشديد القيود على ممارستهم لشعائرهم الدينية وثقافتهم.

هذا الأمر اثار قلق ومخاوف المنظمات والمؤسسات الانسانية، واثار ايضا انتقادات دولية للصين، المتهمة بالتمييز على أساس ديني وعِرقي في تعاملها مع المسلمين، لاسيما مع أقلية الإيغور في إقليم شينجيانغ ..

اقرا: تحقيق لرويترز ..تتبع معسكرات إعتقال الإيغور بالصين

لجنة تابعة للأمم المتحدة لحقوق الإنسان  اتهمت مؤخراً الصين بقمع أقلية الإيغور المسلمة في منطقة شينجيانغ، واحتجاز ما يصل إلى مليون شخص داخل معسكرات اعتقال، حيث يتم تعذيبهم هناك وتلقينهم الدعاية الشيوعية، إضافة إلى تعليمهم تبجيل الرئيس شي جين بينغ.

الحكومة الصينية أنكرت وجود مخيمات اعتقال تعسفية في البلاد، وادعى مسؤولون صينيون أن هناك فقط مراكز من أجل إعادة التأهيل والتثقيف .. 

وكالة رويترز عملت مع شركة “إيرث رايز ميديا”، وهي مجموعة غير ربحية تحلل صور الأقمار الصناعية، وتوصلت الى أن الصين بعمليات بناء وتوسيع لحوالي 39 من المعسكرات، والتي تم تحديدها في البداية باستخدام وثائق متاحة للعامة مثل مناقصات البناء.

إعادة النظر في هذه المرافق وجميع المباني كشفت أن مساحة المنطقة المبنية قد تضاعفت ثلاث مرات تقريباً بين أبريل 2017 وأغسطس 2018. وبشكل إجمالي تُغطي الأجزاء المبنية منطقة بحجم 140 ملعب كرة قدم تقريباً.

وقدمت إشعارات البناء المنشورة على المواقع الإلكترونية الحكومية المحلية، بما في ذلك المناقصات وطلبات الشراء، أدلة حول موقع وخصائص العديد من المخيمات. تشمل المواصفات الفنية في هذه الوثائق إشارات إلى غرف الحراس وأنظمة المراقبة التي لا تترك “أي نقاط عمياء”، إضافة إلى الأسلحة الآلية و الأماكن الآمنة لتخزينها.

وقال إدوارد بويدا Edward Boyda، أحد مؤسسي شركة إيرث رايز: ” لقد أصبت بصدمة من عدد المخيمات وحجمها الكبير ومدى سرعة نموها. ففي غضون أشهر قاموا بإنشاء مباني مكونة من خمسة طوابق وأطول من ملاعب كرة القدم”، وتابعت: “إن بناء وترتيب المباني متشابه جداً من موقع إلى آخر و في المواقع الجديدة على وجه التحديد ، مما يعني أن هناك سبباً ورائها”.

تقول وكالة رويترز إن مكتب الاعلام التابع لمجلس الدولة الصينية ووزارة الخارجية وحكومة شينجيانغ لم ترد على الأسئلة التي وجهتها الوكالة حول هذا الموضوع.

اقرا: مليون صيني يمكثون في بيوت الإيغور دون دعوة

وزارت رويترز سبعة من المرافق التي تم تحديدها كمعسكرات اعتقال للإيغور من وثائق البناء وصور الأقمار الصناعية. جميع هذه المرافق معززة بجدران عازلة وأبراج مراقبة، وحراس مسلحون عند المداخل.
 وتشير رويترز إلى انه تم  تحديد اثنين من المرافق كمراكز للتدريب المهني. وعندما اقترب المراسلون من المجمعات، قامت الشرطة بإبعادهم وطلبت منهم المغادرة.

وبحسب “رويترز” فإن حجم شبكة معسكرات الإعتقال كبير للغاية، حيث تم إعادة توظيف العديد من المباني الصغيرة مثل المدارس والمستشفيات ومراكز الشرطة لإحتجاز المسلمين وفقا لسكان شينجيانغ ووثائق البناء والشراء. واثنتان من المعسكرات الأصغر التي زارتها الوكالة في السابق كانتا مصنعًا ومدرسة للحزب الشيوعي.

ويقول مراقبون إن حجم معسكرات الاعتقال تتضاعف بشكل مذهل في إقليم  شينجيانغ بشمال غرب الصين.. واشاروا إلى ان  الصين تتعامل مع الإسلام وكأنه مرض عقلي..

ومنذ 2016 صعدت الصين قمعها على أقلية الإيغورمن بين هذه الإجراءات القانونية حظر بعض الأسماء الإسلامية للأطفال الرضع، ومنع اللحى الطويلة والحجاب، وكذلك تجريم عدم مشاهدة التلفزيون الحكومي وعدم إرسال الأطفال إلى المدارس الحكومية. كما يجري الحديث عن استخدام السلطات تقنيات التعرف على الوجوه وتتبع تحركات السكان في كل خطوة يخطونها.

Photo Source : gettyimages – Anadolu Credit – Anadolu Agency / Contributor